الشباب واضطراب السكن والنشور
نبيل علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نبيل علي

خلق الله عز وجل الإنسان وجعل فيه القابليات والطاقات لكي يحقق الغاية التي من أجلها خُلق ، وعلى الرغم من كل الطاقات الكامنة في الانسان إلا أنه محدود في هذه الدنيا من كل النواحي، ومن أوضح اشكال هذه المحدودية هو الشعور بالتعب والحاجة إلى أخذ قسط من الراحة ليعود بعدها إلى مزاولة اعماله، ومن اشكال الراحة والسكينة للإنسان هو النوم، فالإنسان حاجته إلى النوم يومية، وقد جعل الله عز وجل لهذه الحاجة وقتًا يكون فيه الإنسان أكثر طمأنينة وبأمس الحاجة إلى السكون والراحة ، وهذا الوقت هو الليل ، قال تعالى : ( وَ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) وقال: ( وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَ النَّوْمَ سُباتاً وَ جَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً ) وقال : ( وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) .
فبناءًا على هذا يكون النوم والراحة في الليل ، أما النهار فهو الوقت المخصص للمعاش والنشاط وعمارة الارض والعمل لما فيه خير الدنيا والآخرة .
ولكن مما يؤسف عليه أن الكثير من الشباب المنبهرين بالحضارة المادية التي تغزو العالم اليوم قد انقلبت عندهم الموازين ، واضطربت عندهم الفطرة السليمة في كثير من الامور ، ومنها قضاؤهم الليل وهم يلعبون ويلهيهم التطور التكنولوجي الحاصل في وسائل التواصل والالعاب الالكترونية، فلا ينامون إلّا بعد أن تشرق عليهم الشمس، فيضيعون بذلك راحتهم بالليل ومعاشهم بالنهار.
ولعل هذا من ابرز أسباب تدني المستويات العلمية لديهم ، وكذلك من أسباب البطالة والفقر، وضياع الحقوق، والخمول، والإصابة بالأمراض البدنية والنفسية، لدى شرائح واسعة منهم.
ومعلوم أن عودة هؤلاء الشباب إلى فطرتهم ، وسعيهم في تنظيم وقتهم سيكون له أثر كبير في الحياة، إذ يعد الشباب اهم ركيزة من ركائز التقدم والإصلاح في كل مجتمع.
فالوقت لا يطول ولا يقصر وهو نفسه عند الكل، ولكن المتغير هو السلوك الانساني وطبيعة تنظيمه للوقت بما لا يخالف الفطرة والعقل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat