عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الخامِسَةُ (١٧)
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

عاشوُراء كلُّها أَملٌ وليسَ في كربلاء ومعها أَيَّ يأسٍ! فالتضحيةُ والشَّهادةُ هي مستقبلٌ أَوَّلاً أَوَلم يقُل رَسُولُ الله ص {جاهِدُوا تُورِثُوا أَبناءَكُم عِزّاً} والوِراثةُ مُستقبلٌ كما هُوَ معلومٌ.
وإِنَّما نُحيي عاشوراء [الماضي] وعينُنا على المُستقبل [الإِنتظار] الذي سيكونُ بإِذن الله تعالى أَفضلُ بكثيرٍ من الحاضرِ {يلمؤُها قِسطاً وعَدلاً} ولأَنَّ العاشورائييِّن ينتظرُون الْيَوْم الموعُود بالعملِ والجهادِ باذلينَ مساعيهِم لتحقيق التَّغيير المرجُو مصداقاً للحديثِ الشَّريفِ {جهادُ أُمَّتي إِنتظارُ الفرَج} ولذلك فهُم مفعمُون بالأَملِ فليس لليأسِ في قاموسهِم مطرحٌ كما يقولُون.
إِنَّ مَن ترى في عينيهِ اليأس فهو ليسَ عاشورائيّاً أَبداً! وأَنَّ مَن تلمس في نبراتِ حديثهِ يأساً فهو الآخرُ ليسَ عاشورائيّاً بالمُطلق! فالعاشورائيُّ أَملٌ كلُّهُ!.
عاشوراء واليأسُ على طرفَي نقيضٍ! وكربلاء والإِحباط ضرَّتان لا تجتمعانِ أَبداً! والحُسينُ السِّبط (ع) والأَملُ توأَمانِ وُلِدا معاً ولن يموتا أَبداً مهما امتدَّ الزَّمن!.
إِنَّ مَن يَقُولُ؛
*مَيفيد!
*أَسمعتَ لو ناديتً حيّاً!
*{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ}!
*ماذا تُفيدُ أَو يمكنُ أَن تفعلَ التَّضحية!
*أَغلبُ الظَّن سيكونُ المُستقبل أَسواء من الحاضرِ ولذلكَ فإِنَّ عدم التَّضحية أَفضل!.
*ليسَ بالإِمكانِ أَفضلُ مِمَّا كان!
*دعِ الأُمورَ على ما هِيَ عليهِ خشيةَ أَن تتدهور أَكثر!
وهكذا...
هؤلاء ليسُوا عاشورائييِّن أَبداً، فلقد علَّمتنا عاشوراء أَنَّ التَّضحية لم ولن تضيعَ! فإِذا تناساها البعضُ أَو لم يُعرها أَهميَّةً آخرون فهذا لا يعني أَنَّ كلَّ النَّاسِ كذلك.
يَقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْء مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ)}.
كما علَّمتنا عاشوراء أَنَّ مجرَّد التَّفكير بالتغيير والإِصلاحِ ينفع، فكيفَ إِذا صاحبهُ عملٌ وسعيٌ وتضحيةٌ؟!.
عاشوراء مصدرُ أَملٍ دائمٍ ومستمرٍّ، فبالأَمل يحيا الإِنسانُ وبهِ يتطلَّعُ ويعملُ للمستقبلِ.
ولذلكَ أَصبحت كربلاء مصدرُ إِلهامٍ للنَّاسِ كافةً!.
لأَنَّها تمنحنا الأَمل في؛
أ/ أَنَّ التَّضحيات لن تذهب سُدىً مهما طالَ الزَّمن! فهي تُنتِجُ وتُثمِرُ في نِهاية المطاف.
ب/ وأَنَّ الإِصلاح فكرةٌ وهو كلمةٌ قد لا تعيشَ لترى النَّتائج ولكنَّهُ في نِهايةِ المطاف يتحقَّق.
ج/ إِنَّ تحقيق الهدف يحتاجُ إِلى صبرٍ وأَناةٍ فالذي يستعجلُ النَّتائج لا يقدِمُ على تضحيةٍ أَبداً! وأَنَّ مَن يشترط أَن يرى النَّتائج بأُمِّ عَينَيهِ قَبْلَ أَن يُضحِّي لا يقدِم عليها أَبداً!.
إِنَّ صِناعة الأَمل بحاجةٍ إِلى أَن تكونَ ذا أُفُقٍ بعُرضِ كيلومترٍ! أَمَّا الذين أُفقَهم بعُرض سنتيمترٍ واحدٍ فلا يمكنُ أَن يصنعُوا الأَملَ أَبداً!.
وهيَ [صِناعةُ الأَمل] بحاجةٍ إِلى أَن تنظُرَ إِلى المستقبلِ ولا تتلفَّت إِلى الوراءِ إِلَّا بمقدارِ ما يُساعدُك ذلك في استكشافِ الطَّريقِ فقط!.
١ تشرِينُ الثَّاني ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat