رسالة مجموعة إكسير الحكمة إلى أهلهم في النجف الأشرف بشأن إقامة الشعائر الحسينية
أصالةَ الشعائر الحسينية وتراثَ القصيدة المنبرية وطليعةَ المضحين في سبيل هذه القضية.. أهلَنا في مدينة النجف الأشرف بأطرافها الأربعة - وأحيائها المستحدثة - التي تحتفظ مواكبها - إلى اليوم - بأنفاس الشيخ شاكر القرشي والشيخ صالح الدجيلي ، وتردد جدرانها صدى صوت عبد الرضا الرادود وشيخ وطن وباقي الرواديد الكبار، ومازالت كلمات عبد الحسين أبو شبع وعبود غفلة الشمرتي وغيرهم من الشعراء محفوظة الكبار والصغار.. صارعتم الطغيان وتحملتهم حوادث الأزمان من أجل أن تعلو الصرخة التي تندب الذبيح من آل محمد (ص) وأهل بيته المظلومين.
ولعلمنا بأنّ ما سار عليه السلف قد تمسّك به الخلف، يدعوكم أبناؤكم في مجموعة إكسير الحكمة - التي تضم ذوي هذا الشأن من أبنائكم من طلبة العلوم الدينية ومن الأطباء وغيرهم - إلى مراجعة قرار "تعليق الشعائر الحسينية بكل مظاهرها" من دون إيجاد البديل، وقد أُعلن أنّ القرار اتُخِذ تماشياً مع ما تمرُّ به البلاد من أوضاعٍ صحية استجابةً لتوصيات المرجعية الدينية والإرشادات الصحية، وهنا اسمحوا لنا ببيان النقاط التالية التي يتبيّن منها عدم مطلوبية التعليق :
١. إنّ المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف لم تدعُ الى إلغاء أو تعليق المجالس الحسينية وباقي الشعائر بل شدّدت على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، فقالت في بيانها :
(أما المجالس العامة فلا بد من أن يلتزم فيها بالضوابط الصحية التزاماً صارماً، بأن يراعى فيها التباعد الاجتماعي بين الحاضرين واستخدام الكمامات الطبية وسائر وسائل الوقاية من انتشار وباء كورونا).
وتلك الإجراءات التي تضمن سلامة المشاركين ليست بالمستحيلة وإن كان فيها شيء من المضايقة (لكن الحسين يستاهل)،وقد سمعنا أنّ بعض المحافظات قد أعلنت إقامة بعض الشعائر وفق الشروط الوقائية.
٢. إنّ السلطات الصحية في البلد سمحت بفتح الأسواق والمولات والكثير من مظان تجمّع الناس إلا أنها اشترطت الالتزام بالتدابير الوقائية، ويمكن أن يطبّق هذا الشرط على أفضل الوجوه في المجالس الحسينية لما يمتلكه أصحاب المواكب من خبرة في تنظيم الفعاليات الحسينية.
والالتزام بـ( لبس الكمامات ، لبس الكفوف ، التباعد بين الأفراد بمسافة متر ونصف ، تعفير المكان ) ليس بمستصعبٍ على محبي الإمام الحسين (ع) الذين بذلوا لأجله الغالي والنفيس.
٣. إنّ السلف الصالح من أهلنا النجفيين قد واجهوا ظروفاً أمرّ وأقسى من هذه الظروف ولم يعلّقوا الشعائر الحسينية بالمرة حتى في زمن الطاغية بل أقاموها بالكيفية التي تنسجم والأوضاع التي مرّت بهم، والتي كانت لا تخلوا من التحدي في كثير من الأحيان، وقد وصلت إلينا هذه الشعائر سالمةً محفوفةً بكل أنواع التحديات والمصاعب والمضايقات، ونظراً لذلك فلا بدّ من عدم تعليقها وتأجيلها ولو لسنةٍ واحدة، كي لا تكون سُنّة، بحيث كلما مرّ ظرف معين يتم تأجيلها، ولا نعلم ما هي الظروف الآتية، بل الصحيح هو التكيُّف مع الظروف للفوز بكلا الأمرين : إقامة الشعائر، وسلامة الشعائريين، وذلك بالصرامة باتخاذ الوسائل الوقائية وهي ممكنة جداً.
وفي نهاية هذه الرسالة الوديّة يأمل أبناؤكم أن تعيدوا النظر في القرار الأخير - لما عليه النجف الأشرف وكربلاء المقدسة من شأنٍ رفيع لا يخفى على الجميع يجعل منهما رائدَين لباقي الحسينيين - لنفوز معاً بالخدمة الحسينية مصحوبةً باتباع الاجراءات الوقائية، رعاكم الله تعالى ببركة دعوات المولى صاحب الزمان (ع).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجموعة إكسير الحكمة
في الثاني والعشرين من ذي الحجة الحرام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat