الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


مسرحية سُنبلة
زينب علاء

شخوص العمل : 
-  مُدير ملجأ الأيتام 
-  الفتاة
-  المراسل التلفزيوني  
-  رجل1
-  رجل2

المكان :
يتم تقسيم المنظر الى امامي وخلفي , عن طريق الاضاءة  , عبر التضادات اللونية , معتم – مضيء  ,    معتم – مضيء جزئيا والعكس ,
المنظر الخلفي , يقع في عمق المسرح , يوجد مكتب خلفه كرسي , وأمامه كرسيان , في الخلف توجد صورة لنهر , أو لطفل ما , على المكتب توجد لافته صغيرة مكتوب عليها بخط أنيق ( مدير الملجأ )
يفتح الستار على ظلام تام , مع أصوات يختلط فيها البكاء مع الضحك , والمؤثرات المختلفة التي تبعث في النفس تأثيرات مختلفة , 
في الظلام هنالك عيون كعيون الأشباح , تبحث عن شيء ما ,
صوت :    لا تدعوها ..
صوت2 :   لقد هربت ..
صوت1 :   اقتلوها ..
صوت2   :    لو رآها ابوها سيبعث من جديد
صوت1   :    عليك اللعنة ماذا تنتظر؟
صوت2  :     يُقال بأنها ذهبت لتلقى اباها ..تودعه الوداع الاخير
صوت فتاة :   ( بذعر )  لا تدعونــــــــــــــــــــــي  ( تبقى كلمة لا تترد في المسرح )
 -هدوء -   
            صوت الفتاة :   أهذا كل ما بقي من الشهداء دماء تحتضن جسدا , تكسوه وتطرد عن عراء الدنيا , لا ((تصرخ)) أوقفوا الركب المتدفق سيرا نحو الخلود .. (( تضرب كفيها  )) 
افتح أيها التاريخ  
تدور في المسرح 
 افتح أيها الظل الراحل نحو وجوه الشمس

افتح أيها الزمن الراحل
افتح أيها الزمن .. قل للركب أن لهم طفلة تركوها لزمن أعمى 
ولنهر صائم لن يفطر إلا بالدم ((صمت))   ........(( في هذه الاثناء يمكن اختلاس لحظة اضاءة سريعة))
الثلج الأحمر يمتد كنهر يطفأ تلك النار البيضاء
لكم طفلة ,أيها الركب , كحياة تتعلق في كفي سيف
من ينقذها  , من ينقلها حيث الركب السائر 
وبضربة وردة واحدة يزرع في فمها كل عبيركم 
الآتي لا يقبلها (( تجلس في الأرض))
-  اضاءة –
منظر المكتب حيث يجلس خلفه مدير الملجأ وامامه المراسل التلفزيوني 
المدير :    أعتقد ان ما بين يديك يا ولدي كافي لإعداد الفلم خاصتك
المراسل :   سيدي : يبدو ان الامور لم تحسم بعد هنالك أشياء كثيرة ما زالت مبهمة بالنسبة لي
المدير :  يا ولدي ان عدد الايتام يتزايد بصورة هائلة حتى كدنا  ان نفقد السيطرة على الاحصائيات
المراسل :   هل لي أن اعرف سبب تسمية الملجأ ( سنبلة ) ؟
المدير :   سنبلة هي فتاة يتيمة عندنا
المراسل :   متى تأسس الملجأ ؟
المدير :   لا اعرف تحديدا ولكننا ورثناه 
المراسل :    عن ؟
المدير :    جدي 
المراسل :   حسنا
المدير :   والذي ورثه بدوره عن جده 
المراسل :  ( يسجل في ورقة )
المدير :  والذي ورثه عن جده ايضا 
المراسل :   نعم .. ماذا ؟
المدير :   نعم يا ولدي هي حكاية أزلية 
المراسل :  وماذا كان اسمه أول مرة 
المدير :   سنبلة 
المراسل :    عجيب !!
المدير :  لا تعجب يا ولدي فوراء ذلك الاسم حكاية أخرى 
المراسل :  حسنا .. اذن متى تأسس الملجأ تقريباً ؟
المدير :   كان أحد اجدادي ذات يوم – كما روي لي – بانه سمع :  
صوت فتاة صغيرة :  ( اظلام )
عمتي .. عمتي .. لا بد .. لا بد .. دعيني اودعه .. ( اضاءة – مشهد أمامي , ارض المعركة.. الطفلة وحيدة مع وجود اجساد على الارض )
أودعه ( تستدرك ) ماذا ؟ لماذا أودعه .. لا .. اطلاقا..لا .. فهو لم يذهب , لا .. لن يذهب .. فقط سأهمس باذنه :  أبتاه .. أبتاه .. لقد أقبل الليل .. ( تدور في المكان بقلق ) يقيناً سيعرف معنى ان يقبل الليل .. سيعرف انه البرد .. سيعرف انه الخوف , سيعرف بأن صدره .. لا .. يقينا .. لا .. أتعرف أبتاه أين أنام ؟ لا داعي لأخبرك .. انت تعرف .. وتعرف أيضا بأن اخوتي ينتظرونك في كل زمان .. نعم انت عين الصباح التي تطفئ ليلهم .. صوتك ( تجثو عند الرأس) عيناك ( تبكي بحرقة )  كنا نرى بهما السماء , نعم يا ابي , لن نخرج لنرى النجوم , فالبرد قاتل .. عينك نافذة الى حلم .. ( تبكي ) سترجع يا ابي ؟ يقيناً سترجع ..هنالك احلام في انتظارك ؟ ا تدري ؟.. ( اضاءة المشهد الخلفي )
المدير : كان جدي..
المراسل :  ( يقاطعه ) ماذا حصل بعدها 
المدير :   لجدي ؟ 
المراسل :   للفتاة .. 
المدير :   مما روي لي ان جدي كان يراقب المشهد 
المراسل :  ( يدوّن )
المدير :   لكن الذي حصل شيء غريب فيما لو قيس عليه تصرف جدي بعدها
المراسل :   لم أفهم هلّا وضحت .؟
المدير :     فيما يخص جدي .. فكما ترى لقد أسس ملجأ ايتام 
المراسل :   وفيما يخص الفتاة ..
المدير :    كانت هي السبب والدافع ..
المراسل :   هل احتضنها الملجأ ؟
المدير :    لقد .. ( اضاءة المشهد الأمامي )
الطفلة عند الرأس .. بلا حراك 
يقف بقربها رجلان ( الرجل1 ) و ( الرجل2 ) ينظران الى الفتاة بتقرب يدوران حولها  
الرجل1 :    ابعدها عن الرؤوس ..
الرجل2 :    ولكن سيدي ( بتردد )
الرجل1 :    هيا .. ابعدها فوراً
الرجل2 :    تبدو نائمة ..
الرجل 1 :   اضربها بالسوط
الرجل2 :   سيدي ..
الرجل 1 :   فورا ..
الرجل 2:   أخشى أن ..
الرجل1 :  ( يقاطعه ) علينا ان نبعدها الان 
الرجل2 :   سيدي تبدو نائمة 
الرجل1 :   معك حق الاطفال حين ينامون يجب
الرجل2 :   ( يقاطعه ) حين ينام اطفالي احرص على ان لا اتنفس خشية استيقاظهم
الرجل 1:   ( بسخرية ) تبدو كمربية ولست كرجل حرب 
الرجل2 :   ( صمت )
الرجل1 :   يبدو انها ميتة ..
الرجل2 :   صمت 
الرجل 1 :   ( يضربها بالسوط ) 
الفتاة راقدة وبلا حراك .. ثم تنقلب جانبا وهي ميتة ..
(( اضاءة المشهد الخلفي ))
المراسل :    ( صمت ) 
المدير :    ( يدور في المكان )
وكما ترى ماتت الفتاة لكن جدي قرر انشاء ملجأ ايتام 
المراسل :    هل كان اسمها سنبلة ؟
المدير :    كان اسمها رقية 
المراسل :   ومن سنبلة اذن ؟
المدير :    في يوم ما 
(( اضاءة المشهد الامامي .. يظهر لنا منظر قفر – طريق – او ما شابه ذلك ))
الفتاة :   (( تسير في المكان )) أبي .. أبي .. هل ستغيب طويلاً ؟ سنوات وانا انتظرك هنا , لم أكبر , ولم أنس يوما أن انتظرك .. ستعود يقينا كما قلت .. على هذا الطريق .. لقد كنت اتبعك , ألم ترني ؟  لقد لحقت بك لتأخذني معك .. نعم أنا قادرة على المسير .. لماذا لم تأخذني معك , لقد بكيت بعدك كثيراً , ماذا هل آلمتك ؟ لم يكن قصدي .. لكنك ستعود نعم يا ابي ..
(( اضاءة المشهد الخلفي ))
المراسل :   لم أفهم شيئاً 
المدير :   ( صمت )
المراسل :   ألم تمت تلك الفتاة 
المدير :     نعم 
المراسل :   من هذه الأخرى 
المدير  :    ( صمت )
المراسل :    هل هي سنبلة ؟
المدير  :    كانت رقية 
المراسل :    لم أفهم
المدير :   ذات يوم ما 
(( اضاءة المشهد الأمامي ))
الفتاة تمسك بيدها كف مدمى .. وتصرخ 
أبي هذه كفك , لم تعد للحاكم حاجة بها , لقد رماها علينا وقال بصوته الأجش :  اعطوها له , لمَ استعجلت يا ابي ؟ هل الطريق طويل الى هذا الحد ؟ لماذا لم تأخذني معك ؟ هل انت مشتاق الى درجة نسيان كفك عند الحاكم ؟
كيف ستلاقي من تحب ؟ كيف ستحضن ضريحه ؟ أبي أتمنى أن أعرف الطريق لآتيك بها ( تنظر الى الكف ) ابي انها تريدك , ألم تعد لك حاجة بها ؟ هل ستأتينا بكف أجمل ؟ 
أبي .. ( يبقى الصدى يتردد في المكان )
(( اضاءة المشهد الخلفي ))
المدير :   حسب ما هو مسجل عندنا كان اسمها مريم
المراسل :  (( صمت ))
المدير :  يقينا انك تعرف الحادثة المعروفة التي كانت سببا لما رأيت 
المراسل :   ( صمت  )
المدير :    هي رسالة بحد ذاتها  
المراسل :    كيف ؟
المدير :   الطفولة تأريخ يا بني .. شاهد على كل شاهد 
المراسل :   وسنبلة ؟
المدير :    وفي ذات يوم رأى جدي 
(( صوت دوي انفجار ))
اضاءة المشهد الأمامي 
ركام وبقايا الانفجار تملأ المكان 
الفتاة :   أبي .. أهذا كل ما بقي منك ؟ بأي ذنب ذهبت ؟ أبي لا نريد خبزا , أبي ارجع مرة أخرى , سنصبر على الجوع , ( تبحث في الأنقاض ) لا بد واني سأجد هنا بقية من رغيف ,, سأخبره بأننا لم نكن بحاجة اليه, لم نكن جياعا يا ابي ,  لكن أرجوك يا أبي ارجع , لا بد وان أخوتي ينتظروك , وامي أيضاً , أرجع يا ابي ,
(( اضاءة المشهد الخلفي ))
المراسل :  لا بد وانها سنبلة 
المدير :    لا 
المراسل :   عجبا
المدير :  ( ينادي ) سنبلة
الفتاة :     ( تجيء ) نعم
المدير :  هذه هي سنبلة 
المراسل :   ( بتعجب ) وكيف سمى جدك الملجأ سنبلة أول مرة 
المدير :    رقية هي سنبلة
وكل فتاة تأتينا هي سنبلة
المراسل :    الطفولة تأريخ وشاهد على كل شاهد 
                          (( ستـــــــــــــــــــــار النهاية ))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب علاء

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/31



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية سُنبلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 4 + 1 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net