بين الإعمار وشفافية التطبيق آفاق وآفاق
عصام حاكم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعدما أصبحت مفردة الإعمار تشكل العناوين الأبرز والسمة الأكثر تميزاًُ في قاموس المؤسسة الإعلامية وأعلنت عن مشاريع كبيرة أنجز بعضها والبعض الآخر في طور الانجاز كما تدعي مفردات تلك المؤسسة- فهل يا ترى تلك المشاريع حقيقية؟ أم وهم؟
لا بد إذاً من سعي تستطلع به آراء العديد من شرائح المجتمع ( سمير الحيدري- أستاذ محاضر في جامعة كربلاء) لا بد من تشخيص مواطن الوهن في إدارة تلك الأموال المخصصة لعملية الإعمار فثمة ضبابية كثيفة عتمت رؤية آلية الصرف برزت بسببها اشكاليات كبيرة في عملية انسيابية التخطيط- القضية برمتها تحتاج إلى عملية جراحية تجتث جميع العلائق التي لا تمتلك باعاً في إدارة مثل هذه المشاريع وقد شاء البعض أن يسمي هذه المعضلة مشكلة من باب تهوين الأمر... هناك أموال تهدر وطاقات تبدد وفرص تمنح لأناس خدمتهم الظروف الغير طبيعية يجب أن ندرس بعض التجارب الدولية والعالمية للنهوض بها والتجربة الإماراتية التي استقطبت علماء ومهندسين واقتصاديين عالميين لإدارة أمور الدولة والعمران خير دليل نحذو حذوه.
القاص عدنان عباس سلطان..
كثيرة هذه المشاريع الحيوية التي آلت إلى فشل ذريع أثر سقطات اقتصادية ما حقة للمال العام وهدر للطاقات البشرية والسبب الرئيسي هو سوء التخطيط وانعدامه الذي يسبب تعثر خطى التنمية بل يساهم بتكريس الفساد المالي على كافة الأصعدة فالبلديات اليوم تمارس عملية تبليط الشوارع دون النظر إلى ضرورة إنشاء شبكات المجاري والمياه لتعود بعد فترة وجيزة بإزالة هذا الإكساء، لحل المعضلة المطمورة تحت التبليط.. وبهذا تجري المشكلة مجرى الاستمرار في دائرة مقفلة.
المواطن أبو جعفر من حي السلام/ كربلاء:
نتخذ للتشخيص مثالاً مدرسة في عداد المنجز منذ أكثر من عامين ومازالت في طور الإنشاء تركت المشاريع دون متابعة جادة من قبل الجهة المسؤولة مما جعل عمليات المناقصة تباع وتشترى من قبل المقاولين أنفسهم ضمن فوائد معلومة لكل عملية بيع وشراء إضافة على عملية الابتزاز من قبل الموظف المختص للمساومة على بنود العقد فثمة مافيا منظمة جعلت عملية الإعمار وخيمة والدليل حال مدينة كربلاء اليوم فقد كان حالها أفضل مليون مرة في زمن مضى أين ذهبت تلك المليارات أرشدونا؟
(ج ك موظف في بلدية كربلاء) 
الدائرة غير ملزمة بقبول أوطأ العطاءات فهي حيلة تشريعية تمرر من خلالها الاتفاقات المسبقة 
وخطة المائة يوم هي الأخرى (هدر معلـّب) والأجدى بهذه الأموال التي تجاوزت المليارين دينار عراقي أن تصرف في إنقاذ المشاريع العراقية المهملة كتشغيل معامل الألبان والتعليب والشماغ أو التفكير جدياً بزيادة الطاقة التشغيلية في معمل الاسمنت فهي توفر فرص عمل أكبر للعاملين المعطلين وتعتبر مشاريع دعم للعملية الاقتصادية وإلا فأننا سنبقى نعيد تأهيل الشوارع والأرصفة نفسها من حين إلى آخر لكونها عملية تسويف لا أكثر وتتم عن قصور واضح في فهم عملية إدارة الأموال الإعمارية .
(مهندس....)
تواجه عملية الإعمار عدة معوقات فنية إدارية لعدم وجود الخبرة والحرص.. نحتاج إلى سلسلة إدارية معقدة لضمان سلامة الأموال والمشاريع بما يخدم البلد وعملية الإعمار ليست سهلة كي يفلح بها كل من هب ودب وغالبية الحكومات المحلية لا تمتلك الخبرة في مجال الإعمار فهي لا تمتلك أبسط مقومات النهوض بها فالقصور الأكثر تتحمله الحكومة التي تسند لمن لا يمتلك دراية كافية لتحديد الأولوية للمشاريع الإستراتيجية مثل هذه المهام
نستشف من هذه الآراء تعثر خطوات الإعمار الحقيقي وعدم وجود إستراتيجية تبلور موازنة دقيقة سببها الأول عدم وجود كوادر كفوءة لها القدرة على تجاوز دوامة التخبط والعشوائية وأهم ما نحتاجه اليوم هو الإخلاص والأمان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عصام حاكم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/18



كتابة تعليق لموضوع : بين الإعمار وشفافية التطبيق آفاق وآفاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net