العقل الواعي واللا واعي..
إيمان حسون كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيمان حسون كاظم

العقل الإنساني قوة نفسانية وجوهر روحاني مدرك، خلقه الله تعالى متعلقا ببدن الإنسان يقتضي التميز بين الحق والباطل والخير والشر، به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل، ولهذا قال أمير المؤمنين:
العقل عقلان .. مطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع .. إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع ضوء الشمس .. وضوء العين ممنوع
فالى الأول أشار النبي بقوله: "ماخلق الله خلقا أكرم عليه من العقل".
وقال: "ما كسب احد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى" وهو المعني بقوله تعالى: ((وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)) (العنكبوت: الآية: 43).
وكل موضع ذمّ اللهُ تعالى فيه الكفارَ، فإشارة إلى الثاني دون الأول نحو قوله تعالى: ((وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )) (البقرة: الآية : 171).
والعقل الأول هو أثمن ما يملكه الإنسان، وفي حوزته، لكنه لا يمتلك قواه المذهلة إلا عندما يتعلم كيفية استخدامه وسيطرته على قوى وملكات عقله الباطن (اللاشعوري)، وهذا الأخير يعمل بطريقة آلية لاشعور للإنسان بها من حيث يقود ويتحكم بجميع وظائف الإنسان الحياتية والحيوية من الدورة الدموية، وحتى عملية التنفس والهضم.
انه شبيه بتربة غنية تستقبل به بذرة رميت فيها، وأفكار الإنسان ووجهات نظره ليست إلا بذور يزرعها باستمرار فيها، وهي تنمو كنماء حبة القمح لتعطي سنبلها.
إننا نقوم بزرع بذور مختلفة في حديقتنا منها الجيد ومنها السيء، وهي مسببات لكل ما يجري في حياتنا.
قال تعالى: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )) (سورة الشمس).
وقال تعالى: ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )) (النساء: الآية: 79).
والعقل الواعي هو البستاني الذي يعتني بهذه البذرة، مهمته فهم وحصد ما هو مزروع في هذه الحديقة، لكن الغالبية من الناس لا تعرف دور ومهمة ذلك البستاني، بالرغم من بعثة الأنبياء والرسل(عليهم السلام) وإنزال الكتب السماوية كلها لأجل أن يقوم العقل الواعي بمهمة تهذيب العقل الباطني (اللاشعوري) عن طريق مراقبته والإيحاء إليه وضبطه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat