صفحة الكاتب : مهند البراك

سبل التحصين
مهند البراك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم تكن ظاهرة التحريف جديدة، فالجشع القيادي ليس بالمبتكر، ولا الجهل العام وليد الساعة.. فخطورة الظاهرة تكمن في الانحراف، الذي يعني انحرافا من أجل الإمامة، وخروجا إلى الطاعة.. والناتج عن ضبابية الرؤيا التائهة، بين الإستفهامات السلبية، والإنكار الكلي، لكون القضية المهدوية، تتعلق بالأمور الغيبية التي تمنح الفضاءات الواسعة لأصحاب الشبهات، ولعدم إحاطتها بالبحث الذي يناسب أهميتها، مما سبب غموض الكثير من المفاهيم، مثل مفهوم الانتظار، الذي فقد التوضيحات الموضحة، للفرق بين الانتظار للسلبي من الايجابي، ومفهوم الغيبة ومعناها وحكمتها، ومفهوم الجور الذي يسبق الظهور، ثم التركيز على الجوانب الفقهية دون العقائدية، مما أهمل الجانب الفاعل منها، ليصبح المخزون المعلوماتي العام فقيرا. 
وبالمقابل ثمة إعلام سلطوي سعى إلى منع التثقيف دهورا، وحارب الدعاة، لكي يترك القضية مضغة للأهواء، مما سهـّل عمليات الهدم والتشويه. وتلد الأسئلة يافعة عن ولادة صاحب الغيبة، وعن غيبته ومكانها وأسبابها، ومن سيقود الأمة أثناء غيابه، مع تنامي وتطور الإعلام المعادي، مما يوجب على أصحاب الاختصاص تحمّل المسؤولية الآن، كي لا تستفحل مثل هذه الظاهرة، فتسعى لتسليح القاعدة العامة بالوعي والإيمان، وبالدلائل العقلية. فلابد من تحديد النظرية المعرفية، لدراسة هذه العقيدة، وكيفية معالجة الشبهات، من خلال كشف تناقضات الأدلة النقلية المعارضة أو الناكرة. ونحتاج إلى شيء من صرامة المواجهة والتركيز على علامات الظهور، لجعلها معروفة تقدر أن تميز بين الحتمية وغير الحتمية، لخلق التحصين اللازم من الانحراف، وتنقيح محاولات تهميش القضية أو عدّها من الخرافات. 
فلابد من جعلها مسؤولية عامة، تسعى لتهذيب المكونات العائلية، انطلاقا للعام، ونشر المنهج، ومؤازرة المؤسسات الثقافية والإعلامية الدينية، لمواكبة التطور، ونشر التثقيف المحصن من الانزلاق في معمعة دعوات التحريف، واستئصال جذورها، ونقل رأي علماء الحوزة في أية دعوة، والتركيز على حيوية القدرة الغيبية المؤمنة. 
فهل ثمة مسلم ينكر نار إبراهيم الباردة، أو قدرات سليمان الخارقة، ونوم أهل الكهف، وعودة الروح إلى عزير، فأحياه الله بعد قرن من الموت..؟ فإرجاع الناس إلى النص القرآني في مسألة الغيبة المقدسة، يقوِّي القدرة الإيمانية عند الفرد، فيبعد عنه المنزلقات الخطيرة، ويحصِّن ذاته من كل دعوة ضلال .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند البراك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/01



كتابة تعليق لموضوع : سبل التحصين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net