الضَّرْبُ على التّملُّكِ في المخطوطاتِ
د . محمد نوري الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد نوري الموسوي

التّملُّكُ عبارةٌ تُكتبُ على المخطوطاتِ للدّلالةِ على أنّ هذه المخطوطة ملكٌ لصاحبِ التملّك، وعادةً ما تُكتبُ هذه العبارةُ على غلافِ المخطوطةِ، أو في ورقةِ العنوانِ، أو في آخرِ ورقةٍ من المخطوطة، وأحيانا تُكتب في أماكن من المخطوطة يختارها المالك لأسباب في نفسه، كأنْ يكون يريدُ أن يُخفيَ هذا التّملكَ على السارق، فتبقى العبارة مكتوبة ولا يلتفت إليها سارقها، وقد رأيت تملّكا لعالم كتبه تملّكه بين الأسطر في الكتاب ليصعب وجود التملك وشطبه.
وكثيرا ما نجد في المخطوطات أنّ التّملكَ يُشطبُ أو يُضربُ عليه بخطّ من أجل مسح اسم المالك وإخفائه، ولعلّ مردّ ذلك إلى سببن: الأول أنّ هذا الكتاب قد انتقل ملكه إلى شخصٍ آخرَ لا يريدُ أن يبقى اسم المالك الأول فيحذفه، وإذا صحّ هذا الاحتمال فإنه طريقة غير جيدة؛ إذ المعهود أنّ الانتقال الشرعي لمخطوط يُكتب عادة، فتجد أكثر من تملك على مخطوط واحد، كما هو الحال في هذه المخطوطة.
والآخر : الانتقال غير الشرعي للمخطوطة بالسرقة أو غيرها فيُحذف التملك الأول.
وعثرتُ على نسخة محفوظة في مكتبة مجلس الشورى برقم(12369) من كتاب رياض السالكين للسيد علي خان المدني (ت1120هـ)، يوجد عليه تملّك لعالم بحرانيّ قطيفيّ خطيّ كتبَ تملّكَه على هذا الكتاب في أربعة مواضعَ مختلفةٍ شُطب على اسمه في موضعين، وبقي موضعان مذكور فيهما اسمُه، ولعلّ الذي حذف اسمه لم يلتفت للموضعين، فبقيا من دون حذف ولله في خلقه شؤون.
ونصّ التملك :
( هذا من جملةِ ممتلكاتِ شيخِنا ومولانا الأمجدِ والماجدِ العلّامة الشيخ محمد بن المرحوم المغفور الشيخ ناصر بن المقدس السعيد الشيخ بهاء الدين بن الشيخ ناصر بن عبد الله القطيفي، متّعه الله به طويلا، ونفعه به بكرة وأصيلا، لعن الله مستعيره الذي لا يرجعه على رأس كل شهرين إلى مالكه وكفى بالله وليا).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat