لـــــوّى العنـــانَ فذلّـــتْ دونـــهُ فَـزَعــــا
وجامــحُ المـــوتِ فـي محـرابِـــهِ ركعــــا
أرخـى العقــالَ وزنـــدُ الخيــلِ قد قدحــتْ
وقايــضَ المــوتَ من عهـــدٍ بـهِ قطعــــا
ضجّــتْ بأفلاكِهـــا مـن عصــفِ بارقِــــهِ
سبــعٌ طبــاقٌ علـى أبـراجِهـــا ارْتفعـــــا
بـلْ كـانَ ثامنَهــــا لمّـــا اسْتطــــالَ بهـــا
وثامـــنُ الكـــونِ مـن آفاقِـــــهِ اتْسعـــــا
خـــرّتْ سجــوداً لسيـــفٍ جَـــلَّ حاملُـــهُ
وسابــحُ النّجـــمِ مـن أصدائِـــهِ خشعــــا
أُنبيــكَ عـن ( خيبـرٍ ) لمّا ارْتــوى بــدمٍ
سيــفٌ تسامـى ومن فيـضِ الدّمـا نقعــا
ومـا هـوى البــدرُ مـن خسـفٍ أُريــدَ لـهُ
فنــورُهُ فـي سمــاءِ المجــدِ قـد سطعــــا
مهـــلاً أبــا حســــنٍ قـد نلتَهـــا غدقــــاً
وسيفُهـــا بقطــــافِ النّصــرِ قـد ولعــــا
يـا بيـــرقَ العُــربِ يا نصــراً بساريـــةٍ
مـا زالَ يخفـــقُ فـي كفّيــــكَ لـن يقعــــا
من يـومِ خيبـرَ حلمُ ( القدسِ ) في وهجٍ
نـــالَ الثّـريّــــا ومـن أثدائِهـــا رضعــــا
لـم تطلــعِ الشّمـسُ يومـاً قبـلَ طلعتِهـــا
كأنَّ مشـرقَهــا مـن ( قدسِنـــا ) طلعــــا
ولا الكواكــــبُ تجـــري فـي مجرّتِهــــا
لـولا ضياهــا لكانَ الكـونُ قـد صُدِعــــا
لكنّمــــا ســـــننُ الأعــــرابِ جاريــــــةٌ
لا تأمنَـــــنَّ بديّـــــــوثٍ إذا شبعــــــــــا
صبـراً فقـد ذلّهـا الأعـرابُ عـن وهــنٍ
لا جــدَّ فيهــم ولا سيـــفٌ لهــم منعـــا
إنْ كـانَ ثـــأراً ، فثـــأرُ اللـهِ غايتُنــــا
وكــلُّ ثــــأرٍ لغيـــرِ اللـــهِ مـا شفعــــا
عــــذراً أبـا حسـنٍ قـد بــانَ معدنُهــم
لا فعـلَ يُنـدي ولا صـوتٌ لهـم سُمِعــا
ساقــوا البــلادَ فمادتْ مـن خساستِهم
وأصبحــتْ لـزنـــاةِ الّليـــلِ منتجعـــــا
هـــمُ الخيانــــةُ والأدرانُ فـي زمــــنٍ
لا عيـبَ فيهِ سوى الأعرابِ لو صدعا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat