الألوان في رمزية واقعة الطف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يصدر الخلق الفني العام عن تجانسات في المعنى المرتبط بدلالات حسية تنعكس على المعنى الواقعي المدرك مجازا... كالتجانسات اللونية التي تشكل رؤيا مضمونية للكثير من المساعي التشكيلية للواقع التاريخي، بوصفه موروثا عاما لواقعة الطف التي تميزت بالتعامل التطبيعي العام كمحددات إيحائية متقنة، كاللون الأحمر الذي يرمز دائما إلى الدم كما تشير النواميس الموروثة إن القتيل الذي يوارى دون ثأر ترفع له راية حمراء فوق قبره، ولذلك كانت الأجيال السابقة ترفع فوق قبة العباس عليه السلام الراية الخضراء لكون الحسين عليه السلام أدرك ثأره... واللون الأخضر عند العامة يرمز إلى بني هاشم بينما في النظرة الفنية الخاصة هناك إحالات كثيرة إلى الديمومة والنماء... فنجد إن الراية الحمراء كانت ترفع على قبر الحسين عليه السلام وحده. واستفحل اللون الأسود في الذاكرة الشعبية كتأثر انطباعي يرمز إلى الحزن والحداد ويعطي إحساسا جماليا بالحزن، في حال أهملت الكثير من الألوان التي كان لابد من تطويعها تطويعا يتناسب مع قدرات اللون الفنية كقيمة جمالية... مثلا اللون الذي يرمز عند أهل الفن كحالة سلبية تمثل النفاق والشر وصفرة المرض فلذلك استخدمته بعض المواكب التشابيهية إكسسوارا للمعسكر المعادي للحسين عليه السلام لكونه يرمز في الفكر العام إلى الحقد والضغينة والخذلان. وفي التضاد منه يأتي اللون الأبيض الذي يرمز إلى حالة التسامي والطهر والنقاء والسلام والشهادة فترى أن من استخداماته الفنية أن يغمس أحيانا باللون الأحمر تعبيرا عن الجرح الحسيني. ومن هذا التضاد الموجود بين الأحمر والأبيض يأتي المعنى المطلوب لحجم هذا التكوين العاشورائي فبدل من استقبال الركب الحسيني بالسلام استقبلوه بالدم، رغم انه يحمل لهم هذا النقاء. وأما اللون السمائي فهو لون الماء الذي يستخدم كخلفية للوحات الحسينية. أما استخدامات اللون الأزرق فهي تكاد تكون معدومة... لكن كرؤية فنية فاللون الأزرق يستخدم أيضا كديكور يمثل عروش الطغاة بما يحمل من انغلاقية ترمز إلى الرفاهية المسرفة. وأما تمازجات الألوان، فقد أهملت تقريبا بسبب كفاية تلك الألوان لما مثلته من اشتغالات كبيرة في الواقعة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat