صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ التَّاسِعةُ (8)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

{قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ}.

النَّوع الرَّابع؛ هُم الذي لا يرَونَ أَنَّ هُناك أَيَّة مسؤُوليَّة بالأَساس ومن أَيِّ نوعٍ كانَ لفضحِ وتعريَةِ السياسيِّين الكذَّابين الفاسدِينَ الفاشلينَ، خاصَّةً تُجَّار الدِّين والمُقدَّساتوتُجَّار الحرُوب والدَّم.

يقولُونَ لكَ؛ دعهُم يكذِبُوا ويُفسِدُوا! دعهُم يُتاجرُوا بعمائمهِم الفاسِدة، لا عليكَ بهِم، سيفضحهُم الله تعالى وسيُعاقبهُم أَشدَّ العِقاب!.

إِنشَغِل بـ [لُقمة عَيشِكَ] ودع حِسابهُم على الله!.

طبعاً فإِنَّ هذا المنطِق غَير السَّليم يُسقط شيئاً إِسمهُ المسؤُوليَّة في المُجتمع والتي تُشيرُ لها الآية الكريمة {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} وهويتناقض معَ أَصل فلسفة الخَلق التي تُلخِّصها آيتَينِ اثنتَينِ، الأُولى قولهُ تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ} والثَّانية قولهُ عزَّ وجلَّ {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.

النَّوع الخامس؛ هو الذي سيتصدَّى لكَ بكُلِّ الوسائِل بما فيها [كاتِم الصَّوت] إِذا كُنتَ في مُتناوَل يدهِ، لإِسكاتِك، بعدَ أَن لم تكُن مرجُوّاً عندهُم، حسبَ معاييرهِم، فيالتستُّرِ على الكذَّابين الفاسدِين.

وإِذا كانَ منطق النَّوع الرَّابع أَعوجاً فإِنَّ هذا النَّوع لا يمتلك منطِقاً، ولذلكَ فإِنَّ سلاحهُ الإِرهاب واغتيالِ الشخصيَّة، ولَو كانَ يمتلكُ ذرَّةً من منطقٍ لحاورَ وناقشَ وردَّبالأَدلَّة والإِثباتات ليدحضَ بها ما [يدَّعيهِ] المُصلحُونَ الَّذينَ يتحمَّلُونَ مسؤُوليَّة فضحِ الكذَّابين الفاسدِين.

أَمَّا أَن يلجأُوا للإِرهابِ كما تصفهُم الآية {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} و {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} واليَومَ يُخرجُوكَ من الدِّين والمذهَب وبعضهُم يتوعَّدكَ بعذابِ جهنَّم وكأَنَّهُ خازِن النَّار! فهذادليلٌ على أَنَّهم لا يتمتَّعُونَ بأَيِّ منطقٍ ليُواجِهُوا بهِ المُصلحينَ!.

هذا النَّوع يشتمِلُ على المُستفيدنَ من الكذَّابين ولذلكَ هو لا يُريدُكَ أَن تتصدَّى لفضحِ أَسيادهِ لأَنَّ تعريتهُم يعني سقوطهُم، وسقُوط [القِيَم] التي يتستَّرُون خلفَها.

إِنَّ إِرادتهُم تتناقض مع إِرادةِ الله تعالى الذي يقُولُ {حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.

فبينَما يأمُرنا الله تعالى أَن نتبيَّن الصَّادق من الكاذِب في المُجتمع، لوقفِ حالاتِ التَّضليلِ، خاصَّةً عندما تتجمَّع عندَك الأَدلَّة والبراهين الكافِية للتَّمييزِ وإِلَّا فأَنتَ ظالِمٌمثلهُم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} و {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فإِنَّ هؤُلاء يريدُونَالتستُّر على الكاذبين حتَّى تختلِط الأُمور على النَّاس وهم يصطادُونَ في الماءِ العَكِر {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} فيُمكنهُم أَن يستخفُوا عن نورِالحقيقةِ ليستمرُّوا في تضليلِ النَّاسِ بأَكاذيبهِم!.

أَكيداً، ليسَ جهلاً بالكذَّاب، وإِنَّما لأَنَّ تسميتهُ تفضحهُم، فتستُّرهُم عن علمٍ وليسَ عن جهلٍ {وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

وهؤُلاء أَمامهُم [٣] خَيارات {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.

وفي المُحصِّلة {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ} إِسكاتَ صَوتكَ وكسرِ قلمكَ وقطعِ لِسانكَ!.

هوَ النُّمُوذج الذي يخشى فضح الفاسدِينَ بعدَ أَن ربطَ مصيرهُ بهِم، فتراهُم يخافُونَ الحرف الحُر والكلِمة الحُرَّة التي تفضح الكذَّابين، فتراهُم يتربَّصُونَ لكُلِّ تغريدةٍومقالٍ ومعلُومةٍ تفضح الكذَّاب وتجاوُزاتهُ على حقُوقِ النَّاس، وهُم {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ}.

ورُبَّما تراهُم ملكيِّين أَكثر مِن الملِك بالتَّحريضِ {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْوَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}.

وفي عصرِنا الحاضِر، عصر التَّكنلوجيا ونِظام القَرية فإِنَّ سلاحهُم تلفيقِ المعلُومات ونشرِها على نطاقٍ واسعٍ ضِدَّ مَن يدُوسُ على ذَيلِ [عجلٍ سمينٍ] من الكذَّابينوالفاسدِين، ولذلكَ فأَنتَ مرجُوًّا عندهم ومقبولاً مازلتَ لم تدُس على ذيلٍ، أَمَّا إِذا فعلتَ ذلك فأَنتَ ممَّن خرجَ عنِ الدِّينِ والمِلَّةِ وانحرفَ عن الجادَّة! وكأَنَّ الدِّينُ الكَذِب!.

إِنَّهم يُؤَدُّونَ مهامَّهم مُقابل ثمن مدفُوع لهُم من شبكاتِ الذُّباب الأَليكتروني، فاحذرُوهُم.

وأَنَّ أَوَّلُ الحذَر هو أَن لا تُساعدهُم على التَّرويجِ لمنشُوراتهِم الصَّفراء، واسْعَ دائماً لإِيقافِها عندكَ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/09



كتابة تعليق لموضوع : أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ التَّاسِعةُ (8)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net