صفحة الكاتب : سجاد العسكري

الشباب والنزعة الثوريه
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان النزعات التي يمر بها الانسان بصورة عامة والشباب خاصة , تتنوع فمنها مايكون فردي او جماعي , وتختلف هذه النزعات باختلاف الظروف, والمحيط الذي ينشأ فيه الفرد , وقد ورد في معاجم اللغة العربية هذه المفردة فتنوعت بارتباطها بشيء ما, وقد وردت في معجم المعاني الجامع فمنها على السبيل المثال : النزعة التوحيديّة ,نزعة تتعلّق بالإيمان بالله الواحد الأحد وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرِّه..., والنَزْعة الإقليميّة :هي ضيق الأفق الذِّهنيّ الناشئ عن حياة محدودة النِّطاق ذات أسوار لا تتعرَّض للفاعليّة الثقافيّة والعقليّة الإنسانيّة ..., والنَزْعة الإنسانيّة : ميل إلى معاملة الناس معاملة إنسانيّة ، محبّة الخير العامّ... ؛ والنَزْعة غريزيّة : رغبة تدفع المرء إلى ما يمكن أن يقضي حاجاته ويُرضي غرائزه وميوله الطبيعيّة ؛ والنزعة التوسعيّة للدول الكبرى ؛والنزعة تفتيتيّة(سياسة تفتيتيّة) ...وغيرها من النزعات التي تداولتها المعاجم , وكذلك تداولتها الدول في واقعها العملي من اجل مصالحها الحيوية , عموما فالنزعة هو ميل واتجاه فطري او نفسي الى شيء, ومنها النزعة الثورية والتي تعني الميل الى التغير , الاصلاح , الدفاع , والمقاومة ؛ فطبقة الشباب تميل الى النزعة الثورية ؛ ولكن بحاجة الى التوجيه , والوعي حتى لا تكون عبثية ؛ وفكرة تنمية هذه الروح المتقدة في نفوس الشباب تحتاج الى الارتباط بمن يعرفنا امكانيات انفسنا , واخراج طاقاتنا الكامنة , وخير من نرتبط بهم , وناخذ بتوجيهاتهم هم محمد وال محمد , هو الارتباط الروحي المعنوي الاول لتأسيس اساس عقائدي قوي ؛لنتحكم بروحنا الثورية بتعقل وحكمة , فالشباب أسرع إلى الخير , فقد كان أبو جعفر الأحول من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام، وكان يعمل على نشر مبادئ الإسلام , وتعاليم أهل البيت عليهم السلام، سأله الإمام الصادق عليه السلام ذات يوم: (كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟) قال أبو جعفر: والله انهم لقليل.فقال الإمام الصادق عليه السلام: "عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير".؟!! فالاحداث هم الشباب , وهم كالارض المهيئة للزراعة ؛فاليعرف الشاب مايزرع , ومن اين يحصل على البذور التي تثمر؛ وخير من يزرع في نفوس الشباب الطموح والعلم والمستقبل , ومن يمثل الخط الاصيل هم علمائنا المجتهدين في زمن غيبة امامنا , وخصوصا لما تتعرض له الامة من احداث , ونزعة سياسية توسعية من دول الاستكبار, ترمي الى احداث شروخ وانقسامات بين الاطراف المتماسكة ؛ لتسبب ضعفها وتفتيتها والسيطرة عليها , وطالما اكد علمائنا هذه الحقيقية عبر توجيهاتهم لشباب الامة في كلماتهم , بان الامة تعقد الامل عليكم ليوم تنعم بلادكم بالحرية والاستقلال من التبعية , واتخاذ موقف حازم ممن يرمي لتمزيق الامة , ورفض موقف العداء بين الاخوة , لأجل التزلف للاعداء,وجعل الحكومات عدوة لشعوبها , والحذر من الفكر التكفيري الذي يستهدف الشباب ؛ كلها كلمات علمائنا وجهت لشباب الامة ؛ لذا تقع افشال هذه المعادلة الباطلة على عاتق الجيل الشبابي الواعي ؛لأنهم ركيزة الإصلاح وقادة المستقبل . والملاحظ ان منطلق الثورات تنفجر من الشباب , وخصوصا طلاب الجامعات التي تعتبر الطبقة الواعية , والتي تحمل تصور ثقافي, ونظرة للاوضاع بشكل جديد , ومختلف مبنية على اسس علمية ؛ وكذلك الشباب المؤمن الذي يسير على بينة من امره , فهذه الطبقتان هي المستهدفة , والتي منها يمكن الانطلاق الى عموم الشباب لتثقيفهم وتوعيتهم , فـ(المعرفة +العلم +الوعي ) هي اسس الروح الثورية المستنيرة؛ ولكن يبقى المنبع والمصدرالصافي الذي نستقي منه هذه الاسس , والحذر كل الحذر من مصادر ترفع شعارات مزيفة ؛ لتوهم الشباب بانها هي الملهمة عبر دغدغة مشاعر وميول واهواء الشباب , وتوهمهم بالقرب وفي الحقيقة هي تبعدهم عن جادة الطريق السوي. فمابين المصدرين فجوة كبيرة , تؤسس لخلاف جوهري معقد وطريقين (الخلاص وكسر القيود ) او (الهروب والخذلان), فالامة حاليا تعيش الخذلان والهروب من الواقع المزري المزيف الذي صنعه حكام شعوب نائمة فاتخذو من الهروب طريقهم , ليكونوا اعداء ما جهلوا؛ واما خط الخلاص فكل ما اراد الاستكبار وحلفائه تطويقه بالقيود , يحطم القيود ؛ ليصنع من حطام القيود جسرا لعبور مرحلة جديدة , ويترك تاريخ يتغنى به الاجيال , ونورا على خطى ثوارنا وشهدائنا وعلمائنا ؛ ليصنع لنا الروح الثورية ضد الظلم, كما خط لنا سيد الشهداء واكده العلماء .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/18



كتابة تعليق لموضوع : الشباب والنزعة الثوريه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net