كان لي أخت في الله اسمها نور الزهراء، يعجبني فيها أنها عاشقة للمولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعشقها يسمو على ذاتها، وأصبح حديثها لا يخلو من رائحة العشق العلوي في كل حديث ومعنى، ولم تسنح لها الفرصة أن تحدثني عن سر هذا العشق السامي،، ازدادت علاقتي بها، فأصبحنا كالأخوات تماماً، وذات يوم ونحن في محفل عيد الله الاكبر عيد الغدير، أتتني فكرة بأن يكون هذا اليوم ذكرى صداقتنا وانفتاحنا على بعضنا بمحبة الله تعالى، وهذا الغدير البهي، فذكرت حكايتها مع الامام علي (عليه السلام)، بابتسامة مع دموع الحب للمولى روحي له الفداء.
:ـ كان يوم مبارك مثل هذا اليوم يوم الغدير، وفقنا لزيارة المولى، وكانت زيارة مزدحمة كالعادة تأتي وفود من ارجاء العالم لتجدد البيعة، وفي حرم المولى فقدت اغلى شيء امتلكه في هذه الدنيا وهو مصحف جميل جداً حصلت عليه هدية من العتبة الحسينية لاشتراكي في دروس التقوية في احكام التجويد، وفي أثناء الازدحام سقط المصحف بدون أن أشعر؛ لشدة الازدحام، وحين ادركت ضياع المصحف، صرت ابحث عنه كأم ضاع رضيعها، اسقطت نفسي تحت اقدام الزائرات، فقدت الامل ولم يكن بوسعي سوى البكاء، وتمنيت لو استطيع أن أرفع كل النساء؛ لكي اعثر عليه لكن لا نفع للتمني..!
رددت مع نفسي الآية المباركة: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))، بعدها توجهت بخالص الدعاء والتضرع، تذكرت أن الامام (عليه السلام) هو القرآن الناطق ناديت:ـ يا مولاي، أنت القرآن الناطق ومصحفي الناطق الصامت أريده منك...
وكلي ثقة انه لا يرد من توجه اليه مخلصاً، ولم ألبث الا دقائق بعدها خرجت الى جهة الباب وقفت ابكي، وإذا بإحدى المسؤولات بالعتبة العلوية تسألني:ـ ما بك؟ أجبتها:ـ اضعت مصحفي، قالت لا تبكي غاليتي لقد وصل الينا مصحفك، وضعته في المكتبة ركضت نحو المكتبة وعندها وقعت عيناي على مصحفي. كدت افقد حياتي، وكأنه اجابني:ـ هو من دلك على مكاني، وإلا وددت أن ابقى الى جوار حبيبي القرآن الناطق.
قلت: اشكر الله وذهبت اشكر القرآن الناطق امير المؤمنين (عليه السلام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat