القنطرة البيضاء في كربلاء معلما اثريا... وإرثا دينيا
مرتضى توفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عندما تقول العراق، يتبادر في الذهن إنها ارض المقدسات والآثار، وهي من دلالات اعتزاز كل شعب بموروثه الديني والأثري.. وفي العراق نرى الكثير من المعالم الأثرية شاخصة حتى اليوم، رغم إنها شهدت قرونا متعاقبة.. ومن بين هذه الآثار القنطرة البيضاء أو ما تعرف (بقنطرة الإمام علي(عليه السلام)) والواقعة على نهر الحسينية.
 ولهذا المعلم الأثري حكاية يرويها البعض.. إن الوالي العثماني وبعد إكمال حفر نهر الحسينية، جمع الناس ليفتتح النهر الجديد، الذي أطلق عليه اسم نهر السليماني، إلا أن الماء لم يجر في النهر الجديد، وقد اندهش الجميع من هذا الأمر، ثم أرسلوا بطلب احد علماء الدين، لعله يجد تفسيرا لهذه الظاهرة، وما أن وصل حتى سأل الحشد الواقف عن وجود من هو ملتزم بأداء الفرائض بأوقاتها، ولم يقضِ صلاته في يوم من الأيام، فلم ينبرِ له إلا رجل واحد، فصليا ركعتين، وأمر بعد فراغه من الصلاة، بأن يسمى النهر بالحسينية، ويقال انه رمى به شيئا من تربة الإمام الحسين (ع) من ثم بدأ الماء بالجريان في النهر.
تاريخها وبناؤها:
عن تاريخ القنطرة البيضاء، حدثنا المنقب الأثري (حسين ياسر خليل) رئيس لجنة صيانة القنطرة البيضاء حيث قال: بعد أن أمر الوالي العثماني بحفر نهر الحسينية، والمسمى أول حفره بنهر السليماني، نسبة إلى الوالي العثماني سليمان القانوني، قام بتكليف والي بغداد العثماني جديد حسن باشا ببناء القناطر فوق النهر، وكان الاهتمام منصبا أولا على مكان القنطرة الحالي لوجود اثر مقدس جنبها، وهو مقام ومكان صلاة الإمام علي (ع) عند مروره بكربلاء عام 37هـ أثناء توجهه إلى معركة صفين عن طريق كربلاء، ثم عين التمر، فالأنبار إلى الشام. مشيرا إلى أن مقام الإمام علي (ع) قد تناقله بعض الرواة من بينهم الشيخ مؤمن الشبلنجي الشافعي (رحمه الله) صاحب كتاب (نور الأبصار) طبعة بيروت، والشيخ المفيد، وهو من أعلام القرن الرابع، وأوائل القرن الخامس الهجري، في كتابه (الإرشاد) طبعة بيروت ص175 وجدد بناءها والي بغداد المملوكي سليمان باشا الكبير وذلك بعد الغزو الوهابي عام 1803م.
وفي عام 1824 دارت عليها معركة وطنية تسمى واقعة الميراخور أو كما تعرف محليا واقعة المناخور وهي بين العثمانيين، وأهالي كربلاء. لكون كربلاء أعلنت العصيان، وأصبحت تحكم نفسها بنفسها، بعد قتل المتولي العثماني فتح الله خان وبعده علي أفندي.
ولطول مدة المعركة والحصار، تهدم جزء كبير منها، فقام السيد علي النهري بالاستعانة بالمعمار محمد بن علي بن (اسطة) قاسم البناء الأسدي، بإعادة الجزء المتهدم من بنائها، قبل حوالي 150 سنة أي في عام 1850م. وقد كانت لفترة طويلة بوابة كربلاء المائية، حيث كانت السفن المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها، بعد دفع أجرة المرور للبواب، لتصل بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد، كانت تسمى بأم حديبة، ويقول حسين: سميت بالقنطرة البيضاء، نظرا للونها الأبيض، ولكونها دلالة واضحة للوصول والسلام على مراقد الأئمة الأطهار في كربلاء، وخاصة قبل وجود بساتين النخيل، التي تحجب رؤية المنائر حاليا، وكانت المواكب الحسينية لأهالي الناحية تنطلق منها. 
ويضيف ياسر: إن القنطرة تقع حاليا في القطعة 75 مقاطعه 47، الفراشية، التابعة لناحية الحسينية في محافظة كربلاء، وهي تقع على نهر الحسينية المتفرع من نهر الفرات، بواسطة سدة الهندية على الطريق الرئيس المعبد الذي يربط مركز محافظة كربلاء بناحية الحسينية، وبمسافة 5 كم إلى الشرق من مركز المحافظة. وتقع في منطقة مشهورة بكثافة بساتين النخيل، ومن أهم مناطق تصدير التمور في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى توفيق

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/28



كتابة تعليق لموضوع : القنطرة البيضاء في كربلاء معلما اثريا... وإرثا دينيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net