شعرت بشكوك حادة تدخل حرم قلبي بلا استئذان
سمعت بأن أفرادا من قريتي قد تشيعوا فذهبت لزيارتهم للتعرف على مذهبهم، فلم أجد عندهم في البداية ما يقنعني، فابتعدت عنهم وأخذت أحذر الناس من الالتحاق بهم، فقد ترعرعت في سوريا وسط عائلة شافعية المذهب وصوفية المسلك ينتهي نسبها إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)، إلى أن توفرت لي الأجواء المناسبة للبحث عن العقائد، ثم قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعفر الصادق (ع)، وقبل تمام السنتين من البحث شعرت بشكوك حادة وعنيفة تدخل حرم قلبي، وكنت أخرج من بيتي ليلا فيأخذني البكاء وأدعوه تبارك وتعالى عسى أن يهديني سواء السبيل، حاولت بعدها أن أكتشف مظلومية أهل البيت عليهم السلام في التواريخ المختلفة، وأخيرا أصبحت حيرانا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، وشككت بالمذهب السني وتيقنت بأحقية مذهب الأطهار من آل محمد عليهم السلام، من خلال المقارنة البعيدة عن الهوى والتعصب والطائفية المقيتة، ولقد استشرت رجالا من أبناء قريتي وعمومتي ممن أثق بهم فسكت بعضهم وعارض البعض الآخر وكل ذلك كان سرا، ولكنني اتخذت قرارا لا رجعة فيه فأعلنت تشيعي بكل ثقة، وعلى أثر ذلك تفرق الناس من حولي وأساءوا الظن وحكموا عليّ بأحكام لم يرض بها الباري عز وجل، ورغم هذا شرعت بعملي التوجيهي بالتعاون مع أخواني المستبصرين ندعو الناس ونصادقهم ونبث فيهم التوعية الإمامية من خلال أخلاق عالية وروح طيبة، فبدأ الوضع يتغير ويميل لصالحنا، التحقت بعد الاستبصار بالحوزة العلمية في دمشق، ثم تابعت مسيرتي الدراسية في الجامعة العالية للعلوم الإسلامية في لندن، قمت بتأليف: (دفاع من وحي الشريعة) وفيه مناقشة لأدلة أهل السنة والتي بموجبها يتحاملون على الشيعة ويبتعدون عن التشيع، منها قضية عدالة صحابة الرسول الأعظم (ص) حيث يعتقد السنة بعدالتهم دون استثناء حتى صرح الآلوسي بأنهم: (كلهم أنقى من ليلة القدر) التي هي خير من ألف شهر، بينما الشيعة يقسمونهم إلى عدة أصناف، ففيهم المؤمنون حقا وفيهم ضعاف الإيمان وفيهم الشكاكون وفيهم المنافقون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حســين الرجــا

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/20



كتابة تعليق لموضوع : سبيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net