شبان فلسطينيي سوريا في مؤتمر بروكسل
علي بدوان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي بدوان

انتهت قبل أيام أعمال المؤتمر الدولي في بروكسل، والذي دعت له وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى والمعروفة اختصاراً باسم (الأونروا).
المؤتمر، عقد تحت عنوان (إشراك الشباب: لاجئي فلسطين في شرق أوسط متغير)، متناولاً التحديات الخاصة المتعلقة ببرامج الشباب و تعزيز التفكير الاستراتيجي لبرنامج الأونروا المتعلق بالشباب.
المؤتمر عقد بين (19 و20 مارس 2012) بدعم من الاتحاد الأوروبي وحكومة مملكة بلجيكا، واستمرت أعماله لمدة يومين متتاليين، بمشاركة وفد فلسطيني رسمي ضم سلام فياض ورياض المالكي ومصطفى البرغوثي، فيما شاركت وفود شبابية تُمثل الشباب في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في ساحات عمل وكالة الأونروا الخمس، وتحديداً من مخيمات وتجمعات قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن، مع مشاركة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي ديديير رينولدز، ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام روبرت سيري، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي البارونة كاثرين آشتون، إضافة لمشاركة المفوض العام للأونروا (فيليبو جراندي).
المشاركة الشبابية الفلسطينية تمت عبر حضور وفد مؤلف من (24) شاباً من لاجئي فلسطين، منهم من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا: الشابة عبير النقيب، الشابة روزا شهابي، الشابة نجلاء جربوع، والشاب خالد بكراوي. الذين قدموا اسهامات مميزة داخل اعمال المؤتمر، عكست مواقف اللاجئين الفلسطينيين مما يجري في المنطقة بشكل عام، وقضية العودة وحق اللاجئين بشكل خاص.
تميزت مشاركة الوفد الشبابي القادم من مخيم اليرموك بدمشق، الذين تحدثوا عن أهمية الاستماع للاجئين الشباب وأهمية الاستجابة لهمومهم بالقول " إن لاجئي فلسطين الشباب يستحقون منا الاهتمام، ويجب على الأونروا والمجتمع الدولي أن يتعهدا بالعمل معهم ومن أجلهم". وهو ما دفع المؤتمرين لتوجيه تحية خاصة للوفد الشبابي الفلسطيني القادم من سوريا. وتحية إضافية لهم من المفوض العام للوكالة، حيث قدم الوفد مجموعات مداخلات تم فيها التأكيد على حق ودور الشباب بالمشاركة وصنع القرار، وأهمية مشروع دعم الشباب، إضافة لحديث الوفد عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة، والتأكيد على دور منظمة التحرير كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، فيما رفض الوفد الشبابي الفلسطيني القادم من سوريا الحديث عن الشأن الداخلي السوري بالرغم من محاولة بعض الأطراف الدولية المشاركة الاسشارة لما يجري في سوريا بعين استخدامية، ومحاولة تمرير قرار يتحدث عن ضرورة حماية ودعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وكأن هناك خطرا داخليا يطاول حياتهم اليومية. وفي الاطار نفسه رفض الوفد الشبابي الفلسطيني القادم من سوريا لأي تدخل خارجي في سوريا واكد على رفضهم استخدام مسألة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كورقة ضغط بالملف السوري.
وعليه، فقد كان المؤتمر ناجحاً بحدود معينة، وقد أسهمت مداخلات الوفد الشبابي القادم من سوريا في تصحيح وجهة ومسار أعمال المؤتمر، وفي منع توجيهها باتجاه مسار آخر. وبناء عليه أعلن المفوض العام للوكالة في نهاية أعمال المؤتمر عن سلسلة من الالتزامات التي تود وكالة الأونروا العمل وفقها تجاه مجتمع الشباب الفلسطيني في مناطق عميلتها، ويشمل ذلك تركيزا أكبر على الشباب في برامج الوكالة الجارية. كما يتوقع أن تشمل هذه الالتزامات على إيلاء تركيز أكبر على الشباب في برامج التعليم والصحة وتوفير تدريب مهني وفرص تمويل صغير أحسن علاوة على العمل على جمع التبرعات من أجل البعثات الدراسية والتوسع في نجاحات البرامج الشبابية وكسب التأييد حول الحقوق التي تؤثر على الشباب وزيادة التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة والمبادرات الشبابية حول الشباب إلى جانب القيام بتشاور وتواصل أفضل مع لاجئي فلسطين الشباب في مختلف أرجاء المنطقة.
فالمؤتمر انتهى باتجاه اقرار عدة التزامات تجاه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين وأجيال الشباب الفلسطيني الصاعدة. فالالتزام الأول ويتعلق بالتعليم، وبإصلاح منظومة عملنا أن يراعي الإصلاح الشباب. أما الالتزام الثاني فيتعلق بالصحة: سنقوم بتعزيز تحسين ظروف الحي. أما الالتزام الثالث فيتعلق بالتدريب المهني، تعليم مهارات جديدة من شأنها أن تفيد القطاع الخاص.
ويتعلق الالتزام الرابع بالتمويل الصغيرتساعد الشباب ليكونوا رياديين. ويتعلق الالتزام الخامس بالمنح الدراسية وتقديم المنح الدراسية عبر قنوات أكثر كفاءة. أما الالتزام السادس فيتعلق بالمهارات عبر سنعطي الشباب مهارات أكثر لدخول سوق العمل. ويتعلق الالتزام السابع بالمناصرة في مجال إحقاق حقوق اللاجئين في الدول المستضيفة. فيما يتعلق الالتزام الثامن بالشراكة مع كل الشركاء في مجال مساعدة الشباب اللاجئين.
والالتزام التاسع بالمساعدة في نوجد بؤرة للتعامل مع الشباب ونحتاج إلى ايجاد حوار منظم.
في هذا السياق، نشير إلى أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي بشكل عام، حيث تشير المعطيات والدراسات المختلفة والمنشورة مؤخراً بأن أكثر من (60%) من أبناء المجتمع الفلسطيني تقع أعمارهم تحت سن الـ (16) عاماً، فيما تقدر وكالة الأونروا أنه بحلول عام 2020 فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين (15-29) عاما سيصل إلى مليون ونصف المليون شخص من أصل ستة قرابة خمسة ملايين فلسطيني من المسجلين في سجلات وكالة الأونروا كلاجئين هم وذريتهم منذ العام 1948، بينما بلغ تعداد الشعب الفلسطيني بشكل عام قرابة 11 مليون نسمة مع نهاية العام 2011.
يذكر أن وكالة الأونروا ومنذ تأسيسها في أعقاب نكبة فلسطين، تقدم المساعدة والحماية والدعم لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، ريثما يتم التوصل إلى حل لمحنتهم. الخدمات التي تقدمها الوكالة تشمل التعليم والرعاية الصحية، وشبكة الأمان الاجتماعي وتحسين البنية التحتية للمخيمات، وتمويل المشاريع الصغيرة والاستجابة في حالات الطوارئ.
كما يذكر بأن ميزانية وكالة الأونروا تمول بالكامل تقريباً من قبل مساهمات دولية مختلفة، وقد بلغت ميزانية الوكالة الأساسية للفترة (2012-2013) بحدود (33 ,1) مليار دولار. وقد وجهت الوكالة بداية العام 2012 نداء طوارئ واستغاثة من أجل استكمال بعض مشاريعها في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان للحصول على مبلغ اضافي وقدره (344) مليون دولار أميركي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat