الذكرى الخامسة لتحرير براوجلي وقرى شمال قضاء امرلي
محمد زيد ابوالقيس كهية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد زيد ابوالقيس كهية

في خضم الأحداث المؤلمة التي تعاقبت على العراق منذ سنوات عديدة وسقوط محافظات كاملة ابتداءا من 10 حزيران سنة 2014 تعرضت مناطق أطراف قضائي امرلي وطوزخورماتو إلى سيطرة التنظيمات الظلامية وبعد أشهر من ذلك قامت القوات العراقية بمختلف تصنيفاتها في تحرير هذه المنطقة وكان بدايتها فك الحصار عن امرلي في 31 من آب 2014 تلتها بعد ذلك تحرير مناطق شمال أمرلي في 1 تشرين الأول عام 2014 واليوم يمر ذكرى تحرير هذه المناطق من براثن تلك التنظيمات الظلامية.....
بعد خمس سنوات من تحرير هذه المنطقة عسكريا الا ان الإهمال هو السائد لجميع الخدمات وهو مخيم على كل نواحي الحياة في المنطقة التي أصبحت منذ خمسة سنوات اشبه بالتكنة العسكرية حيث لا انسجام مجتمعي بين أبناء تلك المناطق وتقاطع في العديد من مناحي الحياة فمع ان بعض القرى عادت بعد التحرير مباشرة الا ان عشرات القرى الأخرى أصبحت مهجورة من ساكنيها وبعضهم بقوا بذمة النزوح ليومنا هذا دون معرفة الأسباب الحقيقية لذلك....
ان تحرير المناطق كانت خطوة جبارة على ايدي رجال القوات الامنية العراقية البطلة بمختلف تشكيلاتها حيث كانت بمثابة اجتثات لجرثومة الشر المتمثلة بالتنظيمات الظلامية ولكن الخطوة الثانية ليست باقل أهمية من التحرير العسكري إن لم نقل انها توازيها أو تضاهيها بشكل كلي ألا وهو التحرير المجتمعي وإشاعة روح المواطنة الصالحة بين أبناء المنطقة الواحدة وروح البناء والنهوض بمجتمعنا غير ان هذه الخطوة الثانية لم ترى النور خلال خمس سنوات بعد التحرير العسكري ولم تطبق بأي شكل من الأشكال الا بشكل سطحي في بعض المناطق ، كل تلك الأشياء جعلت من التنمية في قضائي طوز وامرلي متوقفة وذلك لعدم وجود انسجام كما قلنا وخاصة مع التنوع المجتمعي الكبير الذي يزخر به هذه المنطقة المهمة استراتيجيا حيث يعتبر النقطة الرابطة لشمال العراق بالعاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية...
ان نكسة حزيران سنة 2014 كانت كبيرة جدا وتاثيراتها كانت كارثية على واقع المنطقة ومستقبلها وتآلف ابناءها حيث ظهرت في الساحة المجتمعية الانتهازيين وأصحاب النظرة المحدودة والافق الضيقة وأصحاب المصالح والاجندات التدميرية والتخريبية كل ذلك يضع جميع الخيرين وعقلاء المنطقة من شيوخ ووجهاء ومثقفي وناشطي المنطقة إضافة إلى المرجعيات الدينية وخاصة مرجعية سماحة السيد السيستاني صاحبة الفتوى الجهادية التي قلبت الموازين وغيرت ميزان القوى لصالح القوات العراقية يضع كل هؤلاء أمام مسؤولية التصدي لجمع الكلمة ورأب الصدع وإعادة النسيج المجتمعي إلى سابق عهده بما يحفظ للجميع حقوقهم ويصون كرامتهم ويعيش الجميع تحت مظلة المواطنة الصالحة والعيش الكريم....
ان استذكارنا لهذه الذكرى العظيمة يعيد إلى أذهاننا بطولات مقاتلي قوات التحرير بمختلف تشكيلاتها واسماءها الذين لبوا نداء الوطن وشحذوا هممهم وذادوا عن حياض هذا الوطن العزيز وكان وقود حماسهم هو فتوى مرجعية السيد السيستاني الذي كان لفتواه الكفائي دورا كبيرا جدا في كل عمليات التحرير بمختلف المناطق العراقية ابتداءا من امرلي ومرورا بتكريت والمناطق الاخرى وانتهاءا بالموصل فسلام على سواعد ابطال قواتنا المسلحة والرحمة والغفران على أرواحهم الطاهرة....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat