صفحة الكاتب : طارق رؤوف محمود

نقابة المحامين-وتاريخ المهنة
طارق رؤوف محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

احتفلت قبل فترة نقابة المحامين بمرور خمس وسبعون عاما على تأسيسها .. ولان المحامين أول من أسس نقابة في العراق  .. ولأهمية هذه المؤسسة العريقة صاحبة الصوت السياسي المدوي طوال تاريخها .. ومن خلال عملها المهني والقانوني فهي  تسعى لتحقيق العدالة   ..  وانطلاق من ذلك يسرنا أن نذكر شيئا مختصرا عن تاريخ المهنة والمحاماة  ****   كان الناس في العهود التاريخية  القديمة يتقاضون بأنفسهم أو أنهم يستعينون بأصدقائهم و ذويهم ثم تقدم الحال و وجد لدى الشعوب القديمة و منهم العراقيون الكلدانيون و الاشوريون و البابليون و كذلك المصريون و الاغريق و الرومانيون و غيرهم..... رجال من اهل العلم و الذكاء يرجع الناس اليهم في المشورة للحصول على حقوقهم , و قد بقي الحال  حتى اختراع فن الكتابة فأخذ الناس يستعينون بغيرهم ممن يعرف الكتابة جيدا" فكان ذلك اول قدم على طريق نشوء المحاماة .. و بمرور الزمن اصبحت المحاماة ركن من اركان العدالة .....
  ءابان الحكم العثماني للعراق .. لم يكن هنالك محامون ءالا من استحصل على اذن من الاستانة لممارسة هذه  المهنة في العراق .. حيث كان الخريجون من كليات القانون في الاستانة هم الذين يحصلون على الاذن .. و كذلك الاشخاص الذين لهم ألمام ببعض القوانين يمارسون المهنة باذن من السلطات العثمانية و عند انحسار الحكم العثماني و احتلال العراق من قبل القوات البريطانية صدر اول قانون في العراق سمي ( قانون المحاماة لسنة 1918 )  حيث صدر بموجب البيان الؤرخ 28/كانون الاول سنة 1917 م اعده ناظر العدلية ( يونان كارتر ) و صدق عليه الحاكم الملكي العام ( ب – ز – كوكس ) بتاريخ 14/ كانون الثاني /1918 بموجب السلطات المخولة له ... حيث لم يسمح للمحامين ان يمارسوا عملهم امام محاكم البداءة و محكمة الاستئناف ءالا بعد الحصول على اذن من ناظر العدلية . اما المحامون الذين تعينهم الحكومة فلهم ممارسة المهنة دون اذن , و كذلك الاشخاص الذين استحصلوا على اذن من الاستانة وكان عددهم يتجاوز العشرات ..  بموجب هذا القانون البسيط الذي لا تتجاوز صفحاته أصابع اليد الواحدة  وضعت بعض الشروط لممارسة المهنة منها دفع الرسم و التوقيع على لائحة المحامين لدى ناظر العدلية و احترام المحاكم و الصدق في العمل و الابتعاد عن الغش و احترام الزملاء و المهنة و القانون و كذلك وضع العقوبات على من يخالف قواعد المهنة .
وبتاريخ  9- 11-1925 أصدرت وزارة العدل في بغداد ( نظام نقابة المحامين )اعترفت بضرورة تنظيم شؤون المحامين بواسطة نقابة واستمرت  الوزارة  بإدارة شؤون المحامين  الذي  بلغ عدد المسجلين لديها  ما يناهز  الثلاثمائة محامي لغاية عام  1931 وخلال هذه السنين    تمكن العراق الحصول  على استقلاله  ودخوله عصبة الأمم ,عام 1932   و افتتاح كلية الحقوق فقد تكاثر عدد المحامين , و كان لابد من صدور قانون ينظم اعمال المحامين و كيفية ممارسة المهنة فصدر اول قانون لذلك و هو ( قانون المحاماه رقم 61 لسنة 1933 ) و تم بموجبه تأسيس نقابة المحامين بتاريخ 24/ اّب/1933 و بتاريخ 9/ تشرين الاول  /1933 جرت الانتخابات لاول مرة في العراق حيث فاز فيها ( ناجي السويدي ) نقيبا للمحامين ( و بشكل ديموقراطي ) و بتاريخ  22/ تشرين الاول / 1933  و في بناية المحاكم ( القشلة )  و بحضور ( 84 ) محاميا اختير المحامي السيد ( داود السعدي ) نائبا للنقيب و كذلك اختيار اعضاء الهيئة و هم السادة : علي محمود الشيخ علي و شفيق نوري السعيدي و كمال السنوي و علاء الدين النائب و مصطفى عاصم و احمد عبد الغني الراوي و تعتبر هذه اول هيئة ادارية لنقابة المحامين في العراق ..
   و لما كان عدد المحامين انذاك في تزايد فقد توالت القوانين بعد إلغاء القانون الأول حيث صدر القانون رقم 84 لسنة 1960 ثم القانون رقم 157 لسن 1964 و اخيرا قانون المحاماه رقم 173 لسنة 1965 المعدل و هو النافذ حاليا بعد صدور عدة تعديلات عليه تجاوزت خمسة عشر تعديلا و كذلك قانون صندوق تقاعد المحامين رقم 56   لسنة 1981 الذي ينظم حقوق المحامين التقاعدية التي لا تتناسب حاليا مع الوضع الاقتصادي أبدا" .
   لقد تعاقب على قيادة النقابة منذ تأسيسها عام 1933 و حتى الان أربعة و ستون مجلسا و نقيبا للمحامين و في بداية العمل النقابي اصدرت النقابة في حينه  مجلة القضاء و هي مجلة فصلية .. صدرت لاول مرة في حزيران عام 1934  صدر منها عشرة اعداد شهرية حتى أذار /1935 ثم توقفت المجلة عن الصدور و عادت ابتداء من اب /1936 الى كانون الاول من العام نفسه حيث صدرت بعدد واحد يحمل تاريخ كانون الاول /1937 و توقفت عن الصدور مرة اخرى , و شكل مطلع عام 1942  انطلاقه جديدة للمجلة حيث استمرت بالصدور.. محافظة على خطها القانوني و المهني و التطبيقي و المجلة من ابرز مجلات الفكر القانوني في العراق.
   الان و بعد هذه المسيرة اصبح للمحاماة داخل المجتمع اهمية كبيرة لما لهذه المهنة من تأريخ مجيد و حافل في كل الازمان ...  لقد انجبت المهنة رجال افذاذ عظام ساهم العديد منهم في قيادة و خدمة العراق بأرفع المناصب .
   ان المحاماة مهنة حرة مستقلة ذات رسالة انسانية و عنصر اساس من عناصر المجتمع ينظمها القانون و اينما وجدت العدالة وجد المحامي ... كما ان لهذه الصناعة الفريدة تأثير بالغ و كبير في حياة البشرية و الحضارة الانسانية بسبب ما توفره من ضمانات الدفاع و المحاكمة تحمي أمن المجتمع من خلال عمليات التبصير .
   واخيرا فان نقابة المحامين مؤسسة مهنية و سياسية مهمة في عراقنا على مر السنين لها مكانتها المشرفة لدى شعبنا ,  ويسر المجتمع ان تصان هذه المؤسسة .
   تلك هي لمحة عن تاريخ المحاماة و النقابة... الغرض منها تعظيم الرجال الافذاء الذين استطاعو قبل اكثر من سبعون عاما اجراء اول انتخابات بشكل ديموقراطي متميز مع وضع قواعد المهنة ...
  الامر الثاني هو تحفيز أحفادهم من الشباب على التمسك بما اسسوه  من قيم قانونية و ديموقراطية و فكرية و اجتماعية و سلوك مهني مشرف ... كي يصونوا به المهنة  ويحفظوا لهذه المؤسسة العريقة استقلالها ..وشبابنا هم بناة مستقبل شعبنا ووطننا .
                                                 tariqaltaha@yahoo.com






 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طارق رؤوف محمود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/05



كتابة تعليق لموضوع : نقابة المحامين-وتاريخ المهنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net