الحلف غير المقدس بين اوردغان وبرزاني وتابعهما الهاشمي
فراس الغضبان الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سبق أن نبهنا من خطورة ما ستتعرض له المنطقة من مخططات استعمارية جديدة لا تقل خطورتها عن مؤامرة تقسيم الوطن العربي في الربع الأول من القرن الماضي باتفاقية (سايكس بيكو) وما تقابلها اليوم مؤامرة برزان - اوردغان - ال ثاني .
استهدفت سايكس بيكو استكمال المشروع الصهيوني لتنفيذ بروتوكولات صهيون ووعد بلفور المشؤوم وسبقه وعد نابليون بونابرت بإقامة وطن لشراذم اليهود في فلسطين حيث تتمكن من خلاله الحركة الصهيونية لتنفيذ مشروعها من النيل إلى الفرات وشهدت المنطقة على امتداد القرن الماضي حروبا دموية استنزفت كل موارد الأقطار العربية البشرية والاقتصادية وأبقتها في حالة التخلف والتراجع .
أما المرحلة الثانية من هذا المشروع فقد تمثلت بسرقة ثورات الربيع العربي وهذا ما حدث بتخطيط قطري سعودي وتنسيق تركي للاستحواذ على الثورة المصرية من خلال مد الإسلاميين بالأموال ومحاولة صعودهم إلى السلطة في سوريا وتأمين وجودهم في اليمن وليبيا وقمع الانتفاضة في البحرين وترك تونس تراوح مكانها واستكمال هذا المشروع الطائفي بإسقاط النظام في العراق ومن ثم عزل حزب الله في لبنان لضرب إيران وتدمير منشآتها النووية وخنق الانتفاضة الفلسطينية والقضاء على حركة حماس هذه هي الأهداف الأساسية للمرحلة الثانية في المشروع الإسرائيلي الذي ينفذه بامتياز مسعود واوردغان الهاشمي ومن خلفهما طبعا السعودية وقطر ونائب الرئيس الأمريكي بايدن عراب تقسيم العراق وعمقهم الاستراتيجي اللوبي الصهيوني في أمريكا وإسرائيل .
ويبدو أن الأوراق قد انكشفت وأصبح هؤلاء لا يخجلون من إعلان مشاريعهم في تدمير وحدة العراق بكل الوسائل وفي مقدمتها التخريب الاقتصادي وممارستها المباشرة بزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى وعرقلة حركة الاستثمار وحصرها في كردستان العراق ولذلك لا يبالغ من يعتقد بان هذا الثلاثي في تحالفه غير المقدس قد يكون هو المنفذ والمخطط الأساس في كل العمليات الإرهابية المجرمة التي تشهدها مدن العراق والدليل على ذلك تصريحاتهم العدوانية السافرة التي تأخذ من حيث الشكل التهجم على المالكي ودكتاتوريته والصحيح هو استهداف العراق ووحدته والمؤشر الثاني إن كل هذه العمليات تستهدف كل مدن العراق باستثناء مناطق كردستان والدليل الثالث إن هذه العمليات تتصاعد بتوقيتات تتزامن مع تصاعد الأزمات المفتعلة مع الحكومة المركزية فبعد توجيه التهمة للهاشمي تفجرت المدن العراقية وعندما أعلن بارزاني تذمره الذي تزامن مع القمة العربية سبقته تفجيرات دامية وبعد الإعلان عن اللقاء الثلاثي الدموي أو اوردغان وبرزان والهاشمي شهدت المدن سلسلة من التفجيرات بتوجيه وتنسيق من ثلاثي الإجرام .
.
ولذلك فإننا نتوقع المزيد من التصعيد للعمليات الإرهابية وتحركات الطابور الخامس ستكون مسنودة من العديد من القنوات العراقية المعروفة بميولها وتمويلها السعودي القطري وبالتنسيق أيضا مع قناتي الجزيرة والعربية، وللأسف الشديد رغم تصاعد هذه المخططات التي تستهدف مستقبل البلاد لكن قادة الرئاسات الثلاث مازالوا في حالة من الصراع وعدم اليقظة والانتباه لخطورة ما سيجري مع غياب الخطط العلمية والحرص الوطني العالي لقيادات الأجهزة الأمنية وقيادة امريات وزارتي الدفاع والداخلية حيث لم نجد الا القليل من يتفرغ لعمله العسكري والأمني حيث وبغياب الرقابة تحول بعض القادة العسكريين إلى تجار وأصحاب مليارات مجهولة المصدر وتحوم حولها شبهات كبيرة وغياب أدوارهم هو الذي يكشف حجم الثغرات الأمنية والاختراقات التي تحدث كل يوم من إهمال أو التواطؤ أو التآمر .
إن القائد العام للقوات المسلحة يحتاج إلى مفكرين وخبراء في الإدارة والاستخبارات لإعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات واعتماده على نظام استخباري داخلي يرصد سلوك كبار القادة والآمرين يساعد الجهات القانونية ذات العلاقة بتوجيه ضربات وقائية لكل المنحرفين والعمل على تفريغ هؤلاء لعملهم الوطني بعيدا عن الصفقات التجارية المشبوهة ولعل الذين يتعاملون مع الأسواق والأموال بإمكانهم أن يسردوا لنا حكايات اغرب من الخيال عن القادة والآمرين الذين تحولوا إلى تجار وبينهم متآمرون .
إن مواجهة هذا الثلاثي الشرير يحتاج إلى تطهير وترصين الصفوف عسكريا وامنيا وسياسيا والتفكير بخطط المواجهة الإستراتيجية الخفية لتوجيه ضربات استباقية تمتد حتى للعمق التركي وتحريك نسيجه الاجتماعي ضد اوردغان وممارسة الضغط الاقتصادي ونقول ذات الشيء عن بارزاني وأما المجرم الهارب طارق الهاشمي فليس أمام الدولة العراقية الا أن تواصل جهدها القضائي بتجريمه والبحث عن خلاياه النائمة داخل العراق وخارجه والمختبئة تحت مظلات الحزب الإسلامي ومناصب الرئاسات الثلاث .
firashamdani@ yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فراس الغضبان الحمداني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat