صفحة الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي

لماذا اغترب أبي ؟
الشيخ مظفر علي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  فقد كان يعشق السفر ، ويحب الإبتعاد ، ويغيب عنا كما غاب أصحاب الكهف ، ربما يطول الغياب لسنة أو سنتين ، ولا يوجد هناك طريقاً للتواصل ، فلا نعلم أين هو ؟ 

وماذا يصنع ؟ 
ولا يعلم هو كيف نحن ؟ 
 وكيف نعيش ؟ 
لقد كانت سنون عجاف أكلت الأخضر واليابس ، 
بل أكلت اللحم والشحم .
بل أكل البشر بعضهم بعضا  
فلم تك ثمة هناك سبع بقرات وسبع سنابل ، بل كانت سبع سنوات ونيف وستة دول نحن سابعها ، أرادت أن تستأكل بنا كي نموت نحن وتعيش هي . 
ولكن إن هناك ( من الذكاء حماقة ، ومن الحماقة ذكاء) ، فأراد صاحبنا أن يكون بطلاً قومياً يُحاكي بعض الشخصيات الكارتونية المزيفه ، فنفختْ فيه تلك الدول الست ليكون شعبه كبش الفداء ، لِنجوع نحن وتشبع شعوبهم ، لنقتل نحن وتعيش شعوبهم ، لنُسجن نحن وتُترف شعوبهم ، لنظام نحن ويسود العدل شعوبهم ، لنكون نحن درعاً للبوابة الشرقية والضحية ، وهم على أبواب الدول الغربية وفي المنتجعات السياحية . 
هي هكذا كانت اللعبة ، كما خطط لها إخوة يوسف مزقوا قميص يوسف وما علموا أنهم مزقوا قلب أبيهم . 
نعم لقد ألقوه في غيابة الجُب بعد أن استثنوا جريمة القتل والاغتيال . 
ونفس الشيء صنعوه مع أخيهم العراق العظيم 
ألقوه في غيابة الحرب ، ليخلوا لهم وجه أبيهم لا ليس يعقوب ، بل أمريكا !
نعم مزقوا قلب العراق ، وهم يتباكون عليه بدموع التماسيح ، كما جاء إخوة يوسف أباهم عشاءً يبكون . 
يا أبانا يا أبانا 
الذئب الذئب أكله ! 
 وفي الحقيقة كانوا هم الذئاب بملابس بشرية ، الفرق الوحيد بينهم وبين الذئب أنهم يرتدون على الهيكل العظمي جلد ، والذئب يرتدي شعراً ، لكن القلب نفس القلب ، والمكر والحيلة نفس المكر والحيلة . 
وما زال أخوة يوسف يحيكون المؤامرات على أخيهم العراق الجميل ، فالحسدُ يغلي في قلوبهم كالمرجل ، ولا مقياس لنار الحسد لا بالدرجة المئوية ولا الفهرنهايتية ولا بالكلفنية . 
حتى إذا ما خرج العراق من  الثمان سنوات العجاف العجاب ، حتى تآمر عليه الإخوة وبنوا العمومة ليحاصروه من كل الجهات ، ويطعنوه بكل الطعنات ، حتى لا تقوم له قائمة ، فلا يُبدع ولا ينهض ولا يُمرع ولا يُفرع . 
نعم قطعوا أغصانه ، وأحرقوا  أوراقه وسحقوا على براعمه حتى لا تكبر وكادوا به كيدا . 
يدفعهم الشيطان الأكبر ( والشيطان ينزغ دائماً بين الإخوة ) 
فاستجابوا للشيطان الغوي ، وظنوا أنفسهم ملائكة معصومون ، والعراق ارتكبَ جريمةً لا تغتفر . 
فحاولوا بحقدهم بأن يسقطوه .
نعم ذلك الشخص الذي نفخه اعلامهم حتى جعلوه بمصاف الأنبياء ، بل هو وحيد دهره وفريد عصره ، 
حتى إذا انتفخ كالبالون صوبوا بنادقهم نحوه ليمزقوه . 
وفعلاً اسقطوه يساندهم في ذلك  شيطانهم الأكبر . 
لكن بعد السقوط واقعاً انكشف ما لديهم من سقوط . 
وكشروا عن انيابهم التي تحمل السم الزعاق 
وكشفوا عمَّا في ضمائرهم ، وأصبح المخفي واضحاً والحقد ظاهراً ، والتآمر علناً .
فصراحةً اعلنوا ولائهم للشيطان واتخذوه وليا ، وتراكضوا إلى عقد السلام مع إسرائيل ، يتغنجون بها تارةً ، ويتغزلون أخرى ، وهي العاهرة التي لا تفتأ تعرض نفسها على كل رخيص ، والأرخص منها من يعلم إنها عاهرٌ فيعانقها . 
لكن هي تلك النفوس المريضة التي لا تريد الشفاء . 
وكيف يشفى من به مرض النفاق ، والقرآن الكريم فيه شفاء لكل شيء كما يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 57]
ويقول تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء : 82]
ويقول تعالى : {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت : 44]
وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام  : (إنّ فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق، والغيّ والضلال .) نهج البلاغة : الخطبة 176- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 10، ص 19.
لكن هؤلاء تركوا القرآن خلف ظهورهم ، وعندهم معاهد القرآن ، وعندهم حفظة القرآن ، وهم يدعون الإسلام ،  والإسلام منهم براء ، والقرآن يلعنهم كلما تلوه ، لأنهم أقاموا حروفه وضيعوا حدوده . لذلك في قلوبهم مرض لا يريدون أن يتعالجوا منه ويرجون الشفاء ، فهم يسارعون الى مولاة الشيطان الأكبر وحزبه  ، يقول تعالى :{لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران : 28]
وليس هناك مورد للتقية ، التي يعيبها علينا ويسخرون بها منا ويهرجون ،في حين هي أصل قراني ، لكن القوم ذهبت أحلامهم . 
ويقول تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا} [النساء : 144]
ويقول تعالى :{۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51]
 فهؤلاء منهم لانهم على نفس الشاكلة ونفس التفكير ، بل هم فارغون من العقيدة والإيمان . 
ويقول تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة : 57]
وكم من مرة اليهود والنصارى يستهزءون بالإسلام ومقدسات الإسلام بالصور الكاركتيرية عن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ومع ذلك يتخذونهم أولياء .
وهذا الولاء هو دليل على فسقهم ، يقول تعالى :{وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة : 81]
في حين القرآن الكريم يأمرنا بأتباع من يُنزَّل فيه من أوامر إلهية يقول تعالى :{اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف : 3]
لكن أنى لهم الذكرى والتذكر ، فهم إنما يوالون الكفار واليهود والنصارى من أجل العزة ، وقد خدعهم الشيطان الأكبر ، يقول تعالى :{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء : 139]
وسوف يخذلهم الشيطان الأكبر كما تخلى عن الكثير من أولياءه ، وهذا هو عين الخسران ، قال تعالى :{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} [النساء : 119]
في حين الله يقول ومن أصدق من الله قيلا إن كيد الشيطان ضعيف{الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء : 76]
وما تخويف الشيطان الأكبر بالحصار الإقتصادي وفرض العقوبات على الدول التي تخالفه في سياستها إلا ضربٌ من الوهم ، وتخويف من الشيطان كما هو منطق القرآن ، يقول تعالى :{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 175]
وسوف يتبرأ الشيطان الأكبر عن أولياءه عاجلاً أم أجلا يقول تعالى :{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال : 48]
وفي القيامة كذلك يخذلهم يقول تعالى :{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ابراهيم : 22]
ولكن ولات حين مناص لا ينفع الندم بعد بيان الآيات الواضحات . 
 في حين الله هو الولي{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة : 55]
إذن الولاية لله والرسول وأولي الأمر ، الذين أمر الله بالرجوع إليهم ، ولكن من هم ؟ 
السنة الشريفة الصحيحة الواضحة والصريحة بينت أنهم محمد وآل محمد الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام  أولهم علي بن ابي طالب عليه السلام وآخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه .
إذاً لاشك في إتخاذ الله ولياً قال تعالى :{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام : 14]
 فإذا كان الله هو الذي يطعم فما بال المؤمنين يخافون من الحصار الاقتصادي من قبل الشيطان الأكبر . 
وإذا كان الله هو وليي فماذا يترتب على هذه المولاة . 
يترتب عليها أولاً : النصرة من قبل الله ، قال تعالى :{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة : 107]
ويقول تعالى :{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا} [النساء : 45]
 ثانياً : التوكل على الله : {إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران : 122]
وهو عاصمٌ من الفشل . 
ثالثاً : الخروج من ظلمات الجهل والشك والمعاصي والذنوب 
يقول تعالى : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 257]
رابعاً : العيش العزيز الكريم 
يقول تعالى : {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء : 139]
إذن الولاية فقط لله ومن أمر الله بموالاته . 
فإذا كان الله هو وليي {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف : 196]
وكنت أنا صالحاً لهذه الولاية فأنا من أولياء الله ، والله وعد إن أولياءه لا خوف عليهم ولا يصيبهم حزن {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس : 62]
لا يخافون من الشيطان ولا من أولياء الشيطان ، ولا يحزنون على ما فاتهم ، لانهم على يقين أن من يتخذ غير الله ولي فبيته وهن ، وسرعان ما يسقط أو يتهدم وينهار أو يحترق بأدنى شراره ، أو يتلاشى بأقل نفخه ، لأنه ليس له أساس متين ، يقول تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 41]
الآن عرفتُ لماذا اغترب أبي .
                       
١- كناية عن القتل والقتال في حرب العراق مع إيران
٢- أعني صدام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مظفر علي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/30



كتابة تعليق لموضوع : لماذا اغترب أبي ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net