صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

القيادة الصالحة لتحقيق الأهداف
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا يمكن للبشرية إلأ أن تسير وفق منظومة متكاملة تقود الافراد لغايات وأهداف سامية تحفظ كياناتها وترعى مصالحهم وتحقيق اهدافهم وتحفظ ترابطهم، بعيدا عن الفوضى و الأهواء الفردية والمصالح الشخصية ، إلأ بوجود قيادة متكاملة حتى إذا كانت نسبية لعملية الهام الأفراد ليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق النتائج المرجوة  وتتعلق بتوجيه الأفراد للتحرك بشكلهم السليم، للحصول على التزامهم، وتحفيزهم لتحقيق أهدافهم. ، والحاجة جاءت لعملية القيادة لتحقيق التطلعات ولمنع الظلم والفوضى دون ضياع الحقوق وبناء المجتمعات للعيش بسلام وامان ، وكل هذا يتحقق إذا حمل القائد الصفات الضرورية والعقل المستنير والتفكير الواعي دون تزمت وانغلاق، بحيث يقوده تفكره اتخاذ القرارات الصائبة  ، وأن يكون الاتزان  والوسيطة معين له لقيادة المجتمع على اختلاف مكوناته وأطيافه واختلاف ديانته ومذهبه و فئاته وتنوع ثقافاتهم .

ان التمتع بالذكاء والمهارة اللازمة من الصفات الاولى القائد و القيادة تحتاج الى أنماط مختلفة ومهارات تقنية وفكرية فذة ليكون الإنسان قائداً ويحمل من الصفات والملاكات والمؤهلات القريبة إلى الفن من العلم الذي قد يكون العتبة للدخول الى المسؤولية لكنه شرط غير كافي.

 تحتاج الدول لوجود قيادات حقيقية في أقسامها المختلفة، ليس دورهم تنفيذ التعليمات فقط ، بل اتخاذ المبادرات والنهوض بالمسؤوليات لضمان سرعة الاستجابة ومواكبة التطورات المستمرة وصلاحيات التحرك السريع لمواجهة الحوادث الطارئة.. لان الركود والجمود من الأمور التي تهدد أي دولة في عالم دائم التغير والتطور، القائد يحتاج صلاحيات تمكنه من اتخاذ قرارات، كي لا يكون مجرد موظف يقوم بعمل روتيني متكرر كما ان  إتاحة المجال للقيادات الجديدة للعمل يتيح لهم التعلم من التجربة في معايشة تفاصيل العمل وحدوث المشاكل والإحباطات غير المتوقعة والتعامل مع الناس صعبي المراس، كلها أمور تكسب الشخص خبرات نفسية وإدارية متنوعة، كي تنمي المهارات القيادية اجعل القادة يحتكون بالواقع العملي ليتعلموا من التعثر والصدمات ويشتد عودهم.

والقائد الفذ إذا كان يتميز بتفكر سليم، وعقل مدبر، ويتسم بالتخطيط والإبداع يحفز من تعلم المهارات الاخرى بكافة الطرق مثل: إنشاء  الدورات التعليمية، والبحث العلمي من خلال الكتب بطرقها المختلفة الورقية والالكترونية والتي دخلت كل مجالات الحياة وهو من يصنع القيادات بما يساعد على نموهم و مواهبهم وتدريبهم بمساحات واقعية أكبر، يتفاعل مع كل الطبقات ويصبح واحد منهم، قريب منهم، يحاورهم، ويناقشهم، ويختار أفضل الحلول ويدعم أفكارهم ، ويشجع على الإبداع والابتكار  وقبول مناقشتها معهم وتنفيذ الجيدة منها ،مما يكون حافزاً قوياً لتقدم العمل وبناء روح الانتماء لديهم.

اما اذا افتقد إلى الرؤية المستقبلية، ولم يدرك أنه يحتاج إلى جيل من الأتباع القادرين ليحلوا محله عندما يغادر المنصب وأنهم بحاجة إلى التأهيل والتدريب على القيادة حتى يمكن الاعتماد عليها مستقبلا فيكون الفشل حليفه في مدة القيادة وكذلك بعده لانه لم يخلق طاقة جديدة فيها من الكفاءة والمقدرة.

أن القادة الحقيقيين  هم الكنوز والموارد الاستراتيجي للأمم والذين لا يقدرون بثمن. هم أصحاب الفعل والمبادرة والريادة في كل عمل تنموي و نهضوي ، وإدراكاً لهذه الحقيقة اهتم العلماء والفلاسفة منذ القدم بدراسة الظاهرة القيادية واجتهدوا لتفسيرها وحلحلة عناصرها ومكوناتها للوصول الى طريق يمكن من خلاله صناعة المزيد من القيادات، 

إن صناعة القادة ليست بالعملية السهلة، خاصة اذا تكلمنا على مستوى أمة من الأمم فهي وظيفة تتشارك فيها الأسر والمؤسسات التعليمية وأساتذة الجامعات والتربويين والمشايخ وطلبة العلم، أو بمعنى آخر إن عملية صناعة القادة إذا أردنا أن تكون على مستوى أمة؛ فينبغي أن يصنع المناخ الملائم لذلك، وبالجملة فلا صلاح للبشر إلا بوجود القيادة السليمة لتحقيق الأهداف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/24



كتابة تعليق لموضوع : القيادة الصالحة لتحقيق الأهداف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net