( إلى عبيد الله بن الحر الجعفي في تردده ، و ندمه ، و اضطرابه )
وَجهُكَ مُلتَصِقٌ بوَجهِ العُتْمَةِ
َو سُّمُ الحَسْرَةِ
يَصُرُّ فِي أحْشَائِكَ .
الزُّجَاجَاتُ القَصِيَّةُ .. فَارِغَةٌ
وَ يَأسُكَ رَمْلٌ يَتَّسِعُ
"لا الكُوفَةُ أمُكَ
وَلا البَصْرَةُ أبُوكَ"
ولا الطَّفُ طَفُّكَ .
تَخْفِقُ قَدَماكَ
بينَ حَرفَينِ
وَتَشرَبُ عَينَاكَ الحَائِرَتانِ
ظِلَّ الأصْواتِ المَجْهُولَةِ
لَستَ آخِرَ الخُشُبِ المُسَمَّرةِ بالهَواجِسِ..
وَ لكنَّ رَايتَكَ الفَرَاغُ !
.....
قُلْتَ أنَّ الصَّباحاتِ
تُهروِلُ فِي صَدرِكَ
كُلَّما أغْمَضَ الجَسَدُ لُؤلُؤَتَيهِ
وأشْعَلَتْ وعُولُكَ النَّزِيفَ
أَ وَ لَيسَ مَنْ سَرَقَ مِرآتَكَ
وَ عَلَّقَ جَفْنَي خَيْمَتِكَ
بِشِفاهِ العَاصِفَةِ ،
هوَ مَنْ فَتَحَ للفَراشاتِ
نَوافِذَ لوحَتِكَ اللائِبة ؟؟
صَحْراؤكَ اليَانِعَةُ
فِي جَوفِ ذِئبٍ
يَعدُو
وَراءَ
قَطِيعِ
غُيُومٍ
فِي ظَهِيرَةٍ قَائِظَةٍ !
يا عُبَيدُ !
لا تَسْتَطيعُ أنْ تَلْمَسَ
فَجْرَ الرَّبِيعِ الشَّاسِعِ
مَا عُدَّتَ تَقْوى عَلى ذلِكَ
وَ لا ألفُ "مُلْحِقةٍ" تُوصِلُكَ
و مَا عَادَ صَحنُ عُمْرِكَ يَتَسِعُ لذلِكَ
وَالآن :
قِفْ مِلءَ طُولِكَ .. و صِحْ :
خُذْ حَتَّى تَرضَى
...
... وَ لَنْ تَفْعَلَ !!
البصرة
8 /12 /2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عبيد الله بن الحر الجعفي :عاش حياة مضطربة ، امتنع عن نصرة الحسين (ع) ، وندم على ذلك وكتب شعراً يتحسر فيه على عدم النصرة ، ثم انضم إلى مصعب بن الزبير لمحاربة المختار ، وبعدها فارقه إلى جيش عبد المللك بن مروان !! توفي 68 هـ . و"الملحقة" فرسه التي وصفها بقوله ( ما طلبت عليها شيئاً قط إلا لحقته ، و لا طلبني وأنا عليها أحدٌ إلا سبقته) ، وفي النص إشارة لبيته الذي يقول فيه:
فلا كوفةٌ أمي ولا بصرةٌ أبي ولا أنا يَثنيني عن الرحلة الكسلْ

التعليقات
يوجد 2 تعليق على هذا المقال.
شكراً جزيلاً لمشاعرك الطيبة
ولكلماتك الجميلة
أسأل الله تعالى أن يتفضل عليكم وعلينا جميعاً بشفاعة الحسين يوم الورود
مع احترامي
علي
انتظر بشوق ابداعك
فكل يوم تزداد رونقا وبهجة
وخاصة عندما يجود قلمكم في حب اهل البيت عليهم السلام
دمت ناصرا للحسين عليه السلام