* هو لطف الله نجل آية الله العلامة الشيخ محمد جواد الصافي الگلپايگاني قدس سره.
* ولد في 19 جمادي الأولى من عام 1337 ه ودرس المقدمات كالصرف والنحو والمنطق والبلاغة على يد الأديب البارع الشيخ أبو القاسم المشتهر بالقطب.
* درس عند والده القوانين والفرائد، والمكاسب والكفاية، وذلك في مسقط رأسه في جرفادقان، في عصر كان تحصيل العلوم الإسلامية صعباً بسبب مضايقات حكومة الطاغية ( رضا خان بهلوي ) المقبور، وما كان يقوم به زبانيته من ملاحقة لطلاب العلوم الإسلامية.
* عام 1360 ه انتقل لتكميل دراساته الإسلامية العليا إلى الحوزة العلمية التي أسسها في مدينة قم المقدسة المجاهد العظيم فقيد الأمة المرجع الراحل الشيخ عبد الكريم الحائري عام 1340هـ.
* فحضر آية الله صافي الكلبايكاني أبحاث أصحاب السماحة الآيات العظام:
السيد محمد تقي الخوانساري المتوفى عام 1371 ه.
والسيد محمد الحجة الكوهكمري المتوفى عام 1372 ه.
والسيد صدر الدين العاملي المتوفى عام 1373 ه.
والسيد محمد رضا الگلپايگاني المتوفى 1414 هـ.
* وأما عمدة استفادته فقد كانت على يد المرجع الراحل الحاج آقا حسين البروجردي قدس الله روحه الشريفة المتوفى عام 1380 ه.
فكانت أكثر دراسته عليه، حيث استفاد من أبحاثه في الفقه والأصول مدة 17 سنة ما لم يستفده من سواه.
* وقد كان سماحته يحظى لدى الإمام البروجردي بمكانة خاصة، حتى أنه كان يشترك في مجالس استفتاءاته، وربما أناط (رحمه الله) إليه مهمة حل الكثير من المسائل الفقهية والعقيدية الوافدة من مختلف الأنحاء والأصقاع.
* هاجر _ أثناء دراسته في قم _ إلى النجف الأشرف عام 1364هـ وحضر في حوزتها أبحاث :
العلامة الشيخ محمد كاظم الشيرازي المتوفى عام 1367 ه.
والعلامة السيد جمال الگلپايگاني المتوفى عام 1377 ه.
والعلامة الشيخ محمد علي الكاظمي المتوفى عام 1364 ه.
كما حصل آية الله صافي الكلبايكاني على إجازة الرواية والحديث من خاتمة المجيزين المعاصرين، العلامة المتتبع، الشيخ آقا بزرگ الطهراني.
* غادر النجف الأشرف عائداً إلى بلاده، رغم إصرار العلامة الراحل الشيخ محمد كاظم الشيرازي على أن يقيم سماحته في حوزة النجف لكن بعض الأسباب والعلل دفعت به إلى أن يغادر النجف إلى إيران وسكن حوزة قم المشرفة، مواصلا جهوده العلمية.
* له مؤلفات جليلة منها :
1 – ( منتخب الأثر في أحوال الإمام الثاني عشر ) وهو الكتاب الذي طبع عدة مرات، وقد قال عنه العلامة المحقق الشيخ آقا بزرگ الطهراني في رسالة إلى المؤلف بأنه لم ير كتاباً في الجامعية نظيره.
وقال عنه العالم الراحل الشيخ حبيب المهاجر العاملي في كتابه الإسلام في علومه وفنونه : (ولا ينبغي لمؤمن إلا أن تكون عنده نسخة من هذا الكتاب ).
* والسر في كل ذلك أن المؤلف الجليل جمع فيه كل ما ورد من الأحاديث والروايات حول الإمام المهدي عليه السلام، وبوبه أحسن تبويب، ونسقه أحسن تنسيق، وأشار في نهاية كل باب ما يمكن أن يكون شاهدا لهذا الباب مما جاء في الأبواب الأخرى.
2 – ( مع الخطيب في خطوطه العريضة ) وهو رد على الناصبي محب الدين الخطيب الذي حاول في كتابه ( الخطوط العريضة ) تفنيد كل ما ورد حول فضائل أهل البيت عليهم السلام.
النبوي الطيبين في كتب أهل السنة، وإنكاره ورده.
ولم يقتصر على هذا بل أظهر بغضه الدفين، وحقده المشؤوم على أهل البيت النبوي في سعيه الحثيث لإحياء ونشر ما ألفه بعض النواصب من القدامى في الإيقاع بالشيعة التابعين لأهل البيت النبوي، وقادتهم من آل الرسول صلى الله عليه وعليهم، ومن ذلك تعليقه على كتاب (العواصم من القواصم)!!
ولا غرابة (فكل إناء بالذي فيه ينضح) (4).
* وقد طبع هذا الكتاب الناصبي المتحامل على الشيعة، على نفقة النظام السعودي، وقامت سلطات السعودية بتوزيعه على الحجيج مجاناً، تحقيقا لأهداف الإستعمار البغيض الذي لا تروقه وحدة الصف الإسلامي وتماسكه. وقد تصدى مؤلفنا الجليل – انتصارا للحق ودفاعا عن الحقيقة – بالرد الموضوعي الهادئ والعلمي على هذا الكتاب.
3 – ( صوت الحق ودعوة الصدق ) وقصة هذا الكتاب هي أنه بعد أن انتشر كتابه ( مع الخطيب في خطوطه العريضة ) أوعزت السلطات السعودية إلى أحد اللاهوريين باسم ( إحسان اللهي ظهير ) بأن يكتب رداً قاسياً على ما كتبه مؤلفنا الجليل، وينتصر للخطيب ويؤيد افتراءاته، وقد سمى كتابه ( الشيعة والسنة ) وأعلن فيه بقوة بأن الشيعة والسنة لا يمكن ان يكونا في طريق واحد، فقام مؤلفنا الجليل بتأليف كتاب آخر باسم ( صوت الحق ودعوة الصدق ) استعرض فيه ما ارتكبه المؤلف الثاني من أخطاء.
* قضى الشيخ الصافي حياته في خدمة علوم آل محمد عليهم السلام، ورعاية طلاب الحوزة العلمية في قم المشرفة، ومساندة مواقف الحوزة النجفية ، حتى لبى نداء ربه في سحر يوم الثلاثاء الموافق ٢٨ / جمادى الآخرة / ١٤٤٣ هـ.
ومازال جثمانه الطاهر لم يشيع بعد حتى وقت كتابة هذه الترجمة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الكاتب إيليا إمامي، النجف الأشرف

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!