أغـــرَّ فــــؤادَكَ الصّــــوتُ الطّــــروبُ ....
فأســـرى ، والهــوى قـــــدرٌ لعـــــوبُ
فهـــل مـــالَ الفـــــؤادُ وذابَ وجـــــداً ....
وهـــل أغـرتْـــــهُ فارعـــــةٌ كعـــــوبُ
كأنســـامِ الصَّبــــا تجــــري الْهوينــــاً ....
فتسكــــرُ مـن نسائِمِهـــــا القلـــــــوبُ
فيهتــــزُّ القــــــوامُ علـــى حيـــــــــاءٍ ....
كـــأنَّ قوامَهــــــا غصـــــنٌ رَطيــــــبُ
فـإنْ تقــــدمْ تجـــــدْ فيهــــا جموحــــاً ....
وإنْ تبعــــــــدْ فجامحـــــةٌ تــــــــؤوبُ
وإنْ جـــادتْ تـــزدْ قلبــــي اشْتياقـــــاً ....
وإنْ غابــــــتْ ، فطيـــــفٌ لا يغيـــــبُ
كـــأنَّ رضابَهـــــا كـــــأسٌ تصابـــــى ....
لـــهُ مــن راحِ مبسمِهـــــا دبيـــــــبُ
فتنطـــقُ عينُهــــا مـن غيـــرِ نطـــــقٍ ....
وتبعـــثُ في الهــوى سهمـاً يُصيـــبُ
وتُبـــــدي مـن لواحظِهـــــا شجونـــــاً ....
تلـــوحُ وليــــسَ يعصمُهــــا رقيــــــبُ
صفـــــاءٌ كالفـراشـــــةِ في فضاهــــــا ....
وروضٌ مـن نسائمِــــــهِ الطّيـــــــــوبُ
تبــــوحُ بـرقّــــــةٍ وعفـــــافٍ قلــــــبٍ ....
ولا يبـــــــدو لجذوتِهـــــــا لهيــــــــبُ
فيُنسيـــــكَ الظّمــــــا قلــــــبٌ نــــــديٌّ ....
ويسقيـــكَ الهــوى شَجَــــنٌ غـريــــبُ
فلـــو كتــــمَ الهــــوى منّـــي فـــــــؤادٌ ....
فـإنَّ لســـــــرِّهِ عينــــــــاً تُجيـــــــبُ
ولــو تُخفـــي الهــــوى عيـــنٌ كتــــومٌ ....
فـإنَّ القلــــبَ يفضحُـــــهُ الوجيــــبُ
فــــلا عينــــي تتـــــوبُ وذا شقــــــاءٌ ....
ولا قلبـــي الـــذي يشقـــــى يتــــــوبُ
* * *
ومـــادتْ فـي مـرابعِــــــهِ الــــــدّروبُ ....
وضجَّــــتْ حيــثُ تَـرتجــــلُ القلـــــوبُ
فـــلا مجـــــدٌ بـــلا سيــــفٍ صَلــــوبٍ ....
يُلقّــــــحُ أصلَــــــهُ فحــــــلٌ صَلــــــوبُ
وهـــل تُذكـــى لــهُ نـــــارٌ شبـــــوبٌ ....
إذا مـــا للدّمـــــــاءِ بهــــــا نصيـــــــبُ
وهــل تُبنـــى الحيــــاةُ بــــلا دمــــاءٍ ....
بهـــا تُعشـوشــــبُ الأرضُ الجـــــدوبُ
فــإنْ لــــم ينتصــــرْ فيهـــا خطيبــــاً ....
فـــإنَّ حسامَــــــهُ نعـــــــمَ الخطيــــــبُ
يفيــــضُ بيـانُـــــهُ ألَقَــــاً وسحــــراً ....
ويُفصِــــحُ فهْـــوَ قــــــرآنٌ عجيـــــــبُ
وقـــد أرخــــى لصارِمِـــــهِ عقـــــالاً ....
يكـــــرُّ كجامـــــحٍ ، وصـــدىً يُجيــــــبُ
توضّـــــاَ سيفُــــــهُ بنجيـــــعِ قــــومٍ ....
فصلَّــــتْ خلفَـــــــهُ قُضُـــــبٌ شَبــــــوبُ
وصــــالَ كحيـــــدرٍ فيهـــا ارْتجـــالاً ....
فكـــانَ بهــا الوجــــوبُ هـوَ الوجــــوبُ
فخــــطَّ بسيفِــــــهِ سفــــراً مجيــــــداً ....
إذا مــا الشّمــــسُ غابـــــتْ لا يغيـــــبُ
وهــل مـن صــــارمٍ للحـــقِّ يُـرجـــى ....
عــــــــزومٍ لا يفـــــــــلُّ ولا يخيـــــــــبُ
فدونـــــكَ مـن أبـي فضــــلٍ وثوبـــــاً ....
كنازلـــــــةٍ هــي الفتـــــــحُ القـريــــــبُ
وحسبُــــكَ رايــــةٌ في كــــفِّ قــــرمٍ ....
شجـــاعٍ ، والـــرّؤى قَــــــدَرٌ مُـريــــبُ
فــإنْ يحمـــلْ تجــــدْ فتحــــاً مبينــــاً ....
يضيــــقُ بشمسِــهِ الأفُــــــقُ الـرّحيـــبُ
فكــــم مـن شامـــتٍ تسفــــو عليــــهِ ....
ريـــــــاحٌ والـرّيــــــاحُ لهــــا نعيــــــــبُ
تـــــدرّعَ غيضَـــــهُ فسقــــاهُ وِردٌ ....
فساقيـــــــةُ الحِمـــــامِ لــــهُ طلــــــــوبُ
وكـــم مـن دارعٍ فـي الحــربِ يُـرجى....
تــــــؤوبُ السّانحــــــاتُ ولا يـــــــؤوبُ
فمَـــنْ يبــــغِ الخلــــودَ بـــلا جهــــادٍ ....
تضــــقْ فيــــهِ المسالــــكُ والـــــدّروبُ
وحسبُــــكَ نخبـــــةٌ عقلـــــتْ خيــــولاً ....
فذلّــــــتْ عنـــــدَ مقدمِهـــــا الخطـــــوبُ
فـإنْ حملــــــتْ فجامحـــــةٌ وَثــــــوبُ ....
وإنْ عطفــــــتْ فضابحــــــةٌ خَبــــــــوبُ
ومـــا فيهــــا إذا حملــــــتْ عثـــــــارٌ ....
وإنْ عطفــــــتْ فمـــا فيهــــا عيـــــــوبُ
وقـــد دارتْ رُحاهــــــا وهــي بكــــــرٌ ....
كـــأنَّ فضاءَهــــــا بـــــــدمٍ خضيـــــــبُ
فــــدارتْ والحســـيـنُ لهــــا مــــدارٌ ....
وإنْ نــــــزلَ القضــــــا لا يستـريـــــبُ
وفـــــازَ بساحِهـــــا وِتـــــراً كميتـــاً ....
ولــم يُشفـــعْ ، فمــا فيهـــا مجيــــــبُ
كـــأنَّ فـــــؤادَهُ مـن غيـــــرِ مـــــاءٍ ....
كـــروَضٍ عافــــهُ الغيـــــثُ السَّكـــــوبُ
فهـلْ أنثــى الحـرابِ تُصيــبُ فيضـــاً ....
مــنَ المـــــاءِ الــــــزّلالِ وتستطيـــــــبُ
ومثلُــكَ سيـــدي مـن غيــرِ عـــــذبٍ ....
مبـــــــاحٍ ، لا تنــــــــالُ ولا تُصيـــــــبُ
فــإنْ تكــــنِ الشّهـــــادةُ خيــــرَ وردٍ ....
فــأنـــتَ لورْدِهـــــا القَـــــدَرُ الوَثـــــوبُ
أعــــارَ دمـــــاءَهُ للمجـــــدِ مجــــــداً ....
فكـــانَ المجــــــدُ مجــــــداً لا يغيـــــــبُ
فصلّــى عنــــدَهُ التــــوراةُ فـرضـــاً ....
وصلّــى عنـــدَ مـصرعِـــــهِ الصّليــــــبُ
فطهّــــرَ أرضَهـــــا بدمــــاءِ نحـــــرٍ ....
فــــدارَ مــــــدارَهُ الكــــــونُ العجيــــــبُ
* * *
تـرجّـــلْ حيـــثُ تـرتجــــلُ القلـــــوبُ ....
وأشفــــــقْ فالذّنــــــوبُ هـيَ الذّنـــــــوبُ
لَعمــرُكَ مـا الحيـــاةُ ســـوى مجـــازٍ ....
شبــــــــابٌ تُبتلــــــى فيهــــا وشيــــــــبُ
فمـــا للقـــــــومِ فـي صخــــبٍ وتيـــهٍ ....
بـــــــــلا زادٍ لآخـــــــــــرةٍ يُثـيــــــــــــبُ
فـــلا أهـــلُ السّياســــةِ أهـــلُ ديـــنٍ ....
ولا ديــــــنُ السّياســــــــةِ يستجيـــــــبُ
فـإنْ وعـــدوا ، فمـا صـدقــوا بوعــــدٍ....
وإنْ سلكـــــوا ، فمنعــــــرجٌ جَبــــــوبُ
فقـد رضعــــوا الجهالـــــةَ وهـي وردٌ ....
سقيـــــمٌ ، والسّـــرى ليـــــلٌ غـريـــــبُ
كـــأنَّ الدّيــــنَ مـركبُهـــــمْ ، ذلـــــولاً ....
بـــهِ يُستَحلَــــبُ الضّـــــرعُ الحَلــــــوبُ
فكيــفَ العيـــشُ فـي وطـــنٍ سليـــبٍ ....
وحقّـــــــكَ إنّـــهُ وطـــــــــنٌ سليـــــــبُ
فـــــدعْ عنــكَ البكـــــاءَ إذا تمـــادوا ....
فـــلا يجــــدي البكـــــاءُ ولا النّحيــــــبُ
ودعْ عنــكَ القعـــودَ وكــنْ عَزومـــاً ....
فــإنَّ اللـــــــومَ عــن وَهَــــنٍ معيـــــــبُ
وكــــنْ كالـزّاحفيــــنَ الـى المعالــي ....
فــــدربُ الـزّاحفيــنَ مــــــدىً قـريــــــبُ
وكـــنْ للخانعيـــنَ لســـانَ صــــدقٍ ....
يغــــــصُّ بـــهِ الجبـــــانُ المستـريـــــبُ
وحطّــــمْ دونهـــا الأغــــلالَ حتّــى ....
يعـــــــــجُّ بـرأسِهـــــــا رأيٌ خصيـــــــبُ
ولا تعجــبْ إذا مـا الـدّيــنُ أمســى ....
بـــــلا رســـــمٍ ولا سهــــــمٍ يُصيــــــــبُ
روايــــــاتٌ تُفَجَّــــــرُ كــلَّ حيـــــنٍ ....
صداهــا في النّفـــوسِ صـــدىً مـريـــبُ
فما فيهــا ســـوى زَبَـــــدٍ وخمـــطٍ ....
بــــلا أَثَـــــــلٍ ولا ســـــــــدْرٍ يطيــــــــبُ
كقـــاعٍ صفصـــفٍ تــــذروهُ ريـــحٌ ....
فــــــــلا روضٌ ولا أرضٌ عشـــــــــوبُ
كجلجلــــــــةٍ بـــــــوادٍ ليـــــسَ إلاّ ....
عقيـــــــــمٌ لا يُجـــــــــابُ ولا يُجيـــــــبُ
فكــنْ غيثـــــاً لقاحلــــةٍ جـــــدوبٍ ....
فدونـــــكَ كـربـــــلا ، ودقٌ صَبـــــــوبُ
رضعـــتُ حليبَهـــا إرثـــاً ولــــوداً ....
فنعــــــمَ الأمُّ ، بــل نعـــــــمَ الحليــــــبُ
رضعــتُ حليبَهــا ورضعــتُ حبَّـــاً ....
لسبـــــــطِ المصطفـــــى وبــــــهِ أذوبُ
تطــــلُّ نجومُــــهُ من ألـــــفِ بـــــابٍ ....
وكــــــونٍ فـي مجـرّتِـــــــهِ أجـــــوبُ
فــلا يومــــي يطــــلُّ بـــلا حُســيـنٍ ....
ولا للشّمـــسِ مـن ولهـــي غـــــــروبُ
فتوقــــظُ عنــدَ حضـرتِـــهِ قلـــــوبٌ ....
وتفــــرجُ تحـــتَ قبّتِــــــهِ الكــــــروبُ
كـــأنَّ فضـــــاءَهُ كــــونٌ فسيــــــحٌ ....
وأنَّ ضـريحَــــــهُ وطـــــــنٌ مَهيـــــبُ
فـــلا يـرقـــــى لقامتِــــــهِ بليـــــــغٌ ....
ولا يحظـــــى ببـردتِـــــــهِ أديـــــــــبُ
***********************************
علــي محمــد النصـراوي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat