إن مشاعر الحب الطاهر إن تناثرت في قلب شخص لشخص ما، واستوطنت محياه وسكنت فؤاده، يسعى جاهداً لنيل رضا محبوبه بكافة الوسائل والطرق، فما بالكم من حب من نوع آخر، حب حفيد الرسالة، حب سيد شباب أهل الجنة، الامام الحسين بن علي (عليهما السلام).
هذا الحب حب من نوع آخر.. حب يحيا به صاحبه في الدنيا عزيزاً، وفي الاخرة كريماً.. هو حب أودعه الله (جل وعلا) في قلوب المخلصين الموالين، ولاسيما انصار الامام الحسين (عليه السلام) الذين عشقوا الحسين، وساروا على نهجه بإعلاء كلمة الله والدفاع عن الدين المقدس، وضحوا بأرواحهم فداء لدين محمد وآل محمد (ص).
ومن جملة الانصار حبيب بن مظاهر الأسدي، هذا الشيخ الكببر الذي ما ان تتبعنا وقرأنا الاحداث التي جرت في كربلاء، ما وجدنا إلا أرواحاً لم تكن عزيزة لأشخاص نبتت محبة الله ورسوله في قلوبهم، فقدموها بكل بسالة..
وحبيب ذاك الكبير الذي جسد دوراً عظيماً، والتحق بالركب الحسيني، وقاتل قتال الأبطال حتى الرمق الأخير في حياته.. وكان هدفه رضا الله ورضا حفيد الرحمن والعيش بالجنة بسلام..
وما قول الامام الحسين (عليه السلام) في حق اصحابه إلا شهادة فخر وعز، فكلام المعصوم كلام مثبت لاشك فيه، فقال (عليه السلام):
((أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيتٍ أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً))(1).
كلمات في غاية الدقة والجمال في الوصف، شهادة الامام في حقهم، كفيلة بأن يعي العالم بأن الحب لأهل البيت (عليهم السلام) ليست كلمات تقال، بل هي افعال واقتداء، اخلاص..
هنيئاً لهم إن خلدت دماؤهم الطاهرة ذكراهم في كل عام، علموا أن الموت اعظم من العيش بحياة الذل والظلم والاستبداد، فقدموا اغلى ما يملكون، وهل يملك الانسان اغلى من روحه..؟ يا ليتنا كنا معكم.. فنفوز فوزاً عظيماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الملهوف على قتلى الطفوف: ج9/ ص6.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat