صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

الى أين المسير أيها الشباب، إدركوا سفينتكم ؟
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد إختلطت الاوراق، وتشابكت الارادات، وأفرزت لنا التجمعات من جنباتها من اندس لغايات، فتشوشت الرؤيا، وأضحت الصورة اللامعة المشرقة ضبابية، بعد أن تحشد في الانفس الثائرة، بصيص الامل، والاطلالة على شواطيء الخلاص، وابتغاء دولة العدل . عواطفنا مزقتها السكاكين، وخطفتها هواجس ما ستؤول إليه الامور، بعد تلك اللوحة التي أختط عليها، ألف علامة إستفهام . الى أين المسير أيها الفتية، وقد اخترقت مطالبكم وجموعكم وأجسادكم، مديً الايدي الملطخة بالدماء .

الى أين المسير أيها الشباب، وقد ركب سفينتكم، من يريد أن يغرقها في لج العواصف ؟ تشابكت الاهواء، وأستغلت البراءة، وتباكى القتلة على قتيلهم، ونشًف الذباح بخرقته دموع التماسيح، وركب من كان في الامس القريب، ماسكا سطوتها وسوطها، ليكون وسيطا بينكم وبين ما اختبأ في خوالجه من ركوب الموجه . والسؤال هل من منفذ في الخروج من عنق الزجاجة ؟ لقد تهشمت الزجاجة، وتناثرت شظاياها، لتولج في الصميم . لقد أرادوا بكل وسيلة، أن يشوهوا هذه الانتفاضة، فكأنما أكلت الثورة رجالها، حين إندسوا من ركبوها، ليظهروا صورة التميع من عربدة طائشة، في مجموعة دون شك لا تمثلكم، وللاسف كانت لهم السطوة فيما ابتغوا سلخ ورقص وجراح أمضت بضالتها وظلالها عميقا في أنفسنا .

ايها الابناء والاخوة، كل ثورة شعبية لها مخارج في ان يتمخض من رحمها قادة يمضون لتحقيق الاهداف، بعد عسر وضيق ومشوار تتركب خطواته بانسيابية، الى حيث وضوح الرؤى المدركه فيما ترنو إليه . فهل من المعقول ان ينتج المصلح والمفكر في عظائم الثورات" جان جاك روسو " " روبسبير" الجلاد ؟ إن التساؤل ليس بعث الوهن في اوصالكم، إنما لم تقدموا لحد الان أوراق إعتمادكم . مطالبكم حق، ولا تنتج إلا باجندة ورجال إمتلكوا القدرة على فن لعبتها . مطالبكم إرادة شعب مدمى متعب منهوك، إستباحته خناجر من يترصد عدم صيرورة تواجدكم كشعب أمن، ومقاتل استحق الاستراحة، من حروب قادها أمراء وألهة الدماء، لقتل لم يهادن الضمير ولا وهلة . مفخخات وتفجيرات وذبح ورايات سود مدماة، فطرنا أشلاء وتوزعنا فرق وتكتلات .

  • كيف السبيل والنفاذ الى حيث تحقيق الاماني ؟ لو أدركنا شروطكم فهي عالية السقوف، حين وضع سلسلتها، في أعناقكم ممن هم معروفون في إصطياد الفرص، ومعروفون في عدائكم واستباحة دماءكم، ليكون الصراع القائم بينكم وبين سلطة عميقة، تجذر وتفرع أركانها في مناصب الدولة، ولهم من قدرة المطاولة، كي يطفيء الزمن لهيبها .... لنمضي خطوة خطوه، بعد أن صعقتم وأربكتم سياق نظام، وأنتجتم الاستجابة لمطالبكم . اليوم ظهر رجل نزيه عفيف تشهد له المواقف، أنه إبن مخلص لقضايا فقراء شعبه، إنه " محمد شياع السوداني" ليمضي هذا الرجل في حكومة تصريف الاعمال، وليفرض على مجلس النواب قانون الانتخابات والمفوضية، وليمنح من الوقت المحدد بأشهر ما يترتب على تحقيق المطالب، بعد ان استقل اليوم من كل إرتباط حزبي . وإلا أسئلكم كيف ستنتهي الامور اذا بقت متعلقه بهذ الوضع المربك، الذي أدار الحراك الى تصفيات جسدية، لا طائل منها . أقيموا عليهم الحجة، وأنبذوا من تداخل في صفوفكم كشيطان، يضيق حلقاتها كي لا تفرج . إقرؤا المشهد جيدا، هل يرضيكم ما حدث في ساحة الوثبة، من ألوف تتمتع في النظر على "صبي" معلق مسلوخ ؟ أوصل بنا المطاف الى هذا الحد غير المنتج إطلاقا، وانتم أبناء الشهداء والمظلومين والمهمشين والمقتولين، بسكاكين من اراد المشهد ان يكون دمويا، وصراع لا يفك تشابكه ؟ وهذا ما يسر العدى، ويؤلم بل يمعن ألما من أحب العراق وشعبه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/13



كتابة تعليق لموضوع : الى أين المسير أيها الشباب، إدركوا سفينتكم ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net