حقائق واضحة في حياة الإنسان
عبد الرضا الانصاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الرضا الانصاري

هناك سؤال مهم يتبادر إلى ذهن كل مسلم: هل خلقنا وكل منا مكتوب له إما أن يكون من أهل الجنة أو من أهل النار ومن بطن أمه؟
إن هذا القول يذهب إليه أبناء السنة والجماعة، وكما ورد في صحيح البخاري ومسلم: (قالت عائشة : دعي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جنازة صبي من الأنصار، فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة حيث لم يعمل السوء ولم يدركه، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أو غير ذلك يا عائشة أن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب أبائهم وخلق للنار أهلاً خلقهم وهم في أصلاب آبائهم.
وروى البخاري في صحيحه... (قال رجل: يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال:نعم، قال: فلِمَ يعمل العاملون ؟ كل يعمل لما خلق له أو لما سير له) .
لكل ما ورد هل يقبل عقل أي مسلم ؟؟ أو هل يقبل غير المسلم بهذا الكلام ؟؟؟ نلاحظ أن ما ورد أعلاه مناقض لكتاب الله العزيز الذي يخبرنا ..." إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " يونس: 44
"مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ " فصلت: 46 فإذا كانت روايات البخاري ومسلم تقول أن الله كتب على عباده أعمالهم قبل أن يخلقهم، وحكم على البعض الآخر بالنار والبعض منهم الجنة كما قدمنا سابقاً، وكما يؤمن به أهل السنة والجماعة، إن كان هذا صحيحاً فأن إرسال الرسل وإنزال الكتب يصبح ضربا من ضروب العبث !! تعالى الله عن ذلك علواً كثيراً ... وجواب لذلك نستمع الى باب مدينة العلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يشرح للناس هذا الاعتقاد الذي بقي لغزاً عند بعض المسلمين... يقول عليه السلام لما سأله أحد أصحابه: أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من الله وقدره؟
" وَيْحَكَ لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً لازِماً وقَدَراً حَاتِماً لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ وسَقَطَ الْوَعْدُ والْوَعِيدُ إِنَّ الله سُبْحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً ونَهَاهُمْ تَحْذِيراً وكَلَّفَ يَسِيراً ولَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً وأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً ولَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً ولَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً ولَمْ يُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ لَعِباً ولَمْ يُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً ولا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ" صدق الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وعندما نسألهم: كيف يحكم الله على عبد بالنار قبل خلقه ويكتب عليه الشقاء ويحكم على آخر بالجنة قبل خلقه وتكتب له السعادة؟ أليس في ذلك ظلم للاثنين؟ لأن الذي يدخل الجنة لا يدخلها إلا بعمله، وكذلك الذي يدخل النار لا يدخلها إلا بعمله، ويكون الجواب: "إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ " من هذا الجواب لا تفهم من موقفه إلا موقفاً متناقضاً، ويجعلون من كتب البخاري ومسلم من أصح الكتب وقولهم هو الصحيح كأنما يعطون للبخاري ومسلم العصمة، ولكن بعضا من أهل السنة يعرفون الحقيقة ولكن يجدون أنفسهم محرجين عند رفض الأحاديث التي جاءوا بها، ويعتقدون ضمنيا أنها صحيحة، ويجادلون ويصرون على المجادلة وتأخذهم العزة بالإثم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat