سبيل
السيد حســين الرجــا
السيد حســين الرجــا
شعرت بشكوك حادة تدخل حرم قلبي بلا استئذان
سمعت بأن أفرادا من قريتي قد تشيعوا فذهبت لزيارتهم للتعرف على مذهبهم، فلم أجد عندهم في البداية ما يقنعني، فابتعدت عنهم وأخذت أحذر الناس من الالتحاق بهم، فقد ترعرعت في سوريا وسط عائلة شافعية المذهب وصوفية المسلك ينتهي نسبها إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)، إلى أن توفرت لي الأجواء المناسبة للبحث عن العقائد، ثم قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعفر الصادق (ع)، وقبل تمام السنتين من البحث شعرت بشكوك حادة وعنيفة تدخل حرم قلبي، وكنت أخرج من بيتي ليلا فيأخذني البكاء وأدعوه تبارك وتعالى عسى أن يهديني سواء السبيل، حاولت بعدها أن أكتشف مظلومية أهل البيت عليهم السلام في التواريخ المختلفة، وأخيرا أصبحت حيرانا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، وشككت بالمذهب السني وتيقنت بأحقية مذهب الأطهار من آل محمد عليهم السلام، من خلال المقارنة البعيدة عن الهوى والتعصب والطائفية المقيتة، ولقد استشرت رجالا من أبناء قريتي وعمومتي ممن أثق بهم فسكت بعضهم وعارض البعض الآخر وكل ذلك كان سرا، ولكنني اتخذت قرارا لا رجعة فيه فأعلنت تشيعي بكل ثقة، وعلى أثر ذلك تفرق الناس من حولي وأساءوا الظن وحكموا عليّ بأحكام لم يرض بها الباري عز وجل، ورغم هذا شرعت بعملي التوجيهي بالتعاون مع أخواني المستبصرين ندعو الناس ونصادقهم ونبث فيهم التوعية الإمامية من خلال أخلاق عالية وروح طيبة، فبدأ الوضع يتغير ويميل لصالحنا، التحقت بعد الاستبصار بالحوزة العلمية في دمشق، ثم تابعت مسيرتي الدراسية في الجامعة العالية للعلوم الإسلامية في لندن، قمت بتأليف: (دفاع من وحي الشريعة) وفيه مناقشة لأدلة أهل السنة والتي بموجبها يتحاملون على الشيعة ويبتعدون عن التشيع، منها قضية عدالة صحابة الرسول الأعظم (ص) حيث يعتقد السنة بعدالتهم دون استثناء حتى صرح الآلوسي بأنهم: (كلهم أنقى من ليلة القدر) التي هي خير من ألف شهر، بينما الشيعة يقسمونهم إلى عدة أصناف، ففيهم المؤمنون حقا وفيهم ضعاف الإيمان وفيهم الشكاكون وفيهم المنافقون.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat