في السوق النفطي العالمي توجد ثلاث انواع معيارية من عقود التداولات هي ؛ -
١- العقود الفورية اي التسليم الفوري للكميات باسعار تحدد فوريا
٢- العقود الاجلة اي يتم ابرام عقد بين البائع والمشتري على تسليم شحنة من النفط الخام بتاريخ اجل (قد يكون من شهر الى ثلاث اشهر او اكثر بحسب الاتفاق) وبحسب سعر السوق في تاريخ التسليم المتفق عليه
٣- العقود المستقبلية وهي تداولات ٩٩٪ منها ورقية وليست براميل خام حقيقية يتم بموجبها التزام تعاقدي بين البائع والمشتري على عدد براميل بتاريخ تسليم مستقبلي وتحدد الفترة حسب الاتفاق وتتجاوز ١٢ شهراً واكثر من ذلك
في النوع الاول المذكور كما بينا يتم تداول حقيقي لبراميل نفط خام .
اما في النوعين الثاني والثالث فيتم اصدار عقود تسمى عقود ورقية كل عقد بعدد براميل تساوي الف برميل وتبقى هذه العقود من تاريخ تحريرها ولغاية تاريخ استحقاقها تتداول بشكل يومي بيع وشراء بسن المتعاملين مقابل تسويات مالية قد تحقق ربح او خسائر حسب سعر السوق والهدف منها هو المضاربة من قبل المتداولين
بحسب سياسة التداول في السوق الامريكي يكون تاريخ الاستحقاق للعقود هو بين ٢٣ الى ٢٥ من كل شهر (في بعض الايام تحدث عطلة نهاية الاسبوع يومين)
بحيث يكون يوم ٢٦ من كل شهر هو يوم لتداول عقود جديدة في السوق
مثلاً نحن اليوم ٢٠/٤/٢٠٢٠ عقود التي تتداول في السوق والتي قرب تاريخ استحقاقها هي عقود تسليم شهر آيار اي بعد يوم ٢٦/٤/٢٠٢٠ شوف لن يكون بالامكان تداول عقود شهر آيار كونها اصبحت واجبت التسليم فعند ذلك الشخص الاخير الدي اصبح مالك للعقد لابد من ان يعود الى الشخص الاول الذي اصدر العقد ويعمل معه تسوية عقدية وهذه التسوية تكون على شكلين
١- اما يقوم البائع الاول بتسليم من يمتلك العقد عدد البراميل وحسب عدد العقود
٢- او يتفق على تسوية مالية من خلال مقارنة بين سعر بيع البرميل المثبت في العقد مع سعر البرميل في السوق بتاريخ الاستحقاق وبالتالي المالك الاخير للعقد اما يربح او يخسر وكذلك البائع الاول للعقد في تاريخ الاستحقاق اما يربح او يخسر وحسب سعر السوق
وهنا نقول ماذا حدث اليوم في العقود الاجلة لنفط WTI في السوق الامريكي
ما حصل هو انهيار في اسعار العقود الاجلة لشهر آيار فقط والتي على وشك ان تكون منتهية صلاحية التداول في غضون ٤٨ ساعة
سبب الانهيار هو عدم رغبة جميع المتداولين بالحصول على البراميل الفعلية وتوجههم الى التسويات المالية وطرح حجم العقود الكبير مع تراجع حجم الطلب ساهم في تدهور اسعارها لتكون بالسالب بهدف تصفية المراكز المالية للمتداولين
السؤال هل ستستمر هذه الحالة
هذه الحالة ستتكرر كل شهر في تاريخ استحقاق العقود الاجلة ما دام اوضاع السوق الحالية مستمرة والتي تتمثل بزيادة مستويات الخزين وتراجع الطلب
تنحسر هذه الحالة مع مرور الوقت عند ما تقل رغبة المتداولين في التداول بالعقود الاجلة والمستقبلية
فبعد هذه الخسائر الكبيرة سيتجه اصحاب رؤس الاموال والمضاربين للاستثمار في البدائل الاكثر اماناً في الموجودات الثابتة كالذهب والمعادن والاسهم والسندات خالية المخاطرة
التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!