كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

هل حكومة عادل عبد المهدي قادرة على قهر المستحيلات ؟!

بالرغم من مرور خمسة عشر عاما بعد التغيير، تثار اسئلة من المستحيل عزلها عن مكوناتها الواقعية : ما الذي على المواطن _ المواطن بمعنى الكلمة _ ان يقدمه كي يبني دولة ( حديثة ) لها علاقات صحيحة مع دول العالم ، وما الذي لم يقدمه هذا المواطن كي يضطر الى ( التذمر ) و ( التظاهر ) و ( التمرد ) ، و يقوده اخيرا الى ( المعارضة ) ، بمختلف اشكالها من ناحية، وما الذي على الحكومة ان تقدمه للشعب من ناحية ثانية .

انها علاقات ترجعنا الى ازمنة نشوء المجتمعات ، من القرية الى العواصم الكبرى علاقة لديها مسؤوليات ازاء الاخر ، مثلما على الاخر واجبات يحّتم عليه ان يؤديها ، كي يعمل كعمل اجزاء الساعة - اعضاء الجسد - و كعمل كل نحلة في خلية النحل ... مع ان التقدم الحاصل في العلاقة بين الشعوب ومن يقودها ، دينامية وليست استنساخا و تكرارا .. شفافة وليست بيروقراطية .. مرنة وليست احادية ... الخ كي تأخذ المعادلة وضوحها المنطقي - الواقعي - بدل ان تحافظ على انساقها القديمة . هل توفرت للمواطن قدرات ان يجتاز ازمنته السلبية : العمل ، المعرفة ، السكن ، الصحة ... الخ كي يمتلك وعيا بالقانون كالواجبات والحقوق و يمارس دوره مواطنا ( معاصرا ) و ( حديثا ) ازاء الازمات و ازاء المستجدات القائمة على التحولات و التراكمات وفك عقدها و العبور من ( الازمة ) الى معالجتها بالقوانين والمنطق ... و هل توفرت لهذا ( المواطن ) قدرات خلاقة تسمح له ان لا يرى في ( الحكومة ) عقبة بل اداة للتحرر من قيود الازمنة السابقة ، ليأخذ دوره في الممارسة الديمقراطية : حرية العمل ومن ثم حرية التعبير بدل ان يجد انه ازاء سلبيات تحاصره من جهات مختلفة: كالفساد و رداءة الخدمات والارهاب وقد ادت الى خسائر غير قليلة في الارواح و في الممتلكات و حولت مشروعات التنمية الى عثرات ... ؟ و الامثلة تبقى شاخصة ليس بعدد الايدي العاطلة عن العمل و نسبة الفقراء و اعداد الايتام والارامل و من غادر الوطن فحسب بل بالسياق الذي ادى الى ظهور الازمات وردود الفعل عليها .

ومن ناحية ثانية هل ادت الحكومة الدور الحديث في مجال التحول و معالجة اسبابه ... كي تحافظ على منهجها الديمقراطي بالدرجة الاولى و قدراتها على تفكيك ( الازمات ) و المضي بتأسيس دولة تعمل : كعمل العقل السليم في الجسم السليم !

اسئلة تتطلب قراءة يومية صريحة كي يأخذ القانون - وليس اي شيئ اخر - عمله كممارسة يدرك فيها المواطن انه عضو يسهم بالبناء بعد ان تكون ( الحكومة ) - اية حكومة - مسؤولة عن تحقيق الحدود الدنيا في مجالات توفير الضروريات و الخدمات بخطط معاصرة بعيدا عن الانشغال بالتفاصيل الثانوية .

لان اي خلل في هذه العلاقة لا تكون نتائجها مضمونة للحكومة فحسب ، بل بالمجتمع و هو يسهم ببناء اسس مستقبله بدل الدوران وبدل اضاعة الزمن .. و ذلك لان الشعب هو من ينتج حكومته ، مثلما ستكون الحكومة ، قدوة لقهر المستحيلات ، وعلامة تأخذ موقعها في البناء الحضاري .

طباعة
2018/11/21
2,640
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!