صفحة الكاتب : نزار حيدر

هكذا أَضرَّ العربُ بالعراقِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   في برنامجٍ خاصٍّ لمناسبةِ حلولِ العام الميلادي الجديد إِستضافتني قناة [العراقيَّة] الفضائيَّة لتحليلِ أَهمِّ الأَحداث التي شهدها العالَم في العامِ الذي مضى.
   ولقد تطرَّقتُ من بينِ هذه الأَحداث إِلى جريمة [محمَّد بن سلمان] في قنصليَّة بلادهِ في إِسطنبول وكذلك الإِنخفاض الحادِّ في أَسعار البترول وأَثر ذلكَ على العراق باعتبارهِ دَولة تعتمدُ على البترولِ فقط.
   كما تطرَّقتُ إِلى العمليَّات العسكريَّة التي ينفِّذها نسور الجو في القوَّات الجويَّة العراقيَّة في عُمقِ الأَراضي السوريَّة ضدَّ الإِرهابيِّين لحمايةِ أَمنِ العراق ولتنظيفِ المناطقِ الحدوديَّة من تواجدهِم، كَون الأَمن في المنطقة همٌّ مُشتركٌ بينَ البلدَين.
   أَمَّا في حديثي لقناةِ [النِّيل للأَخبار] الفضائيَّة المصريَّة فكانَ كما يلي؛  
   ١/ مشكلةُ النِّظام السِّياسي العربي مع العراق الجديد أَنَّهُ تعاملَ معهُ بعنصريَّةٍ وطائفيَّةٍ ولذلك ظلَّ يُناصبُ لهُ العداء منذ التَّغيير عام ٢٠٠٣!.
   فبينما كان العراقيُّون يلعقُون جراحهُم ويُلملمُونَ أَحزانهم ومعاناتهُم بعد سقوط نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، ليبدأُوا عصراً جديداً، كان النِّظام السِّياسي العربي يُلملم خلافاتهُ ويجمع شتاتهُ ويوحِّد صفوفهُ ويتَّحد بمواقفهِ ضدَّهم ليُطلق عليهم كلابهُ المسعورة من فُقهاء التَّكفير الذين أَصدروا فتاوى القتل والفتك والتَّحريض والعناصر الإِرهابيَّة التي تجمَّعت كالجراثيم من كلِّ حدبٍ وصَوبٍ في العراق لتفجِّر وتُدمِّر وتذبح! بينما كان إِعلام النِّظام السِّياسي العربي يصوِّر الإِرهابيِّين كمُجاهدين أَبطال يُقاتلون في سبيلِ الله تعالى فيُقتلونَ ليحضرُوا وجَبات الغداء في الجنَّة مع رسولِ الله (ص)!.
   لقد اشتركَ في تدميرِ العراق إِرهابيُّون من مُختلف الجنسيَّات بمَن فيها مِصر [الكِنانة]!.
   ٢/ واليوم وبعد أَن ارتدَّ الإِرهابُ إِلى عُقر دورهِم وذاقُوا منهُ بعضَ ما ذاقَ العراقيُّون! فإِنَّ العراق يفتح ذراعَيهِ لكلِّ جيرانهِ شريطةَ أَن يكونُوا قد استوعبُوا الدَّرس فلا يتدخَّلون مرَّةً أُخرى بشؤُونهِ الداخليَّة! أَو يسعَون لتحويلهِ إِلى ساحةٍ مفتوحةٍ لتصفيةِ حِساباتِ بعضهِم البعض الآخر! فالعراقيُّون يرفضُون رفضاً باتّاً أَن تكونَ بلادهم كذلك!.
   ٣/ كلُّ دعوةٍ تصدرُ عن السياسيِّين للمُطالبةِ برحيلِ أَو بقاءِ أَيَّة قوَّات أَجنبيَّة في البلاد، مهما كانَ صِنفها ومهامَّها، خارج إِطار مؤَسَّسات الدَّولة فهو تهريجٌ رخيصٌ ونِفاقٌ سياسيٌّ الغرض منهُ تصفية حسابات واستعراض عضلات ليس إِلَّا!.
   والعراقيُّون يعرفونَ أَجندات كلِّ السياسيِّين المرتبطينَ خارج الحدود ويعرفونَ جيِّداً أَنَّهم بتهريجهِم ينفِّذون اأَندات قِوى خارج الحدُود!.
   كما يعرف العراقيُّون جيِّداً بأَنَّ القوم في السرِّ غيرهُم في العلنِ!.
   لو صدقَ المهرِّجون لناقشُوا الأُمور تحتَ قُبَّة البرلمان! وليسَ في منابرهِم الحزبيَّة! فلماذا لا يفعلونَ ذلك؟! أَوليس لأَنَّهم لا يريدُون الإِلتزام بشيءٍ يضرُّ علاقاتهُم الخاصَّة مع هذهِ القُوَّة الإِقليميَّة أَو تلكَ الدوليَّة؟!.
   أُكرِّرُ ما قُلتهُ سابقاً؛ فإِنَّ كلَّ القوَّات الأَجنبيَّة في البلادِ موجودةٌ في إِطارِ إِتِّفاقاتٍ ثُنائيَّة، في شرعيَّة دستوريّاً وقانونيّاً، دوليّاً وسياديّاً! وهي تشبهُ بالتَّوصيفِ القانوني أَيَّ تواجدٍ أَجنبيٍّ في أَيِّ بلدٍ في هذا العالَم!.
   ٤/ إِثنان يخلُطان الأُمور فيما يخصُّ الحشد الشَّعبي؛
   أَوَّلهُما؛ همُ المتربِّصون الذين يصِفونَ الحشدَ بالميليشيا! للطَّعنِ بهِ وبهويَّتهِ وشرعيَّتهِ، وهو أَمرٌ يُجافي الحقيقة! فالحشدُ الذي تأَسَّس بفتوى المرجعُ الأَعلى لهُ الفضلُ بعدَ الله تعالى في حمايةِ البلادِ من الإِرهابيِّين وتحريرها من دنسهِم! وهو الآن مؤَسَّسةٌ قانونيَّةٌ تمَّ تنظيمُ علاقتها مع القوَّات المُسلَّحة بالقانون الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب.
   ثانيَهُما؛ الميليشيات التي تسعى لشرعنةِ وجودها في البلادِ بعنوانِ الحشدِ وهي ترفضُ الإِنضواء في القوَّات المُسلَّحة في إِطار قانون الحشد الشَّعبي!.
   ولا يختلفُ إِثنان على أَنَّ كلَّ فصيلٍ مسلَّحٍ يرفضُ قانون الحشد ولا يقبل الإِلتزام بهِ فهو ميليشيا بالتَّوصيف الدُّستوري مهما حاولَ خلط الأُمور أَو حمَلَ تسمياتٍ [مقدَّسة] فقانُون الحشد الشَّعبي واضحٌ ولا يحتاجُ إِلى كثيرِ عناءٍ لنعرفَ من الذي ينطبق عليهِ ومَن الذي لا ينطبقُ عليهِ!.
   ٥/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ واشنطن وحليفاتها الغربيَّات فشلت فشلاً ذريعاً في سوريا!.
   كما أَنَّ مشروع البترودولار التَّدميري الذي قادتهُ نُظم القبائل الفاسِدة الحاكِمة في الخليج، وعلى رأسها الرِّياض والدَّوحة والإِمارات، فشلَ فشلاً ذريعاً سواءً في سوريا أَو في اليمن أَو في عمومِ المنطقة!.
   أُنظرُوا كيفَ عادُوا صاغرينَ إِلى دمشق يجرُّون أَذيالَ الهزيمةِ والخزي الأَبدي والعار التَّاريخي!.
   أَتمنَّى على النِّظام السِّياسي العربي أَن يصحو من غفلتهِ فيتعلَّم من تجاربهِ فلا يتورَّط ضدَّ بعضهُ البعض الآخر! فليس بالأَزَمات يحمُونَ كراسيهِم!.
   ٦/ يخطأ الرَّئيس ترامب عندما يتعامل بهذهِ الطَّريقة، فلا سوريا لُقمةً سائغةً لتُركيا ولا العراق لُقمةً سائغةً لإِيران!.
   ٣١ كانُون الأَوَّل ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/02



كتابة تعليق لموضوع : هكذا أَضرَّ العربُ بالعراقِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net