كن وسطاً... !

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كن وسطا بين الاقتراب والابتعاد, فقيمتك في نطقك, ورزقك في توكلك, وأخلاقك في سلوكك, ومستقبلك في همتك, ومنزلتك في علمك, ودينك في اخلاصك , فاحرص أن تغرس في حقول القلوب زهرة ناصعة البياض, وأجعل الأرواح تبتسم في غيابك وكن ذاك الانسان البسيط الذي صنع أثر ثم عبر دون أن يجرح ويقسو ويظلم أحد, وكن وسطا في العلاقات فلا تتعامل بحدة عند أي خلاف ولا تتنازل عن حلمك ومستقبلك وهدفك ومصالحك, النجاح في العلاقات يكمن في اتقان فن المسافات فلا تقترب الى حد ابصار العيوب ولا تبتعد الى حد نسيان المحاسن, زن علاقاتك وكن وسطا, وكن متزن معتدلا, لا بعيدا فتنسي ولا قريبا فيكتفي منك, ولا ثقيلا فيستغني عنك ولا خفيفا يستهان بك, ولا تكن مهتما حد الاختناق فالقفص مهما كان جميلا لا يلغي حنين الطير للحرية, فالاعتدال كالخيط الدقيق يحتاج إلى ضبط الميزان حتى لا يطغى جانب على آخر، وفيه وبه تنتظم جواهر الفضائل والأخلاق الفاضلة, كان نزار قباني محقا حين قال: إذا لم يزيدك البعد حُباً فأنت لم تُحب حقاً.
يجب على الانسان أن يكون جوهر وروح يتجاوب مع الأحداث فيرق للضعيف ويألم للحزين ويحنو على المسكين ويمد يده للملهوف ينفر من الإيذاء ويكون مصدر خير وسلام لمن حوله, ويجب أن يكون صادقا في حياته قولا وفعلا ولا يكن متناقض بين قول جميل وفعل لا يليق به, كن إنسانا وفيا شهما عطوفا ورحيما حتى لو كان صدقك موجعا, كن صادقا وثابتا مهما كان الثمن, كن هينا لينا وهادئا وصادقا يحبك الخلق والخالق, وكن بلسما للجرح دائما ولا تكن علقما تزيد الجرح عمقا,  وكن مشرقا مهما استبدَّ بك الضجر, وكن بلسما يهدي السرور لمن عبر, واغرس لنفسك صالحا ترجو به طيب الأثر, هناك خمسون قاعدة في الحب كان أولها :كن صادقا مع من تحب والتاسعة والأربعون تعلم كيف تنساه اذا خذل قلبك!
هناك أشخاص كالبلسم الذي يلطف وينعم حياة من يكونون معه فهم كاليد الحانية التي تساعد أكثر ما تحبط وتعمر أكثر مما تهدم, وجودهم في حياتك اليومية ربما يخفف ولا تشهر بهم, وفي وقت الأزمات يكونوا نعم المعين الذي يأخذ بيدك سواء بالكلمة أو الفعل أو المساندة المحسوسة ,إن سعادة الإنسان  في ضميره الذي يدفعه الى المعاني الانسانية الأصيلة والتي تتوج صاحبها لحياة سامية أصيلة, الطيبون زهرة الحياة وبهجتها بهم تأنس الأرواح وتزهر الدروب.
كن طيباً مهما تجد في طريقك من أناس جُبلت نفوسهم على الأذى, وألفت الشر واعتادت أن تزرع الكره في الأرجاء, لكن حذارى أن تميل عن نهجك الطيب الى حيث يريدون, فليكن السمو اختيارك فالطيبون هم الأقوياء ولا يستخف بقوتهم الا الضعفاء! لان النفس تهرم وتشيب كالجسد تماما , فقد نري في مجتمعاتنا اليوم شخصا هرما مثقلا بالهموم وهو في ريعان شبابه والسبب في ذلك هو نفسه التي هرمت بداخله , فلا تلم نفسك وصالحها وسامحها وتجاوز عن اخطائها واذا اصابتك الهموم فاشغل نفسك ولا تركز على همومك لأنها ستزول وسترحل مع الوقت فاعتبرها مؤقته, ولكنك اذا ركزت عليها فان من المحتمل ان يـأتيك المزيد وستثقل همومك وكاهلك بها وستؤثر على نفسك وتؤذيها وبالتالي ستهرم روحك قبل شكلك, ان العاقل من يعرف كيف يتعامل مع مشاكلة وهمومة وتكون نظرنة نظرة تفاؤل وأمل لتطيل عمره ويصح جسده, فلتضع لنفسك مكانه لائقة, وكن وسطا كي لا تشيب قبل الأوان, فلقد صدق  أبو القاسم الشابي في قصيدته لحن الحياة حين قال :  ومن لم يعانقه شوق الحياة, ‎تبخر في جوها واندثر, ‎ومن لا يحب صعود الجبال, يعش أبد الدهر بين الحفر, أبارك في الناس أهل الطموح ,ومن يستلذ ركوب الخطر.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/10



كتابة تعليق لموضوع : كن وسطاً... !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net