صفحة الكاتب : د . مصطفى يوسف اللداوي

ليس أسوأ في الحياة من جار السوء
د . مصطفى يوسف اللداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جارك في السكن أو في العمل،

جارك في الحي أو المنطقة،

الذي يعلوك في السكن أو يجاورك فيه، أو يشترك معك في المدخل ويقاسمك خدمات المبنى،

يعبس في وجهك إذا رآك، أو يشيح بوجهه بعيداً عنك لئلا يراك،

يزاحمك على موقف سيارتك، وينازعك على الفسحة أمام بيتك،

يلقي القمامة على مدخل بيتك، ويهمل ويسكت إذا تسربت المياه من بيته إلى بيتك، ويجن جنونه ويصاب بخبلٍ إن تضرر بيته بسببك،

 

يحجب عنك الفضاء ويحبس عنك الهواء،

يكشف بيتك ويفضح أسرار أهلك، ويهتك سرك ويشيع خبرك،

يعلو صوته ويصخب، يصرخ ويسب ويشتم،

 

يكذبك إن شكوت، ويفتري عليك إن ادَّعى عليك،

يثور إن أخطأت في حقه أو أسأت فهمه،

يسرقك إن غفلت عن متاعك وأغراضك،

يخونك ويغدر بك، ويتلصص عليك ويؤذيك،

يوشي بك ويتجسس عليك، ويشكوك ويحرض عليك،

يغار منك ويحسدك، يدعو عليك ويتمنى زوال النعمة عنك،

 

الجار الطيب يجعل الحياة طيبة حلوة سهلة بسيطة، وجار السوء يجعل الحياة مرة قاسية أليمة ومريرة،

الجار الطيب يجعل البيت جنة والعمل سعادة، وجار السوء يحيل الحياة إلى جحيمٍ، والعمل إلى صراعٍ ومعاناة،

اللهم ارزقنا الجار الصالح الصادق، الوفي الأمين، الشهم النبيل، الحر الأصيل،

الجار الذي قال عنه رسول الله صلى عليه وسلم "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"،

والذي قَالَ عنه أيضاً "واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ"، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَال" الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ"،

والذي قال عنه عليه الصلاة والسلام "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ"،

اللهم جَنِّبنا جيران السوء وأبعد عنا أذاهم، واحفظنا من شرورهم وخلصنا من مكائدهم، وأصلح شأنهم أو أبدلنا خيراً منهم،

الجار قد يكون شخصاً ولكنه قد يكون دولةً أيضاً، والدولة الجارة أسوأ بكثير إن هي ظلمت وأساءت واعتدت وجارت،

طوبى لمن كان جاراً صالحاً، يبر جاره ويكرمه، ويصونه ويحفظه، ويكون له عوناً وسنداً، يستر عورته، ويقيل عثرته، ويجبر كسره، ويحفظ سره، وينوب عنه إن غاب، ويخدمه إن احتاج، ويساعده ويعينه إن أَلَمَّ به أمرٌ أو نزلت به مصيبةٌ، ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ويكون إلى جانبه في الأفراح عوناً وفي الهموم والأحزان أخاً،   

وهنيئاً لمن كان جاره مسالماً، وقافاً عند الحق، صاغراً أمامه ملتزماً به، يتنازل لجاره ويَهُن له، ولا يظلمه ولا يسلمه ولا يسيء إليه، ويحفظ قدره ويصون مقامه، ويزهو به ويفتخر، ويتيه به ويسعدُ، 

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه"، وصدق من قالوا "الجار قبل الدار"، "وكوم حجار ولا هذا الجار".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى يوسف اللداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/08



كتابة تعليق لموضوع : ليس أسوأ في الحياة من جار السوء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net