يُعد تطبيب الجُراح أمراً مهماً عندَ الله سبحانه، وهو على درجات كما قال الله سبحانه وتعالى: «هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ»(1)، فمن بين تطبيب الجراح يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية للمريض، ويُسمّى الطبيب الذي أجرى تلك العملية (طبيباً جراحاً)، وهو يختلف عن بقية الأطباء الآخرين الذين ليسوا أطباء جراحين بل أطباء باختصاصات أُخَر: كالأشعة والسونار والتحليلات، لكن أهمهم الطبيب الجراح الماهر المُحترف الذي يُركز في عمله بدقة أثناء قيامه بإجراء عملية جراحية للمريض، عندها تكون العملية ناجحة، وهي سبب سببهُ الله بيد ذلك الطبيب، واحترافه، ومهارته، وسلوكه المهني والإنساني، وتحمله المسؤولية.
والأهم من ذلك، مَنْ يُطبّبْ جراحَ الأمة، وهذا المُطبب هو العالِم الرباني المرجع الذي يهتم بأمر الناس، ويعمل على عزتهم وكرامتهم، وتوحيد كلمتهم، والتصدي للفتن والأزمات التي تُعد أمراضاً خطيرة، وأوراماً تحتاج إلى من يُزيلها من جسد الأمة.
ومن هذا المنطلق، كان سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) خير مُطبب للجراحات التي عانى منها العراق والأمة والعالم، فبحكمته وعقلانيته وضميره الحي الرقيب على كل الأمور، وسعة صدره، وعدالته وتقواه العالية، وإنسانيته وجديته في التطبيب للأزمات، أصبح الطبيب الجراح؛ لأنه عمل بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، ودافع عن فكرهم، وعمل بنفس إنسانيتهم، في معالجة آلام الأمة، وتحويل الواقع السيء الى واقع يسوده السلام والمحبة، لذا يُعد المُطبب الأفضل درجة، الذي يحتاجه البشر من جميع الطوائف، بل يحتاجه حتى الأطباء والمفكرون والناس بجميع شرائحهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُديم على سماحته الصحة والعافية والعمر المديد؛ لكي يكون ذخراً، وبوجوده وفكره السليم تُنقذ الأمة من الفتن، فعلى كل شرائح المجتمع أن ينضمّوا ويدافعوا عن هذا العالِم العادل الكريم، وينصفوه بكلمة حق.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) آل عمران: 163
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat