هاشم العقابي.. ابو \"العرگ
علي حسين النجفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل دخول اجهزة الاستقبال الفضائية (الستلايت) بلادنا عام 2003 وقبل ان ننعم بخدمة (الانترنت) لم اكن اعرف من هو هاشم العقابي وكم حجمه في الساحة الثقافية ,لانه لم يكن صاحب منجز ادبي او علمي يشار اليه بالبنان ولم يكن واحدا من بين القمم الشامخة في سماء الثقافة العراقية من الذين سبقوا عصرنا او عاصرونا وكان لهم الحضور الراسخ في مكتباتنا ومنتدياتنا مؤلفين وباحثين وادباء ومؤرخين وفنانين وقد تركوا بصمات لاتمحى من ذاكرة الاجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل ..فمن منا لايعرف من هو الجواهري ومصطفى جواد وعبد الرزاق محيي الدين ومحمد بهجة الاثري وطه باقر واحمد سوسة وجواد علي وعبد الرزاق الحسني وحسين امين وعزيز السيد جاسم وعبد الوهاب البياتي و مصطفى جمال الدين وغيرهم من الاعلام الذين ارسوا اسس الثقافة العراقية الحديثة وشيدوا صرحها الشاهق؟!!
لقد تعرفت على العقابي من خلال اطلالاته المتكررة على بعض القنوات الفضائية بملامح وجهه الحادة محاورا في السجالات السياسية التي اعقبت سقوط سلطة البعث في العراق وكان محاوروه يقدمون اسمه مسبوقا بلقب (الدكتور) وفهمت حينذاك انه من الذين نالوا اللقب خلال العهد الصدامي وقد كانت له اطروحة في فكر القائد الضرورة بعنوان ( القيم السائدة في احاديث الرئيس القائد صدام حسين ) رسالة مقدمة الى كلية التربية بجامعه بغداد كجزء من متطلبات درجة ماجستير آداب في التربية \" علم النفس التربوي \" من قبل هاشم ناصر محسن العقابي ، كانون الثاني 1983 م ، ربيع الاول 1403 هــــ ، اهداها بهذه العبارات: ((إليك سيدي القائد، يا ارق من قنينة العطر، وانظر من ورد ألجوري, وأدق من حد السيف, اهدي ثمرة جهدي هذا..
الطالب: هاشم ناصر محسن العقابي ..)) على حد ما سمعت من كلام بعض الرادين عليه , وهذا امر لا ازعم انني تحققت من صدقه ولم اجتهد في البحث فيه لان العقابي مهما كان ماضيه فهو ليس ذا شان يستدعي التحري والاستقصاء.
وعلى الرغم من حضور العقابي المتواصل في برامج وحوارات متنوعة وانتقالاته من قناة الى اخرى فمن المستقلة الى الفيحاء الى البغدادية لم اجد عنده ما يستحق المتابعة ولم اتكلف عناء الاصغاء اليه ,لكن مقالا له بعنوان:
بصحتك يا عراق
كتابات - د. هاشم العقابي
نشره الزاملي في كتاباته بتاريخ 5\\12\\2010 كشف لي ما كان مستورا عني فتبينت ان هذا الاستاذ الشاعر الاعلامي المثقف الباحث الاكاديمي الدكتور لايفهم من الثقافة والادب الا (بطل\"العرگ) ويتفاخر بذلك حين يقول في مقاله : (( لم اخش ايا من المرشحين مهما كانت درجته السياسية والدينية حول رايه بالعرق العراقي، حتى سموني ابو \"العرگ\"))!!!ولان الدكتور العقابي متفوق على جميع المثقفين وسابق لهم في ميدان التحليل والتنبؤ فقد وضع نظريته الخاصة في بناء الدولة العراقية ولخصها بقوله: ((بطل العرگ هذا هو الذي سيحدد شكل الدولة))!!..وانطلاقا من نظريته (العرگية) فانه يعتبر حانات الخمور (البارات) معالم ثقافية لايجوز اغلاقها ويقول بنبرة الاسى والحزن : ((فبدون ادنى حياء توجهت بنادق التخلف، متبرقعة بقرار مجلس قيادة ثورة صدام وحملته الايمانية سيئة الصيت، لتغلق منتدى اتحاد الادباء، ولتغتال هذا المعلم الثقافي لتمحيه من ذاكرتنا العراقية المتحضرة))!!
وبوحي من نظريته العرگية فان الدكتور ابو العرگ يعرض اطروحة جديدة حول البارات والسنة والشيعة في العراق قائلا: ((اشياء العراق ليست كاشياء البلدان الاخرى، فشيعة العراق ليسوا كشيعة ايران وسنته ليسوا كسنة بلدان اخرى وباراته مؤسسات للمجتمع المدني وليس للفساد كما يدعون)) وفي هذه الاطروحة يرى الدكتور ان الشيعة والسنة (اشياء)!!..ولما كانت (البارات)حسب هذه الاطروحة (مؤسسات للمجتمع المدني)وليست اماكن للتسكع والادمان وبؤرا للفساد بكل اشكاله وانواعه ومنطلقا للعديد من الجرائم والكوارث الاجتماعية بل حتى الحوادث المرورية فان دكتورنا يربط بين اغلاق (نادي العرگجية) في اتحاد الادباء والتخلف الوارد الينا من ايران ويروي في مقاله حكاية لا شك في انها من ابداع خياله و تحت تاثير بطل\"العرگ حيث يقول : ((استاذ جامعي يقطن في المنطقة المجاورة للاتحاد اخبرني ان لاحد المتنفذين الجدد بيتا، ربما اخذه عن طريق السطو، وقد عرض عليه احد الايرانيين شراءه منه بثمن خيالي لكن الايراني \"يستحرم\" لان اتحاد الادباء الذي يبيح احتساء الخمر يمنعه من تنفيذ الصفقة فعاهده صاحبنا \"المؤمن\" انه سيغلق له البار، وفعل))!! انها حكاية عرگية بامتياز فمؤلفها ابو \"العرگ يخبرنا ان الاستاذ الجامعي يقطن في منطقة مجاورة لاتحاد الادباء الذي يبيح احتساء الخمر وان لاحد المتنفذين الجدد بيتا ( لم يحدد موقع البيت) وقد اراد احد (الايرانيين) شراءه منه لكنه (يستحرم) لان اتحاد الادباء الذي يبيح احتساء الخمر يمنعه من تنفيذ الصفقة!!..لو كان الايراني اراد شراء دار الاستاذ الجامعي تكون هذه الحكاية منطقية ولو كان دكتورنا ابو \"العرگ قد بين لنا في حكايته ان دار (المتنفذ ) مجاورة لاتحاد الادباء فان من حق الايراني ان (يستحرم)..لكن الحكاية لم تقل كذلك..فهل ان بطل\"العرگ خان العقابي وافقده التركيز ؟!
وفي المقطع الاخير من مقاله يطلق دكتور القائد الضرورة نداءاته وصرخاته الهستيرية مناشدا ( المثقفين ومن خلالهم كل المتحضرين من العراقيين والعراقيات ان يتظاهروا حاملين كأس ابي نؤاس) وان يهتفوا بصوت واحد:
((بصحة مؤسسة المدى الشمعة . .
بصحة فخري كريم ومفيد الجزائري وتحسين الشيخلي والعلامة أحمد القبانجي ))!!
واذا كان العقابي يبيح لنفسه الدعوة لحمل كاس ابي نواس والهتاف بصحة المدى والعلامة احمد القبانجي وبصحة (البارات) التي يتسكع وامثاله فيها فيذكرها واحدا بعد واحد : ((شريف وحداد وجبهة النهر وبلودان والقصر الفضي والمرايا وليالي الصفا وكل بار وناد بالكرخ والرصافة)) فمن الذي اباح له ان يقحم ذكر العلماء الاجلاء في دعوته العرگية ليهتف : ((بصحة كل علماء الدين الاجلاء في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء والاعظمية))..
واخيرا لاينسى الدكتور ابو العرگ زميله ونديمه الزاملي فيكيل له ضعفين من (الصحة) رافعا كاس المدام هاتفا: )) وصحتين يا كتابات))!!!
علي حسين النجفي..
النجف الاشرف في 5\\12\\2010 ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي حسين النجفي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat