ملاحظات حول الواقع الثقافي
رضا الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رضا الخفاجي

بداية.. علينا أن نعترف أن الواقع الثقافي في العراق مازال يعيش تحت هيمنة العلمانيين من يساريين وقوميين متطرفين أو معتدلين... رَغم مرور عقد من الزمن على التغيير السياسي الذي حصل في البلاد، ورَغم ظهور مفاهيم وممارسات جديدة تزعم أنها تنتمي إلى تيار الحرية والديمقراطية... وهؤلاء العلمانيون يبشرون ويدعون الى المفاهيم والرؤى التي يؤمنون بها، وهذا أمر طبيعي، ومن حق كلّ فرد أن يعبر عن إيمانه بكلّ حرية ويسر..!
إذن.. أين تكمن المشكلة بالنسبة لنا، نحن الذين نُؤمن بالفكر الإسلامي التقدمي الحضاري الإنساني الخلاق؟ هل في قصور التجربة، أم في قلة الوعي، أم في عدم الايمان بقدراتنا؟ بحيث أوكلنا أمر البت في مصير فعالياتنا الثقافية والفكرية الى الآخرين الذين يتقاطعون معنا فكرياً رَغم إنكارهم لهذه الحقيقة... وما هو المطلوب لكي ينهض الواقع الثقافي الذي نؤمن به، ويحقق له الحضور الذي يستحقه، بعد أن كان مهمشاً ومبعداً في الأزمنة الديكتاتورية، بل كان من المحرمات التي يُعاقَب من يمارسها بعقوبة الإعدام..؟!
ونحن في المسرح الحسيني، رَغم تأكيداتنا المستمرة، ومن خلال كتاباتنا، على ضرورة الالتزام بمبادئ ورؤى المسرح الحسيني المنطلقة من مبادئ المدرسة الحسينية، إلا أنها - مع الأسف الشديد - لم تُؤخذ بعين الاعتبار، لذلك استمرت هيمنة العلمانيين على السلطة الثقافية والإعلامية بكافة فعالياتها، حيث ما نزال نعيش حرباً اعلامية وثقافية مضادة.
وعلى سبيل المثال، فان ما تقوم به العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية من فعاليات ثقافية وفكرية ومهرجانات عالمية مثل: مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي، ومهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي، ومسابقة الجود العالمية للشعر العمودي، ومسابقة النص المسرحي... فأن التغطية الاعلامية لهكذا فعاليات مهمة تكاد تنعدم تماماً، باستثناء عدد قليل من القنوات الفضائية، والتي لا تلبي تغطيتها ما نطمح إليه، في حين تزايد عدد الفضائيات، وخاصة الفضائيات الإسلامية الى درجة كبيرة.
فإذا كانت فضائياتنا الإسلامية لا تؤدي ما يُطلب فيها، فهل نعيب على الفضائيات الأُخَر التي نرى تواجدها الملتف في هكذا فعاليات، ولكن فعلها غالباً ما يكون معدوماً، وهو ما ينسجم مع رؤاها وأجنداتها التي تتقاطع بالتأكيد مع رؤانا..؟!
لذلك علينا من الآن الاعتماد على أنفسنا، ومن خلال عناصرنا المثقفة الواعية المؤمنة بالخط الحسيني المحمدي الأصيل، ودعوة هذه العناصر الموجودة في الجامعات، وفي المؤسسات الثقافية والفكرية، وإدخالها في جميع اللجان والفعاليات الثقافية...
وكذلك مراقبة واستبعاد كل العناصر التي لا تؤمن بهذه المسيرة المباركة، وعدم فسح المجال لها؛ لكي لا تتعثر مسيرتنا الفكرية والثقافية، وهي في بداية طريقها الصحيح.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat