من سلسلة جرائم البشرية ( اعتراض الملائكة)
احمد احمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد احمد

حينما خاطبت الملائكة الجلالة قبل تكوين الخليقة معترضة على ان يكون الانسان هو خليفة الله في ارضه "اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" والتي اخبرنا الله سبحانه وتعالى بقصتها كاملة تامة في محكم اياته كان ذلك الحديث الذي دار في محله تماما فتلك الصفتين متوسمات ببني ادم فالملائكة لا تعلم الغيب ولكن لربما كان هنالك قبل ادم الف ادم،وقد دونت تلك القضايا وكانت الملائكة بمثابة شاهد عيان حتى ابليس ابى السجود فأي ذنب اقدم على فعله بني البشر شوه صورته في عيون خلق الله .
لا يخفى على احد منكم و قد ينتابنا نوبة من الذهول وتقف جوارحنة صامته لا تعي ما الذي يحدث وتستغرب كل تلك الاحداث التي تدور بين البشر والتي هي في الاصل من التصرفات المقيتة لدى الحيوانات وصفات متلازمة معها وعرفت بها كنوع من انواع الصراع من اجل البقاء فما بالك لو التصقت بالبشر .
لا اعلم ما يعانيه بعض البشر في سلوكهم وطريقة تعاملهم الوحشية التي تحمل جواز السادية وهوية انعدام الاخلاق وتضارب مواقفهم مع الدين والتي لم ياتي بها احد من قبلهم في الاديان البقية كون صفة الانسانية انعدمت منهم ونمت داخلهم الصفة الحيوانية على العكس من باقي الاديان الاخرى فهي تضع الانسانية والتراحم على قمة الهرم .
قد اكون في نضركم ساذجا او بي هوى مما اقول او انني افسر الامور حسب وجهة نظري لكن اعتقد وانا ارى دهشة اغلب الناس حينما يشاهدون بأم عيونهم كل تلك الامور التي تشمئز منها النفوس او ربما حينما تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي انه اكبر دليل على ان اغلب الناس تمقت وتبغض هذه الوحشية سواء بالتصرف او بالقول لكن لاتحرك ساكنا لايجاد حلول جذرية وبذلك نحمد الله انه لايزال للانسانية نبض يتحرك .
الامر لا يخص فئة معينة من الناس بل هو كالطوفان يسحق كل من جاء بطريقه بلا رحمة ومن يقدم على تلك الافعال يثبت على نفسه ان انسان سايكو وعلى السلطات ان تضعه في محجر خاص به بعيدا عن الاحتكاك بالناس وخصوصا الاطفال لان ما دار عليهم منذ ٢٠٠٣ والى الان لايمت الى الرحمة بشيء لامن قريب ولا من بعيد وهم يكتمون في داخلهم ويكون مطر عيونهم حديث مطول يحمل آلما وحزن عميق.
احببت هنا ان اتناول احدى ابشع واقذر الاعمال آنفة الذكر (في حديث الملائكة) واميط اللثام عنها لتدون في صفحات التاريخ علنا نجد لها حلا او نمهد الطريق للاخرين المختصين بهذا المجال بعيدا عن الخوف والحياء والملامة والعار الذي قد يلحق بالضحية حتى بعد مماتها بايقاف ذلك المجرى من الجرائم . فظاهرة اغتصاب الاطفال ثم قتلهم بطريقة وحشية واسمحوا لي بان اقول عنها ظاهرة لانها بالفعل اصبحت كذلك فهي سوسة تنخر جسد العادات والخوف من الله وخلع رداء الانسانية ووضع قناع الوحشية مع سبق الاصرار .
تصرفات يندي لها الجبين وتدمع لها العيون فما حيلة ذلك الطفل البريء سواء كان فتاة ام ولد وهو من شفافية براءته يجري خلف قطعة حلوى دون ان يكون بمخيلته انه طريق لاعودة فيه وان كان لم يفارق الحياة فربما اول رسمة له ستكون بمثابة الصدمة للاخرين وسيعيش مع ذاته بعقدة نفسية تعتبر قنبلة موقوتة ذات يوم تشكل عاهة مستديمة اخرى لادخل له بها تضاف الى العاهات الموجودة في المجتمع وما اكثرها هذه الايام .
كان مسبقا للزاد والملح والكلمة الطيبة دور مؤثر في نفوس الناس يكون بذرة تنمو وتكبر داخلهم لتنثر عبق حيائها وخجلها من اي تصرف سلبي قد يهز تلك الثقة او يزيحها من مكانها لان المجتمع مسبقا كان يضع الانسان السوي في محجر بلا حجر بعدم التعامل معه و يقطع معه السلام حتى يصل به الحال الى الانتقال الى مكان اخر كي تقتله الملامة والندم ويرجع الى عقله ورشده اما اليوم فالجاني يسرح ويمرح في كل مكان ويتصرف كما يحلو له ناهيك عن الفساد في المؤسسات الحكومية ومنها وزارة العدل والانتماءات الحزبية التي ترفع عن الجاني تحت مضلتها اي حكم بتضليل العدالة والذي اصبح سببا اخر لانحلال المجتمع وفتح باب للتفنن بالجريمة لان من أمن العقاب للاسف أساء الادب .
ياترى هل الخلل فينا ام في المجتمع ام في طريقة تربيتنا لاطفالنا ام ان الفقر والعوز والحرمان يخرج الانسان من جسده ليتحول الى غول كأن في داخله حقد دفين لايرتوي الا بهذه الافعال الشاذة والسادية التي ينذهل من براعة مقترفيها حتى الشيطان ويقف حائرا من وصفها .
هذه دعوة لكل المؤسسات الحكومية المختصة بتطبيق وفرض القانون بان يكون القصاص بالجاني فيما يخص هكذا جرائم غير رحيم ابدا وان تنزل بحقه عقوبات رادعة والدعوة ايضا لكل الاباء والامهات لاخذ الحيطة والحذر وان يكونوا مظلة لابنائهم يستضلون بها وان يعلموهم على قول الحقيقة مهما كانت وعدم مخالطة الغرباء والحديث معهم الا بحضور احد الاباء وعدم فسح مجال ولو جدا صغير ولاي سبب كان او تحت اي ظرف بان يغيب عن الانظار بحجج واهية وتكثيف المعلومات بهذا الصدد كي يكون هنالك مخزون لا باس به بهذا الصدد لحماية الابناء من كل سوء قد يلحق بهم لا سامح الله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat