في حوار الدين والعلمانية... من الذي ربح الجولة؟!!
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف

تقمصت دور (الأطرش بالزفة) وأنا أتابع الجدل الذي دار في الأوساط حول الظهور الإعلامي للسيد كمال الحيدري في برنامج المراجعة على شاشة العراقية قبل بث الحلقة الأولى، وبعدها.
ولكن سرعان ما انتابتني نوبة من الأسئلة البريئة، طفت على سطح فكري لتقول:
(سعدون محسن ضمد) العلماني المتطرف جدا في موقفه من الدين، وهو الإسلامي المتحول للعلمانية، وما أشد المتحولين على عقيدتهم السابقة
ما الذي يريده من (حوار الدين والعلمانية)؟
هل يعقل أنه يريد تحسين صورة الدين في أعين رفاقه العلمانيين والمتعلمنين؟
أيعقل أنه سيكون محاورًا محايدًا في حوارٍ تفوح منه رائحة إثبات الوجود؟
لماذا اختار السيد الحيدري ممثلا عن الدين في هذا الحوار؟
لأن السيد الحيدري مرجع دين ذو علم ثر، وطرح وافٍ كما يدعي الأستاذ سعدون؟
وهل يُعقل أن علمانيا لا يعتقد بضرورة فصل الدين عن الحكم فحسب، بل يتبنى نفي الدين، وأنه وهمٌ من أحلام من يُسمون الأنبياء عندما يبلغون مرحلة من التصوف ينكشف لهم سراب ما يسعون إليه، فالدين في نظر الأستاذ سعدون وهم من صنع بشر ادعوا النبوة كذبا، أيعقل أن باحثا بهذا الفكر يريد أن يعطي الدين مساحة من الاعتراف، وفرصة لطرح نظرياته؟
أم أنه يبحث عن اللحظة المناسة للانقضاض على الفكر الديني الذي يراه ضدا للإنسانية؟
فكيف يختار محاورًا دينيًا ذا فكرٍ ثاقبٍ كما يُدعى؟!!!
قطعت سيل الأسئلة، وأزحت عن كاهلي بعض المشاغل، وأفردت ساعة من آخر الليل لمشاهدة الحلقة المثيرة للجدل.
كانت الحلقة مليئة بالأسئلة الجريئة، والإشكالات العميقة التي قدمها الأستاذ سعدون على طبق من صفيح ساخن؟
بينما راح السيد الحيدري يشرق ويغرب بتنظيرات بعيدة عن محور الإشكال، ويستعرض نظريات قديمة وحديثة من دون أن يناقش أو يتبنى أيا منها؟
وكلما استعرض شيئا، أورد سعدون إشكالًا جديدًا، حتى قال ضاحكًا بنشوة المنتصر: (( سيدنا، أنا الآن أغص بالإشكالات)) كنايةً عن كثرتها على ما يطرحه السيد الحيدري الذي اكتفى في أحسن ما لديه بإجابات نقضية على بعض الإشكالات، ومعلوم في البحث العلمي أن الجواب النقضي، لا يحل الإشكال، بل يوسع من دائرته
فخرج سعدون رابحا جولة الحلقة الأولى
ومنها أختم بسؤاله نفسه
لماذا ينشغل الدينيون بالرد على الحيدري، بينما يتركه العلمانيون والملحدون؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat