المرأة في المجتمع الإسلامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

موضوع المرأة والزواج والحرية، من الموضوعات متعددة الأطر والتوجهات، ويخضعُ لقناعات مختلفة باختلاف الدين والأعراف ومستوى ثقافة الفرد... ومنها قضية تعدّد الزوجات الذي أسهبَ فيه الكثيرُ من منظري الحداثة، والمتقوّلين على أحكام الدين من داخل الملّة وخارجها؛ ممن يرون فيه تهويناً لقدر المرأة، وحطاً من كرامتها..!
علماً أن إيجابية التعدد يمكن أن تُفهم من إباحة الشرع الإسلامي له، بسبب قضائه على الكثير من حالات العنوسة، والمطلقات، والأرامل اللائي فقدنَ أزواجهن في الحروب والكوارث الطبيعية... ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التطبيق الصحيح، وعدم الإجحاف، أو تفضيل إحداهن على الأخريات؛ فالمساواة بينهنّ في كلّ شيء، وهذا موجود تفصيله في الكثير من الكتب الفقهية... وهذا الأمر من صميم فلسفة الدين الإسلامي وجوهره؛ ومن لطفه ورحمته تبارك وتعالى أنه حصر التعدد في باب التمكن والإستطاعة، وليس من باب الفرض، فمن غير الممكن أن نُكلّف بما لا نستطيع؟
أما عن حقوق المرأة في العمل، فلعلّ تطبيقاته متشعّبة بحسب الأماكن، فهي قد نالت الحظ الأوفر من الوظائف في زمننا المعاصر حتى فاقت الذكور، وقد تدخل في أي دائرة لتعرف نسبة الموظفات إلى الموظفين؟! وهذا في بلاد المسلمين التي أعطيت فيها المرأة الحق الكامل من التعليم، ومشاركة الرجل في تيسير حركة المجتمع، وبنائه وفق ضرورات الرقي والتطور.
وقد حصلن على شهادات جامعية عليا، وأغلبهن في وظائف محترمة، فالمرأة ربما لاتنظر للتحصيل المادي، بقدر الإيمان بضرورة أن تكون لها شخصيتها الإجتماعية المرموقة، وتتويج ما تعلمته خلال رحلة الدراسة المضنية، لتشارك الرجل صناعة الحياة...
أما النهوة والگصة والفصلية... فهي عادات قبلية قد أكلَ عليها الدهر وشرب، ولم يعد لها وجود عملي، وذلك بسبب تطور الحياة والتعليم، وأن تداخل الثقافات والتواصل بين المجتمعات كفيل بالقضاء على ما تبقى من هذه العادات شبه المنقرضة...
إذن المرأة في مجتمعاتنا العربية قد نالت حقوقها بما يحفظ عفتها وشرفها، وتمتعت بمزايا متعددة ومحترمة أبرزها كونها ربة بيت، ومسؤولة عن تنشئة جيل كأم وأخت وزوجة لها كل التقدير والإحترام يصل حدّ القداسة... وتكفينا الكثير من الأحاديث الشريفة في الحث على العناية بالمرأة، وإعدادها في خلق مجتمع خالٍ من الفساد والآفات...
فلاتذهبنّ بنا السبل في تتبع منظومات غربية مؤدلجة، لا تليقُ بما جُبلنا عليه من عادات وأصول هي غاية هويتنا وإنتمائنا العقائدي الذي إن فقدناه هوت بنا الريحُ في مكان سحيق، تتقاذفنا القوالبُ الهجينة، حتى لا يُعرف لنا قرار...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat