فوائد لغوية ( الحسن )
الشيخ حمزة أبو العرب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حمزة أبو العرب

الحسن: ضد القبح، والكلمة صفة مشبهة مشتقة من الفعل اللازم حَسُن – بالضم – ووزنها (فعل مثل بطل) والجمع: محاسن على غير قياس، كأنه جمع محسن.
وقالوا: رجل حسن وامرأة حسنة، والحسنة ضد السيئة، والمحاسن ضد المساوئ، والحسنى ضد السوآى، وأحسنت إذا فعلت الحسن، كما قيل أجاد إذا فعل الجيد.
قال (الفيومي في مصباحه المنير): ويجمع الحسن صفة على حسان – وزان جبل وجبال – وأما في الاسم فيجمع بالواو والنون.
والحسن اسم منقول من الصفة المشبهة على العلمية، والصفة المشبهة إن دلت على شيء فإنما تدل على معنى قائم بالموصوف بها، على وجه الثبوت.
فالحسن اسم يدل على ما لصاحبه من محاسن الأخلاق وجلائل الأعمال التي تلازم شخصه ملازمة الظل لصاحبه لأنها نابعة من ذاته، وطبيعة من طبائعه، فهي غير متغيرة فيه بتغير الأحوال.
كذلك كان الإمام الحسن عليه السلام في طبعه الحياتي الإنساني، وسلوكه النبيل، وصبره الجميل مع أعدائه ومناوئيه.
ولو قرأنا سيرته لرأينا ذلك النبل واضحا في تعامله مع الناس حيث يحدثنا التاريخ بأنه إذا اشترى دارا وعلم بعد ذلك الشراء أن أهل الدار قد احتاجوا إلى دارهم ردها إليهم من دون أن يسترجع الثمن الذي دفعه إليهم...
وهو الذي كان يعطي السائل قبل أن يسأله ثم يقول:
نحن أناس نوالـنا خضـل يرتـع فيـه الـرجاء والأمـــل
تجود قبل السؤال أنفسـنا خوفا على ماء وجه من يسل
لو يعلم البحر فيض نائلنا لغــاض من بعد فيضه خجل
والحسنان جبلان في الجاهلية قائم أحدهما بإزاء الآخر هكذا يحدثنا ابن منظور.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat