صفحة الكاتب : خالد الناهي

كاتيوشا.. لاتصيب الهدف
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين فترة واخرى نسمع أن القاعدة الامريكية تعرضت للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل مجهولين, لكن ما يستغرب ان هذه الصواريخ دائما تسقط بعيدة عن الثكنات العسكرية الامريكية, وما أصابت يوما هدفها.

لا نعلم سبب عدم دقة الصاروخ, هل هو بسبب خوف الرامي, ام ان الامريكان ابناء الرب, يحميهم ويبعد عنهم كل سوء؟

التطور الكبير في تصنيع الاسلحة, جعل نسبة اصابة الهدف عالية جدا, لكن صواريخ "المقاومة" لغاية الان لا يمكنها الا أن تشعل صفارة الانذار في السفارة الامريكية, بالرغم من مساحتها الكبيرة وعلو بنائها!

قصف السفارة او المواقع العسكرية التابعة دون اي خسائر تذكر في مصلحة من؟وهل يعجل بخروج الامريكان "المحتلين" من العراق ؟ هل يقبل ترامب بالانسحاب قبل الانتخابات بسبب صاروخ يقع بعيدا من جنوده ؟

علمنا حكماؤنا اننا إن قررنا القتال ودخلنا المعركة, فيجب ان نضرب بكل قوتنا, وفي الاماكن الموجعة والقاتلة للخصم, ولا نفكر بأننا إن ضربناه بقوة, ربما سيرد علينا بضربة اقوى منها ويوجعنا..

الصواريخ البعيدة عن اهدافه تحقق مصلحة امريكا قطعا, بل وتفتح الباب واسعا للتكهن بان من يضرب تلك الصواريخ هم اشخاص متواطئون مع الامريكان ليطول بقائهم في العراق..

ترامب او اي من قياداته لن يفكر بالخروج من العراق وصواريخ الكاتيوشا تضرب جنوده "مثلما تقول المقاومة" فيحسب نصرا لهم وهزيمة له, يستغلها خصومه ضده في الانتخابات القادمة.

البعض يقول ان ايران هي من تدفع جهات تابعة لها لضرب أمريكا.. فهل هذا يبدوا واقعيا على الأرض ؟

منذ مقتل الجنرال سليماني والجارة الاسلامية تسعى لتجاوز فقدان هذه الشخصية المهمة, لذا هي غير مستعدة لمواجهة اخرى في الوقت الراهن،

بالمقابل امريكا دائما تحاول بعث رسائل اطمئنان لإيران, بأنها لا تريد الدخول بحرب معها على الأقل حاليا، وتغاضيها عن عبور ناقلات النفط الإيرانية عرض البحر دون أي إعتراض، خير دليل

من يطلق الصواريخ حقا؟

من خلال ما تقدم نصل الى نتيجة, ربما يعترض عليها كثيرون, او يراها غير مطابقة لما يحدث, لكن لو راجعنا تسلسل الأحداث بواقعية, سيجد أن ما يحدث لا يمكن ان يتجاوز عما نقوله.. بأن من يطلق الصواريخ جهات تريد أن يطول بقاء القوات الامريكية في العراق لعدة أسباب.

من تلك الأسباب أن بقاء القوات الامريكية, يعني إبقاء إيران قلقة من التواجد الامريكي, وبالتالي ستكون مضطرة لتوفير الدعم المادي لهؤلاء, بالرغم من الضائقة المالية التي تعيشها.

ان الجهات التي تضرب الصواريخ ليس لها ثقل سياسي في الشارع او لنقل وجودها مرتبط بحملها السلاح فهي لا تجيد غيره, اي لا تحمل مشروعا سياسيا, وبالتالي خروج الامريكان يعني موتها سريريا, وهذا ما لا تريده او ترضاه.

بقاء ضرب الصواريخ, يعني بقاء فكرة المقاومة ولو شكليا, وما تعنيه هذه الكلمة من رمزية لدى الشعب, حتى وان كانت هذه الصواريخ تقع بشكل متعمد خارج أهدافها.

بغض النظر عمن هو المستفيد الأول من تلك الصواريخ أصابت أهدافها أو لم تفعل، فهي أكيدا لا تحقق مصلحة حقيقية للشعب العراقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/26



كتابة تعليق لموضوع : كاتيوشا.. لاتصيب الهدف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net