لقد استخدمت كلمة الأخلاق مع العديد من المسميات والميادين المعرفية, إذ نجدها قد استخدمت مع العمل؛ وفي هذا الإطار، فانه يمكن تعريف (أخلاقيات العمل) في المنظمة بأنها (اتجاه الإدارة وتصرفها تجاه موظفيها وزبائنها, والمساهمين والمجتمع عامة, وقوانين الدولة ذات العلاقة بتنظيم عمل المنظمات)، وينطبق التعريف ذاته على عمل الأفراد كما عرفها الباحثون:
أ) هي تطبيق الأخلاقيات على مجتمع المنظمة.
ب) هي طريقة لتحديد المسؤولية في علاقات العمل.
ج) هي تشخيص وتعريف القضايا الاجتماعية وقضايا الأعمال الهامة.
د) هي نقد للأعمال (أعمال المنظمة).
إن مفهوم أخلاقيات العمل يعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين, إلا انه وبصورة عامة يتلخص في معرفة الخطأ والصواب في موقع العمل، وعمل ما هو صواب في الخدمة أو المنتج المقدم أو تجاه ذوي العلاقة اصحاب المصالح (Stakeholders).
إن الحاجة إلى أخلاقيات العمل، تظهر كعامل حرج في أوقات التغيير الجوهري في المنظمة, فكلا المنظمات الربحية وغير الربحية، تعاني في أوقات التغيرات الجوهرية إلى إعادة النظر في القيم المتفق عليها سابقا، وان اغلب هذه القيم قد لا يستمر التمسك بها، وبناءاً على ذلك، فانه لا يوجد إطار أخلاقي يحيط بتصرفات الأفراد في حالات المعضلات المعقدة، ليوضح ما هو صحيح أو خاطئ، وغالبا ما يؤدي تطبيق أخلاقيات العمل في مواقع العمل إلى حساسية من قبل المديرين في أداء أنشطتهم.
على سبيل المثال، عندما ينشأ صراع في المجموعة التي يعمل فيها المدير، فإنه سوف يراعي المحددات الأخلاقية قبل اتخاذه لأي رد فعل. ويرى يرى البعض: (إن سعة المناطق التي تغطيها أخلاقيات العمل، تشتمل بصورة رئيسة على منطقتين, الأولى (الإزعاجات الإدارية) مثل التصرفات اللاقانونية واللااخلاقية والتطبيقات المشكوك بها للأفراد والمنظمات وكيفية التخلص منها, أي أن هذه المنطقة من أخلاقيات العمل، تهتم في ما هو صحيح وخاطئ في الحالات الاعتيادية، وحالات المعضلات واضحة المعالم.
والمنطقة الثانية (الإرباك الأخلاقي للإدارة)، والمرتبطة بالحالات الأخلاقية الكثيرة التي يواجهها الفرد في عمله اليومي, مثل صراع المصالح, استخدام الموارد المنظمية للغرض الشخصي, سوء إدارة المقاولات والاتفاقيات.. وغيرها.
وبهذا الصدد نشير إلى أن أخلاقيات العمل (هي كل ما يتعلق بالعدالة، وبعض النواحي مثل توقعات المجتمع، والمنافسة بنزاهة، والإعلان والعلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية وحرية الزبون والتصرف المنظمي في البلد الأم وخارج الحدود).
وتتعلق الأخلاقيات بالقيم الداخلية التي تعد جزءاً من البيئة الثقافية للمنظمة، والتي تتعلق أيضاً بأشكال القرارات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، وذلك بما يتصل بالبيئة الخارجية. إن القضية الأخلاقية هي قضية حاضرة في الوضع الذي تؤثر فيه تصرفات الفرد أو المجموعة أو المنظمة بشكل ضار أو نافع (سلبي أو ايجابي) على الآخرين، كما إن الالتزام بأخلاقيات العمل، يمكن قياسه بمدى ميل المنظمة وموظفيها نحو الالتزام بالقوانين والأنظمة المرتبطة بعوامل, مثل: سلامة ونوعية المنتجات, وإتاحة فرص عادلة للتوظيف, وتجنب استخدام المعلومات السرية لتحقيق مكاسب شخصية, والرشوة والمدفوعات أو المقبوضات غير القانونية من منظمات منافسة أو حكومات أجنبية أو أطراف اخرى بهدف الحصول على عقود عمل تجارية أو صناعية.. وغيرها.
كما إن أخلاقيات العمل هي الإطار الشامل الذي يحكم التصرفات والأفعال تجاه شيء ما, وتوضح ما هو مقبول او صحيح وما هو مرفوض أو خاطئ بشكل نسبي، في ضوء المعايير السائدة في المجتمع بحكم العرف والقانون, والذي تلعب فيه الثقافة المنظمية والقيم وانظمة المنظمة واصحاب المصالح دوراً اساسياً في تحديده.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat