أصنام حاتم عباس بصيلة بين الرمز والتحطيم
في زمن الصراع الثقافي وتداعياته اللامسؤولة من اجتياح بشري مفرط الى أزمة الثقافة الحقيقية ومن ينابيع الأدب الصادق وعبير رياحينه الزكية ومن أرصفة الابداع الرصين يطل علينا يراع طالما أتحف الأدب العراقي ببوادق أفكاره حتى غدوت ومثلي الكثير ننتظر ما ينشره اسبوعياً من عمود ثقافي أو مقالة حكيمة أو شعر يغازل مسامعنا وقد توج هذا بابداعه المسرحي الجديد ( الأصنام ) والتي صرخ فيها كاتبها المبدع الاستاذ الشاعر والكاتب المسرحي حاتم عباس بصيله صرخ فيها صوتاً عبر منافذ الرمزية التي وصفها باتقان كبير بكتابته للمسرحية الشعرية , ان الذات البشرية هي قمة السمو والرقي , وان الاصنام التي أتخذها (بصيله ) أراد أن يرمز فيها الى ماهية الأشياء فالذي يراجع دوائر الدولة مثلاً أو من يحيطه اطار التقيد في ألعراف فانه يسجد لروتينه القاتل صنماُ يحركه كاتبنا بقالبه وكذا نجده في صنم الكذب والقبح وأكثرها مرارة على الساحة الأدبية ذاك هو صنم السرقات الأدبية الذي شاء أن يسميه الاستاذ بصيله في مسرحيته هذه . وان صراع هذه الأصنام وغيرها مع الذات البشرية الممثلة بشخصية الشاعر فقد أراد به أن يوصلنا الى ذروة السمو الاجتماعي ومحاربة الفساد بشتى صوره وان نحطم من خلال فكرته وصوره الشعرية المسرحيه كل الأصنام التي بداخلنا أو تحيط بنا ومن أمنيات شاعره يقول 
امنيتي .....
. ان يولد في كل مكان 
رجل تتجلى فيه 
رموز الانسان 
امنيتي
ان تبقى في الروح بقايا الروح
ان يسمو الفكر مع الايمان
ماهم بأن تفقد عينيك 
أو تفقد كفيك ولكن ...
لن تفقد معنى الانسان .......
ان الانسان الذي يبحث عنه الكاتب هو ذاته الانسان الذي أراده الله سبحانه ... أن يتحلى بصفاته الذاتية التي خلق فيها ويحملها فطرياً , ينشد الى انسان لا تسيره الروح الحيوانية فتسقطه شهوات النفس في براثن الرذيلة فيكون عبداً لصنم الشيطان .
ان الاسلوب الذي طرحه امتاز بالتصوير الرائع والسبك المنتظم الرصين وهذا ليس بعسير على كاتب وشاعر متمرس مثله ( والأصنام ) هي مسرحية شعرية من فصل واحد صدرت مؤخراً في دمشق لدار تموز للطباعة والنشر بطبعتها الاولى وكاتبها هو الاستاذ حاتم عباس بصيله محرر الصفحة الثقافية في جريدة كربلاء اليوم ( الشهادة ) عضو في الاتحاد العام للادباء العراقي
وأخيراً أقول كما هو الحق للابن أن يفخر بنجاح أبيه وللتلميذ حق أن يفخر بأستاذه ...
فذا فخري به يعلو أديباً في الفضا جار
وذي روحي موزعة بما نحو الذرى ساروا
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/02



كتابة تعليق لموضوع : أصنام حاتم عباس بصيلة بين الرمز والتحطيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net