( فتدبروا) ح 3 ( التعبير القرآني )
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من مظاهر إعجاز القرآن ان التعبير له حسابات دقيقة من اجل ان تأخذ كل مفردة من المفردات القرآنية موقعها ، وبمعنى ان هناك فنية قصدية عالية ، ماذا لو حاولنا استبدال كلمة بأخرى سيكون كما قلنا اضطراب ويبقى من اسرار التعبير القرآني ما يختص باختيار صيغة بنائية ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ) سبب التعبير بالماضي في ( انزل ) الأولى مع الكتاب لم يتم نزوله الى ساعة نزول الآية الكريمة ،لتغليب المحقق على المقدر ولو تأملنا في الدقة التعبيرية في قوله تعالى ( ويخادعون الله واللذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، ننظر إلى تفضيل صيغة في قوله ( يخادعون ) هو المبالغة في الكنية ، لأن التعبير بهذه الصيغة البنائية يشير إلى المداومة والمزاولة والمنافقون هم أساتذة كبار في النفاق والمخادعة وهناك من أسرار التعبير القرآن ايضا التعبير ببعض حروف المعاني دون بعضها الآخر في مواضع قد يتبادر الى الذهن ان الأصل في اختيار الآخر ، كما في قوله تعالى ( اولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون على حرف استعلاء جاء ببناء تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه يحب ان يتصرف أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة متفرعة على التشبيه بإعلاء الراكب واستوائه على مركوبه ، او على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب ليبين قوة تمكنهم وكمال رسوخهم فاذا استعمل حرف آخر في هذا المكان لا يؤدي الغرض الذي ادآه حرف الاستعلاء ، وهناك بعض العلماء لايرى في المفردة معجزة بل انجاز الكلمة الا عند اتصالها ببيان الجملة ، إعجاز القرآن الكريم عند المحققين يظهر في التعبير التام للجملة وليس المفردة ، التعبير القرآني تكمن في احكام الصورة الفنية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat