صفحة الكاتب : د . منهال جاسم السريح

هل حبسة اللسان موروثة؟  الجزء الأول
د . منهال جاسم السريح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  من بين مستلزمات الخطيب المفوّه فصاحة اللسان، فلا تعتوره حبسة، ولا تعيقه عقدة، ولا ينتابه سبق لسان.
وكان العرب يعيبون على المتكلم تلجلجه، واستعانته بحركات هي ليست من التعبير اللفظي في شيء؛ فقد قال الشاعر في معرض هجوه خطيباً:
مليء ببهر والتفات وسلعة *  ومسحة عثنون وفتل الأصابع
هذا إذا كان الخطيب عاجزاً عن إيجاد الفكرة، أو اختيار المفردة المناسبة، أما إذا كان العائق صعوبة النطق، فذلك ما أدخله العرب في باب العي والحصر؛ بسبب خلل في طلاقة اللسان، وهذا ما يهمنا في هذا البحث.
ترى هل أن حبسة اللسان وانعقاده صفة موروثة، أم هما ناتج عرضي؟
في العصر الحديث ولسنين عديدة، اعتبر العلماء أن اللجلجة في النطق، علامة سموعة لقلق وحصر نفسي، وتلهف وهيجان عصبي.. وبصرف النظر عن معقولية التحاليل والاستنتاجات هذه، فان الأبحاث الأخيرة أكدت أن تلك العيوب اللسانية تنتقل من جيل لآخر.
ومن الطريف أن موروثية عيوب اللسان –بصورة عامة- كانت معروفة فطرياً لدى العرب، فقد أنشد الأصمعي في بني زط حين كان في كلامهم عجلة:
حديث بني زط إذا ما لقيتهم * كنزوا الدبى في العرفج المتقارب
وقال سلمة بن عياش في زقة أصوات وعجلة كلام بني رالان:
كأن بني رالان إذا جاء جمعهم * فراريج يُلقى بينهن سويق
وعلى أية حال، أن كينيث كيد –أستاذ علم الوراثة البشرية في جامعة بال- أجرى دراسة شملت(555)شخصاً لجلاجاً، وأكثر من ألفين من أقاربهم، تبيّن منها أن الذكور أكثر قابلية من الإناث على استيراث صفة اللجلجة.
لقد عرض (كيد) اكتشافه هذا في اللقاء السنوي الأخير للاتحاد الأمريكي لتقدم العلم، مشيرا إلى أن اللجلجة في الكلام تتردد بين أقارب الخاضعين للدراسة أكبر بكثير من ترددها في المجتمع بصورة عامة.
ومع أن هذا ليس برهاناً قاطعاً على وراثة العيوب اللسانية، فقد يكون الطفل -كما هو شأنه في العادة- يحاكي والديه في السلوك والكلام.
لكن احصاءات(كيد) أكدت أن(10%)فقط من بين الأطفال اللجلاجين، كحد أقصى، يمارسون اللجلجة بمثابة(محاكاة) لوالديهم، بينما التسعون الآخرون من والدين -أحدهما أو كلاهما- كان لجلاجا أثناء الطفولة، ثم استعاد لسانه الطبيعي قبل ولادة طفلهما، أو أن أقارب أحدهما كان لجلاجاً، وهذا بالطبع يؤكد موروثية اللجلجة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . منهال جاسم السريح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/30



كتابة تعليق لموضوع : هل حبسة اللسان موروثة؟  الجزء الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net