ترامب يعود إلى الجمعية العامة وسط حالة دبلوماسية دولية من التخلي عن الطموحات الكبرى

 من المعروف أن الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة يعد الحدث الأكبر في جدول الأعمال الدبلوماسي، حيث يصعد زعماء العالم إلى المنبر لإلقاء كلمات باسم دولهم

، والتربيت على أكتاف بعضهم البعض في اللقاءات الثنائية التي تعقد على هامش الاجتماع.

ومن بين الوجوه الجديدة التي من المقرر أن تلقي بيانات بلدانها إمرسون منانغاغوا رئيس زيمبابوي، التي كان رئيسها السابق روبرت موغابي ضيفا مألوفا في فعاليات الأمم المتحدة منذ عام 1978.

كما من المنتظر أن تصحب رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن مولودها الرضيع الذي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر إلى نيويورك، وتعد أرديرن ثانية رئيسة حكومة تضع مولودا خلال فترة توليها منصبها.

وتحتل الولايات المتحدة بشكل تقليدي مكانة محورية في فعاليات الجمعية العامة، حيث يأتي رئيسها في المرتبة الثانية بقائمة المتحدثين أمامها، وستتركز كل الأنظار على الرئيس دونالد ترامب هذا العام وهو يلقي بثاني كلمة له أمام هذا التجمع الدولي، بعد مشاركته فيه لأول مرة العام الماضي، ولكن هذه الأنظار ستتوجه إليه، ليس لأسباب وجيهة لكن توقعا للأخطاء التي يقع فيها.

فقد تبدد العامل المتمثل في كونه رئيس جديد أثناء إلقاء كلمته العام الماضي، والتي كانت الأولى له منذ توليه الرئاسة، ولكن ما يتبقى الآن هو مشاعر القلق من أن يتصرف بشكل سيء، مثلما حدث أثناء انعقاد قمة الدول الصناعية الكبرى السبع، أو قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك وفقا لما يقوله ريتشارد جوان الباحث البارز بجامعة الأمم المتحدة للدراسات الأكاديمية والبحوث والذي عمل أيضا بجامعتي نيويورك وكولومبيا.

ويضيف جوان إن “سيناريو الكابوس لدى الجميع يتمثل في أن ترامب سيكرر سلوكه السابق الذي انتهجه أثناء قمة الناتو، وسيبدأ في انتقاد الدول الأخرى بسبب عدم مشاركتها بما فيه الكفاية في ميزانية الأمم المتحدة، وتوجيه التهديد بقطع التمويل عن هذه المنظمة الدولية”.

وهناك أيضا إمكانية قيام ترامب بتبادل المشاحنات مع الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان، أو مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث ساءت العلاقات بين هذين الرئيسين وبين ترامب، ومن المقرر أن يقوما بإلقاء كلمتيهما في ذات اليوم الذي سيلقي فيه ترامب خطابه.

بل حتى النجاحات الدبلوماسية السابقة التي حققها ترامب، وأساسا قمة سنغافورة التي عقدها مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، قد لا يكون لها تأثيرها الإيجابي الواضح، وثمة آمال كبيرة في أن يأتي الزعيم الكوري الشمالي للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة لأول مرة، غير أن بيونغ يانغ تعتزم إرسال وزير لإلقاء كلمتها.

ويشير جوان إلى أن كوريا الشمالية تعد بمثابة “الشبح في الاحتفال”.

ومع ذلك فإن القمة مع الزعيم الكوري الشمالي تمثل تقدما في العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ، فقد هدد ترامب في خطابه الأول الذي ألقاه أمام الجمعية العامة العام الماضي، “بتدمير كوريا الشمالية تماما”، ووصف زعيم هذه الدولة النووية المارقة بأنه “الرجل الصاروخ” نسبة إلى تطويره للصواريخ بعيدة المدى.

وأعلن البيت الأبيض أن بيونغ يانغ بعثت مؤخرا برسالة إلى الرئيس ترامب تطلب فيها عقد قمة ثانية، وقد تكون هذه الدعوة محاولة لتهدئة واسترضاء ترامب، ومنعه من استهداف الزعيم كيم في خطابه أمام الجمعية العامة مرة أخرى.

غير أن جوان يرى أنه من المرجح أن يمثل الاتفاق النووي الإيراني في فعاليات الجمعية العامة هذا العام “قضية مانعة للصواعق” بالنسبة لترامب.

وأعلنت الولايات المتحدة أن ترامب سيرأس اجتماعا لمجلس الأمن الدولي يركز من بين قضايا أخرى على “عدوان إيران المزعزع للاستقرار ورعايتها للإرهاب”.

وبددت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة الشائعات التي كانت قد ترددت، بأن ترامب سيعرض خطته التي تم انتظارها طويلا حول السلام في الشرق الأوسط خلال فعاليات هذه الدورة، حيث قالت هيلي إن الخطة قاربت على الانتهاء ولكنها لن تطرح أثناء الاجتماعات ذات الشق الرفيع من الجمعية العامة.

ومن المؤكد أن تدرج القضية السورية في قائمة المناقشات في الاجتماعات الثنائية للزعماء بنيويورك، حيث أمضى زعماء العالم الأسابيع القليلة الماضية في مناشدة موسكو وحكومة بشار الأسد، بتجنب معركة دموية في إدلب التي تعد آخر معقل لمسلحي المعارضة في سوريا.

ومن المرجح أن يدعو زعماء العالم في كلماتهم أمام الجمعية العامة للاستمرار في الاتفاقيات متعددة الأطراف التي تخلى عنها ترامب، مثل اتفاقية باريس للمناخ واتفاق إيران النووي.

وعلى هامش الفعاليات من المقرر أن يلتقي وزراء الدول وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، لمناقشة أزمة تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة والتي تعرف باسم (أونروا)، بعد أن أعلنت واشنطن مؤخرا أنها ستقطع جميع الإمدادات المالية عنها.

وتعهد غوتيريش، وهو مدافع قوي عن اتفاقية باريس للمناخ، بالضغط على الزعماء لمواجهة التغيير المناخي، حيث دعا حكومات العالم إلى “كسر حالة الشلل” وذلك من خلال كمة ألقاها منذ أسبوعين قبل بدء أعمال الجمعية العامة.

وخلال الاجتماعات السابقة للجمعية العامة اتفق الزعماء على أهداف التنمية وتعهدوا بالتزام بميثاق دولي حول الهجرة.

ويقول جوان “كان من المعتاد أن يكون هناك شعور بأن دورة الجمعية العامة كانت حقيقة توقيت يتم خلاله اتخاذ القرارات، أما الآن فنجد أن كل طرف يقف في وضع دفاعي”.

ويضيف “لا يبدو الحال حقيقة أن أحدا لديه طموحات كبرى في هذه الفعاليات بخلاف الخروج منها وهو حي يرزق”


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/23



كتابة تعليق لموضوع : ترامب يعود إلى الجمعية العامة وسط حالة دبلوماسية دولية من التخلي عن الطموحات الكبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net