صفحة الكاتب : عدي المختار

افهموا المؤامرة جيداً ؛ الحشد وتشرين ليسوا اعداء!
عدي المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ اندلاع الاحتجاجات العام الماضي التزمنا الصمت ووقفنا هنا وهناك بمواقف إنصاف للجميع فنحن أبناء بررة لمطالب الشعب وللشباب المنتفضين سلمياً مثلما نحن أبناء بررة للحشد وتاريخه البطولي وكان لزاماً علينا أن نقول كلمات للتاريخ والإنصاف اليوم .

لقد عملت جهات داخلية وخارجية وبتخطيط مدروس على فصل الحشد عن قاعدته الجماهيرية بعدما كان بلامس محط فخر لجميع العراقيين أبان الحرب مع (( داعش )) واستعمل في هذا التخطيط كل وسائل التأثير والإقناع الإعلامي لترسيخ مفهوم العداوة مابين ( تشرين والحشد) لينقاد قطاع كبير من الشعب باللاوعي حول تبني خطاب هذه الجهات دون التقييم والتحقيقالمستند لتساؤلات عقلية ومنطقية!.

وهنا نود أن نوضح بعض منها ؛ إن السيد الكاظمي كان مدير جهاز المخابرات طيلة السنواتا لماضية أي انه مسؤول عن أهم جهاز امني معني بتقصي المعلومات والتحقق منها بالوثائق والدلائل ، بمعنى أخر هو أكثر جهاز يعرف تماماً من هم الطرف الثالث ومن قتل المتظاهرين ،وحينما جاء الكاظمي مدعياً انه ( ولي الدم التشريني) كان أول تعهد قدمه للساحات هو تقديم القتلة للقانون ، إذن لماذا لم يفي بالتزاماته اتجاه الشارع ليعلن من هم الطرف الثالث؟! ولوافترضنا جدلاً وأعلن ذلك هل سيتخلى عنه الشارع مثلا؟! ، فمالذي منعه من ذلك ؟! ، ستقول حتماً يخشى الميليشيات والحشد! ، إذن فلنناقش هذا الأمر من زاوية أخرى ؛ إن بدايات الكاظمي كانت صحفية وهو يعرف هناك مصطلح وإجراء صحفي يسمى ( تسريبات) فلماذا لم يسرب الكاظمي مالديه من معلومات عن الطرف الثالث إلى وسائل إعلام عراقية أو عربية أو غربية لاسيما وان اغلب هذه المؤسسات الإعلامية لديها أجندتها المعادية للحشد تدفعها بالتأكيد لتبني مثل هكذا وثائق وبسرية تامة ؟! فأن كان لديه وثيقة واحدة لماذا لم يسربها إذن؟! فضلاً عن انه جاء بدعم أمريكي لا محدود أي باستطاعته أن يفعل أي شيء كون أمريكا بكل ترسانتها العسكرية خلفه!.

إن الجواب المنطقي هنا ان مالدى الكاظمي من وثائق غير قادر عن الإعلان عنها فهي لا تنفعه في استهداف الحشد بل سيبرئ وهذا ما لايريده الكاظمي وحلفاءه , ومن النافع له أن يبقى الاتهامعائماً وموجه للحشد لا غير.

لذلك كان علينا أن لا نكون أداة بلا شعور بيد هذه الجهات لتحركنا كيفما شاءت ونحن غافلون, فقضية الحشد ليست مع شعبه إطلاقا واثبت بمواقف عديدة انه معه وله ، والدليل قد أحرقت مقارهوقتلت قادته ومثل بأجسادها ولم يلجأ للاصطدام العسكري مع الشارع ولو أراد حينها فهو قادر والكل يعرف ذلك لكنه فضل أن يستهدف ويحرق ويقتل ولا يدخل في ذلك الصدام لأنه يعي تماماً حجم المؤامرة .

بقي ان نقول شيء أخر للتاريخ, يمكن أن يرمى الهم العراقي وتداعياته الاقتصادية والمعاشية الصعبة في خانة الحشد اوفصائل المقاومة الإسلامية كونها ( أي الفصائل ) وقتها وافد جديدللعملية السياسية ولم يمضي على فوز كابينتها السياسية إلا سنة واحدة ومن ثم اندلعتالتظاهرات أي أنها لم تمضي بتحقيق برنامجها السياسي على الأرض وان كان هناك من يفترضأن يتهم ويحاسب بهذه التداعيات فهم الأحزاب والتيارات التي جثمت لسنوات على صدر المشهدالسياسي لذلك فمن غير المنطقي أن يتحمل الحشد وفصائل المقاومة الإسلامية أخطاء الحكوماتوالأحزاب التي تقود العراق منذ ٢٠٠٣ وهم ( أي الفصائل) كانت خارج المشهد السياسي !.

وفي عودة سريعة لمعادلة ( الحشد – تشرين ) نطرح سؤالاً في غاية الأهمية لماذا لم نفكر مثلا بأنالعراق ساحة لنفوذ مخابرات الدول التي من مصلحتها أن لا يكون للعراقيين مؤسسة أمنية قويةوبالتالي تبقى هي المسيطر على المشهد الأمني في العراق , لم نفكر بذلك لان الساحة تم تعبئتهاضد الحشد حينها وتم مغازلة هذه العداوة إعلاميا من قبل الجهات المعادية للحشد.

أخوتي .. إن الهدف من فصل الحشد عن قاعدته الجماهيرية وكل هذه الاتهامات كان لغاياتداخلية وخارجية لابد أن نفهمها بعقلية المنصف ، فثمة من شعر بالخوف من اتساع قاعدة الحشدالمنتصر تواً آنذاك فركب موجة الاستهداف لتصفية الخصوم السياسين ليجهز على الانتخاباتالمقبلة ويظفر بها ، أما الهدف الأكبر الذي لابد أن نتوقف عنده طويلاً والذي عملت عليه أمريكا هوإضعاف الحشد ليس حباً بالعراقيين بل بغضاً بحليف الحشد الاستراتيجي ألا وهي إيران وذلكضمن مخطط أمريكي لضرب مصالح إيران في المنطقة .

فلا تكونوا حطباً لهذا الصراع وحكموا العقل والإنصاف في تقييم تضحيات المؤسسة الأقوىالتي تمثلكم والتي لولا وجودها لأهدرت حقوقكم وتضحياتكم ودماء أبنائكم بالمجان لـ((داعش))ومفسدي السياسة الذين لا يجدون رادعا أمامهم نواياهم ومخططاتهم العبثية غير الحشد ، وانكان هناك خطأ ارتكب هنا أو هناك ترى أنت فيه خللاً في منظومة الحشد او الفصائل فليس منالمنطق تعميم الاتهام للجميع ونسف تاريخ الحشد البطولي وتذكروا أن هذه المقار والألوية لازالتتحتفظ للان بعطر الشهداء وذكرياتهم مثلما الساحات التي لازلت للان تحتفظ بذكرى شعبانتفض من اجل حقوقه المهدورة ولو توحدت جهود الاثنين ( الحشد – تشرين ) وطبعا هذامالايريده لاخر ولو تحقق ذلك لكان المستقبل مختلف تماماً .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/29



كتابة تعليق لموضوع : افهموا المؤامرة جيداً ؛ الحشد وتشرين ليسوا اعداء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net