التركيبة الشخصانية للفرد العراقي
بهلول السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بهلول السعدي

شخص بعض المؤرخين واساتذة البحث الاجتماعي بان المجتمع العراقي يعيش ازدواجية تركيبية اضافة الى عامل الوجود الاجنبي الدائم الحضور في الارض العراقية ويفرض معايير ومعلومات ايديولوجية تنتمي اليه يحاول تحميلها كعقائد ومفاهيم وهذا التشكل المنظومي الذي جاءت به القدرية للعراق تناسل الى انتماء ثقافي وفكري وديني واجتماعي على المستوى الايجابي وأدى كذلك الى احتراب وكوارث ومجازر ومقابر جماعية .. فمنذ المرحلة الملكية بعد قيام الدولة العراقية في عام 1921م كان للانكليز يريدون استيعاب ازمة هويته ولهذا استوردت حاكما غير عراقي هو الملك فيصل لتعلن عن تشكيل المملكة العراقية واردفت ذلك بالقانون الاساس عام 1925م الذي وضع اللبنات الرئيسية للملكة العراقية الدستورية وكان ذلك حسب تعبير الكثير من الباحثين والمحللين انها كانت اول علاج لحالة الشتات في المواطنة العراقية لكننا نجد ان عرض مثل هذا التاريخ على اساس ايجابي متكامل يضع امامنا ملامح خطيرة ويفتح باب تأويل خطير دون التركيز على جدية ومصداقية التاريخ نفسه الذي اعلن فيه الملك ولعدة مرات انه عاجز على الجمع بين مطاليب العراقين وما يريده المحتل وقال ( لاتجعلوا الملك بين السماء والارض ) وتوصلت الامور الى معضلة كبيرة .. هذا الملك الممجد قال ( ان العراقيين تكوينات متعددة لارابط اونتماء وطني بينهما ) وهو رأي في غاية الاهمية يعبر عن قصور ايديولوجي في النظرة الى المواطنة حتى انتهى به المطاف ان يكون وعائلته ضحايا تداعيات التشكيل العراقي بعدما حاول ان يعطي انضباطا معياريا لحالة الخضوع لما يسميه بعض الباحثين لنتظام الظمني لخط الوطن إلى أن التشكيلة الأولى حملت عقد التركيبة العراقية التي القت بظلالها على المشهد فانحرف عن مساره عبر حكم العساكر خريجي الكلية العسكرية في اسطنبول وهؤلاء حملوا للأدارة العراقية كثير من العقد العثمانين الطائفية إضافة إلى ولائهم للمستعمر ولا يخفى على أحد أن وجود مساحة كبيرة من الحرية شهدت تأسيس أحزاب سياسية ترسم هوية هذا الوطن تبعاً لولائاتهم فانتحار عبد المحسن السعدوني لا يعبر إلى عن تفاقم أزمة نفسية شخصية لا علاقة لها بالتمجيد الوطني وما هو إلا شعور بالدونية ناتج عن حياة زوجية غير موفقة وفي نفس الوقت نلاحظ تفر اتجاها الباشا نور سعيد الذي كان هو الأقرب للانكليز وتربى تربية عسكرية عثمانية وله ميول قومية تبلورت مقترحاً لأنشاء الجامعة العربية والتي تمت بعد ذلك فهو الذي كان يرى أ، الارتباط البريطاني هو أساس وجود دولة عراقية حديثة وأ، حالة التنوع الفكري والسياسي المرتبط في كثير منه في الخارج فرض آليات وجوده الانتمائي فكان الانتماء البريطاني والروحي والقومي ونسيب ضئيلة جداً من الدين ومثل هذا التنوع القلق الخطر لحياة غير مستقرة خضعت للأجندات رغبتها السياسية.
علي الخباز, [١٠.٠٤.٢١ ١٨:٢٥]
يؤكد المؤرخون والمحققون أن رحلة الجمهورية استندت في عملية التغير بوجود أحزاب عبأت الشارع نجاح التغير لانتماءاتها إضافة إلى خط العنف الذي احدثت مجزرة قصر الرحاب وتمخضت عن قيادة عسكرية مبنية على ذاك التركيز الشعبي مثلها الزعيم عبد الكريم قاسم الذي اصطدم بطغيان شركائه حتى بدأت الصراعات ولم يبارح قاسم الشخصية الشعبية فأصبح صيداً سهلاً لمؤامرات القومية العربية التي مثلها عبد الناصر الذي سلح القوميين بمنهج العنف كأيدلوجية ساعدت في تنامي العقد الانتمائية الغير مدروسة فتمادت القومية كثيراً في قضية فلسطين حتى افتضح أمرهم في نكسات متتالية عاشها المجتمع العربي وهذا العنف المضاد هو الذي سلم السلطة إلى طاغية العصر صدام الذي كان مطية لامتدادات الفاشية العربية ومنذ أن اعتمده الحزب كأداة لتصفية للمعارضين لم يكن بالهم بأنه سيستلم السلطة حتى احتكر الحزب مما دفعت الامتدادات الاقليمية والدولية للاستفادة من وجوده في قمة السلطة لتصفية حساباتها وبثمن بخس إلا وهو تفخيم عوائل النقص في ذات هذا الدكتاتور ونعته بأنه القائد الضرورة وقائد الأمة حتى ألقى بشعبه في أتون حروباً وحصار دولي وتشرذم هوية ولاجئين لا حصر لهم أن أيدلوجيات التغيير زادت من تمسك الفرد بأقليته المضطهدة وطائفيته حتى ولادة مرحلة التغيير الجديد وحاول المحللون أحداث اشكالية كبيرة بالتركيز على تضادية برزها الحاضر المعاش بين التحرير والاحتلال يسأل أحد السياسين العراقيين: هل أن الامريكان أسقطوا دولة أم أنهم أعلنوا عن نهاية دولة ساقطة؟ فلا وجود لدولة في زمن الطاغية بل هناك خطوط عامة لسياسة ادارية ديكوراً أو قناعاً يختفي وراءه الوجه البشع فالدستور العراقي وأعضاء مجلس قيادة الدولة مجموعة من حثالات لا يختلف في تشخيصه أي عراقي إذ أسلموا الدولة إلى أهواء شخصية يقول المجرم عدي ابن الطاغية ( القانون هو شنو- القنون ورقة نشكلهة بكفنة) وهذا يعني فراصة لدولة ميته أعلن لها الأمريكان شهادة وفاة في 9/4/2003م ليحز المارد المحتبس في داخل كل عراقي أعباء التعبير عن فرحنه في نهاية الطاغية لكنه انطلق من ذات الاليات الموروثة وحمل عرى عراقياً غيره في مأساته فراح يفتح جراحه على أنها الأكثر أيلاما وعلى الوطن أن يعالجه وأ، تعذر طاب منه براء وعند انشغال العراقي بتسلسل العتاب للداخل بين الموطن والوط فشكل قوة لها ايدلوجياتها ولها استمراريتها وعاد العراق للبحث من جديد عن هويته وبخاصة أن القادمين قرروا أن يحرقوا كل شيء فراح العراقيون يحترقون ويدفعون فاتورات على امتداد حسابها كانوا ضحايا
أن محاولة بناء المواطنة لا يأتي عبر تقديم قوائم حساب أنها تأتي عبر انتماء حقيقي لهذا الوطن.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat