من مهام الاسلوبية دراسة النص الادبي ووصف الصياغة واستخراج الخصائص الاسلوبية التي تميز المنجز وفي نص الناصة( نور الهدى الموسوي)نجد انها اعتمدت شعريتها على تجسيد الحالة النفسية والجانب الشعوري من خلال تكرارها لمفردة (اشعر) التي اشتغلت على المغزى الدلالي المعبر عن الرؤيا ووصف الحالة الشعورية وجاء تكرارها تجسيدا لما تريد ايصاله الى المتلقي
(قلت له اشعر اني في ظلام حالك )
تحقيق تكرار هذه المفردة ببناء موفق ذات قيمة جمالية تغني النص بمؤثراته الدلالية
(اشعر اني تائه لاحتشاد وابل )
هذا التكرار يرسخ الحالة الشعورية ويزيدها تاملا واستقصاءا
(اشعر اني غارق في عراء خاوي )
لنصل الى حالة الاسى التي تريد ان ترسمها الناصة نور (ضائع / تائه / غارق)
منصة لانطلاق روح الشعر بدفقه الوجداني وتاثره الإنساني لترسم شعريتها بهدوء من خلال تكرار اشعر تراكيب انزياح فاعلة تلخص الغرض وتاكيد المسعى التاثيري في المتلقي
(اشعر كان فؤادي ورق ندي رث بفم طير اعياه الظمأ والجوع)
نجد ان التكرار هنا أدى دوره البنائي داخل بنية النص لانزياحات جمالية تحفز المتلقي وتوقظ فيه يقظة الشعور
(اشعر كاني سجين بين قضبان الجوى)
هذا التكرار يحدث هزة شعورية لدى المتلقي يعرض ويؤكد تأزم الحالة بالتركيز على التوتر التكرار موقظ للدلالة وباعث لشعرية المسعى وتعميق الحالة الشعورية الوصفية العالية فؤاد يصبح ورق ندي رث هذا الورق الندي الرث بفم طير اعياه الظمأ والجوع يعني حقق التكرار دوره الفني بوصفه مولد خصوبة للايحاء وتذهب لتعمق شعرية النص بمفردات الاحتواء (سجين / قضبان ... وهذه القضبان من الجوى/ والعظام الهشة سجن بقلب محطم ) بعدها تبدأ المرحلة الثانية بث الحالات المؤثرة التي هي احتوائية لمعنى الشعور نشفت دموعي / انهيت حروفي / الرجاء / الحال / الاتكال
تعود الى مفردة شعرت لتبلغ الأثر الوعظي هو التأكيد على التمسك بنور الله سبحانه وتعالى , أسلوب وعظ متقدم قدمته نور الهدى موسوي لننتظر منها غدا مشرقا بالإنجازات المذهلة ...
النص
قَبَضَ الطبيب على يدي وقال لي: هل تشتكي من المً؟
قلت له: لا اعلم!
حَطّ على صدري يده، وقال لي: حدَثَني عما تشعرُ
قلت له: أَشعِر انيّ ضائعٌ في ظلام حالك !
أَشعِر أنيّ تائهٌ في احتشاد وابل
أَشعِر أنيّ غارقٌ في عراء خاوي
اشعر كأن فؤادي ورق نَديّ رَثٌّ بفم طيرً أَعْيَاه الظَمِئ والجوع، اشعر كأنيّ سجين بين قضبان الجوى، كأن العظام الهشة والجلد الرث بهذا الصدر هي سجن لقلبي المُحَطَّم...
ردَ الطبيب وقال: لدائكَ ماعندي دواء، لكنْي لكَ ناصِح أذّهب وعانقّ السماء!
رحّتُ اجول في العرّاء، وناظرّي نَحو السماء، قلت الٰهي ما جرّىهلّا سمعتَ ندائيَّ، هل لا نظرتَ حاليَّ، اقسمتُ عليكَ بكْ، أن تَكتنفي بـِعطفكَ!
طال الحديثُ لمدةً، اخبرتهُ بكُل شيء بكُل شيء بكُل شيء...
عنده نَشفتُ دُموعيّ، وانهيتُ حروفيّ، ومن غيره قَطعتُ رجائيّ، واليهِ شَكوتُ احواليّ، وبهِ علقتُ اماليّ، وعليهِ صار اتكاليّ.
وبينما اغوص بالحديثُ عنهُ ومعه؛ إلا وشعرتَ كأن النجوم بصدري أنْـتشرتْ؟، والظلمةُ عنيّ أنْجلتْ، من نورِ رَّبِها خجلتْ؛ فغادرتْ.
المُبهم قد صَرح، ونُصح الطبيب قد وَضح، فعُناق السماء جعل نور النجوم يسكنُ جوفيّ.
بنصح الصبيب انصحُ، فرب السماء لا تتركوا، دومًا اليهِ اشتكوا، فدواءه اي طبيب ماعندهُ.
ذَهبَ الظلامُ ونارتْ الصدّور.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat