كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الهدنة في زمن الإمام الحسن

  يسأل كثير  عن الدافع الأساس لما يُعرف ب " صلح " الإمام الحسن ( عليه السلام ) . 

الجواب : الظروف التي أحاطت بالإمام الحسن ( عليه السلام ) هي التي أضطرته للهدنة ..
ولم يكن صلحاً ؛ 
إذ الأمة لم تكن واعية لأهداف بني أمية في زمنه عليه السلام . 
لم تكن تُفرّق بينه ( عليه السلام ) وبين معاوية ، 
كما لم تكن تُفرّق بين معاوية وبين ابي الحسن ( عليه السلام ) من قبل .
لو كان الإمام الحسن لم يؤجل المعركة لكانت ستبدو صراعاً على سلطة ، 
والإمام أراد بالهدنة أن يكشف للأمة زيف معاوية وبني أمية عموماً .
وفعلا قد تحقق ذلك ..
حيث اكتشفت الامة ذلك الزيف والخداع . 
لكنها وللأسف أُبتليت بعد ذلك بمرض آخر هو خوَر إرادتها وإنهزاميتها ، 
فالهدنة التي وافق عليها الإمام الحسن كانت الخطوة الأولى لتَفَهُم الأمة لنهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، 
فليس الفرق بين الإمامين فرق في المزاج كما يعتقد البعض ، 
إنما هو فرق في الظرف والهدف ، 
ففي ظرف الإمام الحسن كانت الأزمة أزمة وعي ، 
والهدف من الهدنة كشف الزيف للأمة وإعادة وعيها .
وفي ظرف الامام الحسين كانت الأزمة أزمة إرادة ، 
والهدف من الثورة هز ضمير الأمة وتقوية إرادتها ..
وإلا فكلاهما ( إمامان إن قاما أو قعدا ) . 
مبارك عليكم الولادة الميمونة .

طباعة
2021/04/28
1,168
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!