روي في الحديث الشريف: (أكرموا عمّتكم النخلة)، وقبل البدء بالدخول في تفاصيل الحديث، نودُّ أن نشيرَ إلى أن كلمة (النخلة) وردت في القرآن الكريم عدة مرات بألفاظٍ وصيغ مختلفة, في أكثر من (15) آية... ولعموم الفائدة وتمام المعنى، نود الإشارة إلى أن هناك أحاديث كثيرة في السنة النبوية الشريفة قد ذكرت النخلة، وأكدت على الاهتمام بها، منها الحديث الذي اخترنا منه عنواناً لموضوعنا، وهو كما جاء في (حلية الأولياء) للأصبهاني الجزء(6)ص123: حدثنا أبو بكر الآجري، عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن شيبان بن فروخ، عن مسرور بن سعيد التميمي، عن الأوزعي، عن علي بن أبي طالب (ع)، عن النبي محمد (ص): (أكرموا عمّتكم النخلة، فإنها خُلقت من فضلة طينة آدم (ع) وليس من الشجر شجرةٌ أكرم على الله من شجرةٍ ولدتْ تحتها مريمُ بنت عمران(ع)).
وقد جاء في الجامع الصغير إنه (ص) انما قال (عمتكم) أو سماها (عمّة)، للمشاركة والمشابهة بينها وبين البشر من حيث قطع الرأس، إذ إنها إذا قُطع رأسُها يَبُستْ وماتت, كما إذا قطع رأس الإنسان مات.
لكن هذا لم يحدث في ناحية (الطليعة) من مدينة (الحلة)، حيث توجد هناك بساتين صغيرة لأحد المواطنين من سكنة المنطقة، وكما ذكر لنا إنه سيد من أولاد رسول الله (ص)، وقد كانت هناك نخلةٌ في بستانه ربّما تكون فائضة عن الحاجة، أو لعلّها لم تكنْ في المكان المناسب, ممّا حدا به الى قطع رأسها في الشهر العاشر من السنة الماضية، لكنّها بقدرة الله (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لم تمتْ أو تيبَسْ، بَلْ بالعكس حَمَلت عثوقاً من التمر، وهي بلا سعف أو بالأحرى بلا رأس.
فسبحان الله القادر على مايريد، وانما هي آيةٌ أخرى تُضافُ الى آيات ومعاجز الله تبارك وتعالى التي طالما أراها لخلقه وعباده ليعظهم بها, قال تعالى: )سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فصلت: 53 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat